عاد عيد الفطر على مدينة القدس يحمل معه ذكريات الماضي بأفراحه واحزانه وآمال بمستقبل مشرق رغم الظروف الصعبة التي يمر بها الاهالي.
المقدسيون تعالوا على جراحهم في أول ايام العيد فقاموا بتزين الشوارع والمنازل وارتدوا الملابس الجديدة، وما ان انطلقت اصوات مدفع رمضان حتى بدأت "لفة العيد" حيث يصطحب كبير العائلة ابنائه والاطفال في جولة على الاهل... كذلك توزيع الحلويات والمشروبات وشراء الهدايا للاطفال.
مراسلة موقع بكرا في القدس قامت اليوم بجولة على ابرز المحطات في القدس وهي زيارة المسجد الاقصى، ثم زيارة الخيام في الشيخ جراح حيث يتواجد افراد عائلات حنون والغاوي والكرد الذين تم الاستيلاء على منازلهم منذ عام، وخيمة سلوان حيث يجتمع بها يوميا اهالي حي البستان الذين يلاحقهم شبح هدم منازلهم لاقامة حديقة توراتية.. والى مقر الصليب الاحمر حيث يعتصم نواب القدس ووزيرها الاسبق منذ 72 يوما.. كما التقت بعائلات أسرى وشهداء.


مقر الصليب الاحمر
واقيمت في خيمة الصليب الاحمر صلاة العيد بمشاركة أهالي النواب الذين حضروا الى خيمة في وقت مبكر لمعايدة ابنائهم، وأم بالمواطنين الشيخ الدكتور عكرمة صبري الذي هنأ المسلمين لاشراق شمس عيد الفطر بعد رحيل شهر رمضان.
وقال:" ان يوم العيد هو جائزة من الله تعالى لمن صام وقام واكرم رمضان وكف لسانه عن الغيبة والنميمة والكذب والخصام والبهتان.
وشدد الشيخ صبري على ضرورة صلة الارحام مؤكدا أن قطع الارحام من المحرمات والكبائر، مشددا كذلك على ضرورة تفقد عائلات الاسرى والمعتقلين لادخال الفرحة الى قلوبهم.. فالعيد هو عيد تراحم وتواصل وتضامن وتكافل اجتماعي.
وقال:" ليس العيد باقامة الحفلات والرقص والغناء، وليس العيد للفاجرين والفاسقين والمنحرفين، انما العيد للصائمين الذين أدوا ركن الصيام، فالله تعالى جعل للصائمين عيدا .
وأكد الشيخ صبري أن مدينة القدس هي عربية اسلامية وقفية، ويجب أن تعود الى سيادة العرب والمسلمين.
وحذر فضيلته من بعض صفحات الانترنت التي تشكك في منزلة القدس وفي ربط القدس بمكة المكرمة، كما تشكك بالرسول عليه السلام.
وبالنسبة لحق اللاجئين بالعودة أكد على الفتاوى الشرعية بحق عودة اللاجئين الى ديارهم وديار آبائهم وأجدادهم.
وما ان انتهت الصلاة الحاشدة حتى اكتظت ساحات الصليب بالمتضامنين الشعبية والرسمية، الذين اشادوا جميعهم بثبات وصمود النواب مؤكدين أن اعتصامهم ورفضهم للخروج من منازلهم هو حماية لكافة المقدسيين.
أما النائبان محمد طوطح و أحمد عطون والوزير السابق خالد أبو عرفة فقد أعربوا عن فرحتهم لتوافد العشرات من ابناء القدس لمعايدتهم في اول ايام العيد ولمؤازرتهم، وصفوا اول ايام العيد في مقر الصليب بيوم البيعة للقدس والاقصى، واليوم التاريخي للقدس,
وقام النواب بتوزيع الهدايا للاطفال والحلويات للمتضامنيين.


ام ايمن الغاوي...
أما في خيمة الشيخ جراح فقد جلس افراد عائلات الكرد والغاوي وحنون بداخله يستقبلون الوفد المتضامنة، أما اطفال العائلات فقد اخذوا باللهو واللعب.
ام ايمن الغاوي تقول:" هذا هو العيد الثالث نقضيه بالشارع بعد الاستيلاء على منزلنا، وللاسف جاء العيد ونحن نعاني من تفكك أسري وحرمان من التواصل مع عائلاتنا.. أما أولادنا فأصبحوا مشردين بعد تهجيرنا، خاصة واننا نشعر بألم لاننا نجلس امام منزلنا لا نستطيع الاقتراب منه بينما يدخله العشرات من المستوطنين بشكل يومي يرقصون ويصلون ويحتفلون!!


