على الرغم من الهدوء الذي عاد الى مدينة عكا، ومرور عيد غفران بسلام، الا ان الشارع العكاوي ليس هادئاً، والتعزيزات المكثفة لقوات الشرطة المرتقبة منذ يو أمس واليوم، لا تساعد العكاوين على نسيان ما حدث قبل عامين وانما تجعلهم يشعرون بالقلق والخوف من عودة احداث عام 2008.

السائق العكاوي توفيق الجمل اتهمته أوساط سياسية وإعلامية إسرائيلية بإشعال فتيل المواجهات في عكا في يوم "عيد الغفران" المحرم لدى اليهود عام 2008 ، وتجاهلت الشرطة الإسرائيلية الاعتذار الذي قدمه الجمل أمام الكنيست، وأعلنت اعتقاله رسميا بعد احتجاجات اليمين على عدم اعتقاله، وذكر، في حينه، أنه تم القبض على توفيق الجمل لتجاوزه السرعة أثناء القيادة وتعريض حياة الناس للخطر وللإضرار بالحساسيات الدينية أثناء "عيد الغفران" الذي يصوم خلاله معظم اليهود ويمتنعون عن قيادة السيارات، ومثل توفيق الجمل أمام لجنة الداخلية البرلمانية وقال إنه كان يريد العودة إلى منزله فقط، وأضاف أن ما فعله كان خطأ وأعرب عن رغبته في الاعتذار.

" الانشغال بالتحضيرات البوليسية ليوم الغفران هي من الامور التي يهتم بها فقط، قائد شرطة عكا ورئيس البلدية" هذا ما قاله السائق توفيق الجمل (50 عاما) والذي يسكن في حي فولفسون في عكا، لمراسلنا في مقابلة أجريت معه.

جمال والذي اشتهر، رغما عنه، بعد ان سافر في ليلة الغفران مع ابنه، قبل عامين، بهدف احضار ابنته من شارع بن شوشان شرقي المدينة وقد رآه متدينون يهود فالقوا الحجارة نحوه وتلك كانت الرصاصة الاولى التي اشتعلت "احداث عكا"، قال لمراسلنا، "لست خبيرا في الشؤون الأمنية، ولكن حسب رأيي لا حاجة للتحضيرات التي تنفذها الشرطة لان ذلك لن يهدأ الأوضاع بل على العكس سيؤدي الى تضخيم الامور".

هل تعتقد باننا سنشهد احداثا مماثلة لغفران 2008؟

كلا فالطرفين ادركوا ان لا رابح ولا خاسر في مثل تلك الاحداث وانما الجميع خاسرين، مشاهد احداث 2008 ما زالت تلاحقني، يجب علينا ان ننسى تلك الاحداث وان نضمد تلك الجروح وندعها تلتأم.

هل تعتقد ان العلاقات المتوترة التي ميزت تلك الفترة ما زالت موجودة بين العرب واليهود في عكا اليوم؟

كلا، كلا الحمد لله عبرنا "التسونامي" الضخم، لربما سنشهد امواجا هنا وهناك، فلدى الطرفين متطرفين ولهذا انتهز الفرصة والمنبر هذا لاوجه كلمة للمتطرفين بان يفتشوا لانفسهم عن مكان اخر فعكا ليست مبنية لامثالهم.

ما الكلمة التي توجهها لعرب عكا؟

ولدنا هنا وسنبقى هنا، اتوجه للعرب القاطنين في بناية مشتركة مع يهود واقول لهم: حاولوا الا تشعلوا المناقل والا تستمعوا للموسيقى الصاخبة، دعوا هذا اليوم يمر على خير فبعده سنعود للحياة اليومية المشتركة ولليهود اقول بان عليهم ان يتفهموا الظروف فهنالك احداث تضطرنا للسفر بالسيارة وعليهم ان يتفهموا ذلك".

توفيق جمل عضو في "الجمعية الشعبية اليهودية العربية" في حي فولفسون حيث يتم استخدام المركز الجماهيري هناك ويقدم جمل المحاضرات حول التعايش لاولاد العرب واليهود.

بعد احداث 2008 اعتقلت وفتح ضدك ملف جنائي في الشرطة، فما هي اخر التطورات في القضية؟

للاسف الشديد فالملف لم يقفل بعد وآمل ان يغلق الملف في القريب العاجل، في المرة الاخيرة التي فحصت فيها الملف كان في نيابة حيفا وقبل 8 اشهر اعلموني بانه تم اعادة الملف الى قسم الدعاوى في شرطة عكا.

ما التهم التي وجهت ضدك؟

في الاساس اتهمت بالمس بمشاعر رجال الدين، هنالك قانون كهذا ولكنهم لم يطبقوه في السابق، لربما سيطبقوه في امري كسابقة.

فيما لو وقعت احداث شغب في عيد الغفران هذا العام فكيف ستتصرف؟

سنصد انا واعضاء الجمعية تلك الاحداث ونمنعها، فقد جربت ذلك على جسدي، وفي بعض الاحيان اشكر الرب لانني انا كنت في الحادثة وليس شخص اخر غاضب فكان سيشعل الاحداث وسيواجه الجمع الغفير من المتدينين اليهود.

مع بداية محادثات بيبي وابو مازن، هل تعتقد بان المحادثات تلك ستجلب السلام للمنطقة؟

آمل ذلك على الرغم من انني لست متفائلا كبيرا باحلال السلام، فالسلام بحاجة الى قادة كانور السادات ومناحيم بيغن او اريئيل شارون، ولكن امريكا والدول العربية "المعتدلة" يجرون ورائهم ابو مازن وبيبي يجره اليمين، مع مثل اولائك "القياديين" لا سلام يذكر، سيحل السلام فذلك مكتوب في القران الكريم، متى؟ فقط الرب يعرف.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]