بمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الجندي مدحت يوسف، استضاف بيت الشعب في قرية بيت جن، أمس، حفل ذكرى المرحوم وذلك تحت شعار "لن ننسى ولن نسامح"، والجدير ذكره ان الفقيد مدحت يوسف لقي مصرعه في اليوم الاول من اكتوبر عام 2000 حين ترك ينزف دما لمدة اربعة ساعات في قبر يوسف وامتنع قوات الجيش الاسرائيلي من انقاذه، هذا وحضر الاحتفال النواب ارييه الداد، حمد عمار وايوب القرا، وامتنع عن الحضور وزراء الحكومة على الرغم من دعوتهم، كما ولوحظ تغيب رئيس المجلس الديني الدرزي الشيخ موفق طريف، فيما حضر الحفل رؤساء السلطات المحلية صالح فارس، جبر حمود ورئيس اللجنة المعينة في يركا حسين فارس بالاضافة الى شخصيات ووجهاء من المنطقة.

من هو مدحت يوسف

ولد مدحت للوالدين سلمان وفرحة في القرية الدرزية بيت جن، وهو الابن الاصغر من بين تسعة اخوة واخوات، نشأ وترعرع في بيت جن، وكان طالبا متفوقا وفي فترة الثانوية حيص شغل منصب رئيسا لمجلس الطلاب، كان ناشطا اجتماعيا واعتاد على مساعدة الغير وخاصة العائلات المحتاجة وذلك عن طريق مكتب الرفاه الاجتماعي، كان ناشطا ضمن فعاليات " شباب تقول لا للمخدرات" كما وشارك في فرقة الدبكة الشعبية.

بعد ان انهى تعليمه الثانوي في فرع الكيمياء فكر في تعلم الطب في التخنيون ولكن في نهاية الامر قرر التخلص، اولا، من الخدمة العسكرية ومن ثم تعلم الطب، وقد خدم المرحوم مدحت يوسف في قبر يوسف ، وخدم هناك مدة تسعة اشهر وذلك قبل اندلاع هبة اكتوبر.

خلال احداث هبة اكتوبر اصيب مدحت في حوالي الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم الاول لشهر تشرين الاول، وكانت اصابته في منطقة العنق، رئيس الحكومة ووزير الدفاع ايهود براك، اوصى قائد الاركان العام شاؤول موفاز لتنفيذ عملية انقاذ الجندي الدرزي مدحت يوسف وذلك باعتماد كلي على جبريل الرجوب، والامتناع عن ادخال قوات امن اسرائيلية لتنفيذ عملية الانقاذ، براك اعتمد على قوات الامن الفلسطينية والتي لم تصل الى المكان الا بعد ان فقد المرحوم كمية كبيرة من دمه، كل ذلك وعلى الرغم من تواجد قوة كبيرة من الجيش الاسرائيلي على بعد اقل من 100 متر من المكان في تل الراس وقد تواجد هناك كل من الضباط الكبار يوسي اديري، بيني جانتس، يتسحاك ايتان، ولكنهم لم يحركوا ساكنا على الرغم من مرور اكثر من 4 ساعات ودم مدحت ينزف في قبر يوسف. في حوالي الساعة التاسعة والنصف مساءا تم نقل جثة مدحت يوسف، بواسطة قوات الامن الفلسطينية وتم تحويله الى القوات الاسرائيلية، وفي هذه الساعة تلقت عائلة يوسف نبا الوفاة.

لجنة التحقيق تغطي على فشل الجيش، في إنقاذ جنوده!

بخلاف الجيش الذي لم يحرك ساكنا لانقاذ جنديه الذي خدم بكل امانة واخلاص، قررت العائة التحرك وعدم اسكات القضية وطالبت المسؤولين وصناع القرار بتوفير الاجوبة الشافية والكافية على تصرف رجال الامن والسياسة في القضية التي اربكت الجيش ورئيس الحكومة ايهود براك الذي اعتمد على القوات الفلسطينية ورفض دخول قوات الجيش الاسرائيلي الى منطقة قبر يوسف لانقاذ جندي درزي، كالعادة وبعد الوفاة انشات لجنة تحقيق خاصة برئاسة الضابط يورام يئير والتي خلصت الى القول بان "الجيش عمل بشكل سليم"، الضابط اليعزر شطيرن قال ان تصرف الجيش كان سليما على الرغم من ادعاء المعظم بان هذا التصرف يناقض "اخلاقيات الجيش والقيمة العليا باهمية عدم ابقاء جرحى في ارض المعركة".

في اعقاب الموت المؤسف اقيمت جمعية "ايخبات" وفي شهر تموز 2003 رفضت المحكمة العليا التماسا طالب بانشاء لجنة تحقيق رسمية للتحقيق في "فضيحة" التخلي عن انقاذ الجندي مدحت يوسف، وفي شهر تموز من العام 2004 تم تداول القضية في اللجنة البرلمانية في الكنيست والتي خلصت الى القول بان " الاعتماد على الفلسطينيين كان اخفاقا كبيرا بسبب التجارب السابقة معهم" .

في عام 2003 تلقت عائلة يوسف "وسام الشرف" من شرطة اسرائيل. ومن الامور التي ظهرت في اعقاب مقتل الشاب المرحوم مدحت يوسف كان مطالبة العائلة واصدقاء الفقيد بالامتناع عن التصويت في انتخابات الكنيست لايهود براك.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]