زوجة الشهيد سعيد الددو...
أما زوجة الشهيد سعيد راضي الددو قالت بحرقة :" هذا العيد السابع ورب الاسرة غائب عنا، وأطفالي طوال ايام الشهر الفضيل كانوا يتمنوا أن يتناول مع والدهم طعام الافطار فكان اطفالي الثالثة شديدن التعلق بوالدهم وهو دائم يتذكروه.
وقالت:" لقد تعودنا في اول ايام العيد الذهاب للمقبرة لزيارة زوجي وجدهم، مشيرة انها تزور قبر زوجها باستمرار خاصة في ذكرى استشهاده بتاريخ 21-6.
وأكدت انها لا تحرم أولادها الثالثة من متعة العيد فهي تشتري لهم أشتري لهم الملابس والحلويات العيد والهدايا، وتقول:"أضحي من أجل إسعادهم ففرحة العيد للأطفال ."


اعتقال شاب من سلوان عشية عيد الفطر
واستقبل اهالي سلوان المتضامنين في خيمة البستان، واستعرض مراد أبو شافع عضو لجنة الدفاع عن عقارات سلوان الاخطار التي تحيط بالسكان وتهديدهم بالطرد والاعتقال في كل الاوقات.
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد اعتقلت الشاب ضياء بيضون، 19عاماً، امس عند باب المغاربة، وذلك أثناء عودته إلى سلوان، بعد أن فحصت بطاقة الهوية الخاصة به.
وقد قالت والدة بيضون قد قالت لمركز معلومات وادي حلوة بأن ولدها كان قد خرج إلى السوق لشراء بعض المقتنيات تحضيراً ليوم العيد، وقد تفاجأت بالمحقق الإسرائيلي حين أخبرها في مكالمة هاتفية بأن ولدها قد اعتقل وستكون محاكمته مساء يوم السبت المقبل. ورداً على سؤالها عن سبب اعتقال ضياء أجابها المحقق: “ستعرفين من خلال المحامي."


اهالي الاسرى..
أما اهالي الاسرى فقد كان رجائهم وأملهم واحد وهو تحرر كافة الاسرى من السجون الاسرائيلية ليقضوا المناسبات ورمضان معهم.
وفي لقاء مع زوجة الأسير إبراهيم مشعل قالت:" لقد تم إعتقاله في أول ايام شهر رمضان عام 1990، لذلك اذكره بشكل خاص في شهر رمضان والاوجاع تتفتح في هذا الشهر بشكل خاص.
وأضاف:" عند آذان المغرب في رمضان أنظر لكرسيه فأجده فارغا، ففقدانه لا يمكن أن يعبر عنه بالكلمات، وما زلت أذكر مقولته الدائمة " سأعيش رغم الداء والأعداء فوق القمه الشماء ."
وتابعت " انا لا أحب العيد وأشعر ان هناك شيء ناقص، وفي العيد يتوجه إبني سامر لصلاة العيد في المسجد الأقصى ، ثم يزور جدته وأقربائه والجيران ."
يذكر ان ام لدى الاسير 3 أولاد، أكبرهم سامر عمره 23 عاما وثم فداء 21 عاما وجمال 20 عاما، علما انه اعتقل وهم أطفال رضع.
تجار القدس... كساد تجاري خانق
وفي لقاء مع عدد من تجار القدس أكدوا أن مشيرا أن أوضاع تجار البلدة القديمة صعبة بسبب إنتشار البسطات في الشوارع التي تبيع الملابس الصينية رخصية الثمن اضافة الى تواجدها بالشارع مما يسبب الازمة والاكتظاظ، وأكدوا ان الحركة الشرائية قليلة في العيد لانه جاء بالتزامن مع افتتاح المدراس.
وأكد التجار ان الاسعار البضائع(ملابس وحلويات ) لم ترتفع عن العام الماضي، واشتكى التجار من تسوق المواطن المقدسي من الاسواق الاسرائيلية لعدم وجود غرفة تجارية أو لجنة تجار ترعى أوضاعهم .


المواطنون...للعيد نكهة خاصة
وبالنسبة للمواطنين وأوضاعهم بحلول العيد فقالت أم هيفاء العوري من سكان قرية عناتا " الأسعار في السوق مناسبة لقد إشتريت لطفلتي قبل العيد، وهناك بهجة للعيد وخاصة عندما نزور الاهل والاصدقاء ."
أما المواطنة ام محمد فقالت:" للاسف الأسعار غالية جدا الملابس واللحمة والحلويات ، ولدي ثلاثة أولاد أكبرهم عمره 10 سنوات وأصغرهم سنة، وما زلت أبحث لهم عن ملابس بأسعار تتناسب مع إمكانياتي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]