فتحت مدرسة جبران خليل جبران الابتدائية أبوابها أمام أبنائنا الصغار في بداية أيلول لتستقبل أطفالنا في صفوفها ، ساحاتها ومرافقها الواقعة في القرية التعليمية الجديدة ، التي تضم  ثلاث مدارس للتعليم الخاص الذي يهتم بذوي الاحتياجات الخاصة اضافة الى مدرسة جبران خليل جبران للتعليم العادي ، في حي "البشارة" في الناصرة .

مباني عصرية وأجواء غير آمنة

وقد توافد بالفعل عشرات الطلاب اللذين اختاروا المبنى الجديد والأنيق للمدرسة الجديدة مكانًا لتعليمهم ، غير أنه وبعد مرور أقل من أسبوعين على افتتاح السنة الدراسية بدأنا نلاحظ انسحابًا لعدد من طلاب المدرسة الذين كانوا يلموّن دفاترهم وأغراضهم المدرسية ويعودون ادراجهم الى مقاعد مدارسهم القديمة، وعند سؤالنا عن السبب اكتشفنا غضب الأهالي من موقع المدرسة معللين بأنه ليس من المعقول او المنطقي أن تُبنى مدرسة ابتدائية عادية في مساحة صغيرة تضُم ثلاث مدارس للتعليم الخاص .

فقد عبرت لنا السيدة نسرين عودة عن استيائها من الفكرة مشيرة بأنها توجهت الى المدرسة وقدّمت طلبًا بسحب ابنتها البالغة من العمر عشر سنوات خوفًا عليها من الطلاب الموجودين في المدارس المجاورة ،وقد تم الأمر بالفعل خلال أسبوع واحد مؤكدة ارتياحها الشديد لأن ابنتها عادت تتلقى العلم في أجواء آمنة على حد تعبيرها .

أما السيدة لبنى عبده والتي سجلّت أبناءها الثلاثة (6، 8 و10 سنوات ) ثم نقلتهم بعد عشرة أيام من افتتاح العام الدراسي الى مدارس أخرى في حي الصفافره فقد أفادتنا بأنها تخشى أن يتملّك أطفالها الذعر جرّاء رؤيتهم لأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة مؤكدة بأنهم لا يعون بعد فكرة أن هذه الفئة (ذوي الاحتياجات الخاصة) هي جزء من مجتمعنا وينبغي علينا احتواءهم ومساعدتهم للتأقلم ضمن النسيج الاجتماعي العام ، ولذا فقد نقلت أطفالي.

ذوي الاحتياجات الخاصة ودودون ومسالمون

مراسلنا زار القرية التعليمية قبيل عدة أيام والتقى هناك السيدة وفاء حامد مديرة مدرسة "التدريب العملي" للتعليم الخاص التي أكدت خلال حديثنا معها أن مدرستها تحتوي طلابًا ودودين ومسالمين الى أقصى حد كما أنهم يصلون الى المدرسة ويغادرونها في مواصلات خاصة تصل الى بوابة المدرسة تمامًا كما يحدث في مدرستي "ماعَتس" و "سوا" للتعليم الخاص الواقعتين في القرية ذاتها ، لذا فهي لا تجد أي داع لذعر الأهل أو الأطفال ، وأضافت ضاحكة بأنه من الأجدر أن تعلن مدارس التعليم الخاص قلقها من شقاوة الأطفال في مدرسة جبران خليل جبران وليس العكس !!

امتنعت عن الحديث دون إذن رسمي من وزارة المعارف

بعد ان ودعنا السيدة وفاء توجهنا فورًا الى مكتب مديرة مدرسة جبران خليل جبران السيدة ريما خليف والموجود في المبنى المجاور لمدرسة "التدريب العملي" وهناك استقبلتنا السيدة ريما بترحاب شديد غير أنها امتنعت عن الحديث بالشأن المطروح الا بعد حصولها على إذن رسمي من وزارة المعارف ، وبالفعل ، اتصل مراسلنا فورًا بالناطق الرسمي لوزارة المعارف في الوسط غير اليهودي السيد كمال عطيلة  الذي قال لمراسلنا بأنه غير موافق على أن يمنح السيدة ريما الإذن بالتعاون معنا

وعليه فقد اعتذرت السيدة ريما عن امكانية التعاون لأنها غير مخوّلة بالحديث عن هذا الموضوع معللّة الأمر بأنه خارج حدود مسؤولياتها ! ، لذا فقد غادر مراسلنا مبنى المدرسة بعد أن جال في صفوفه ومرافقه لرصد إمكانية تحقق أي من تخوفات الأهل فوجد بأن المدرسة آمنة جدًا وتعد واحدة من أبهى المدارس الموجودة في المدينة ..

راجي منصور: القرية التعليمية توفر الامن والامان لجميع الطلاب

وقد عقب السيد راجي منصور على ما جاء في تقريرنا باعلان استغرابه من موقف بعض الأهل حيث أن المدرسة تحتوي مرافقًا وصفوفًا مريحة جدًا اضافة الى امتيازاتها التعليمية والتربوية ، ناهيك عن خدمة التوصيل المنظم والتي وفرتها بلدية الناصرة لضمان أمن وأمان الأطفال في مدرسة جبران خليل جبران .

وعند سؤالنا عن هدف البلدية من خطوة بناء قرية تعليمية تضم بين حدودها مدارس تعليم خاص ومدرسة تعليم عادي ، أجاب ، بأنه ليس هناك هدف محدد حيث أن البلدية لا تسعى الى خلق عملية دمج بقدر ما أنها وجدت مساحة كافية تناسب امكانية تدشين قرية تعليمية توفر الراحة لأهالي حي الكروم والصفافرة اضافة الى منح مدارس المنطقة مجالاً للتنفس ..

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]