في حوالي الساعة السابعة والنصف من يوم الخميس وصل طلاب مدرسة "البسمة" لذوي الاحتياجات الخاصة، الى بيتهم الثاني ,,, الى المدرسة، والذين جاؤوا من عدة قرى في الجليل، وفور وصولهم شعروا ان "فاجعة" قد حلت بعائلة "البسمة"، فعلى غير العادة لم تكن "امهم" المربية نجوى ابراهيم في استقبالهم ... وسرعان ما ادركوا انها، من اليوم وصاعدا، ابدا لن تكون في استقبالهم، حينها علم طلاب المدرسة من المعلماات ان المربية نجوى فارقت الحياة وانتقلت الى جوار ربها...

بالنسبة للكثيرين فان المربية نجوى ابراهيم قد ماتت ولكن بالنسبة لعائلة المرحومة وكذا عائلة "البسمة" فانها ستبقى في الذاكرة وابدا لن تمت... لان ذكراها العطرة ستبقى في ذاكرتنا وقلوبنا ابد الدهر.

شعرت انني ادخل اسرة كبيرة فقدت ربة المنزل

دخلت، صباح هذا اليوم، مدرسة البسمة والتي اعتدت زيارتها منذ سنوات عدة كصحافي وكانسان اولا، وليس سرا ان لهذه المدرسة معزة خاصة في قلبي لانها تحتضن اطفالا ذوي احتياجات خاصة، وقد شعرت انني ادخل اسرة كبيرة فقدت ربة المنزل والجميع يحاول ان يساند الاسرة لتقف من جديد بعد "الصاعقة" التي حلت بها، ففي تلك الغرفة تجلس المفتشة فادية فلاح، مفتشة التربية الخاصة في وزارة المعارف، والتي تولت الادارة بعد ان اوكلت اليها المهمة من قبل وزارة المعارف، وفي الغرفة المجاورة يجلس مدراء اقسام المعارف في مجالس المنطقة يحاولون، قدر المستطاع، تقديم المساعدة، اما في غرف التدريس فالحياة التعليمية مستمرة، لان هذا ما اوصت به المربية نجوى ابراهيم للهيئة التدريسية، حيث كانت تقول: "على الرغم من الصعوبات والماسي الا انه يجب علينا ان نقف من جديد لان الحياة مستمرة وابدا لن تتوقف ولا حتى لثانية واحدة".

المعلمات:"المربية نجوى حلت مشاكل العالم عدا مشكلتها"

التقيت المربيات رويدة رباح، ايفا خوري، اريج ابو طفلة، سوزان رباح، رلى فرح، سلفيا طرودي، جنان طرودي وريم بيسان ومما جاء في حديثهن: 

المربية نجوى ابراهيم هي التي اطلقت اسم "البسمة" على المدرسة وذلك لترسم البسمة على الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، المربية نجوى كانت تسمعنا وتصغي وتحترم، فكثيرا ما كنا نتحدث اليها كأم او اخت او صديقة، نشكو لها همنا وكانت كـ "جبل المحامل"، كانت رمزا للانسانية، تحلت بالتواضع والادارة السليمة على الرغم من كل الضغوطات من قبل المجالس والهيئة التدريسية والاهل والعائلة ايضا.

المربية نجوى كانت تقضي معظم وقتها بين الصفوف ونادرا ما كانت تجلس في مكتبها، فالطلاب والهيئة التدريسية عندها في اعلى سلم الاولويات، كانت دائما تردد "الطالب اولا" ، فالمربية نجوى حلت مشاكل العالم ما عدا مشكلتها، دائما كانت تتعامل معنا باحترام وتواضع، كانت متواضعة وحافظت على مركزها و"هيبتها" كمديرة، وعليه ليس بالغريب ان تحصل على جائزة التربية، وفي الاحتفال الوزاري الكبير قالت في كلمتها ان الفضل يعود للهيئة التدريسية فكانت دائما تتحدث عن اهمية العمل الجماعي من اجل تحقيق النجاح الباهر.

المفتشة فادية فلاح: المربية نجوى مثال اعلى للمديرة المهنية 

اوكلت وزارة المعارف للمفتشة فادية فلاح ادارة المدرسة ريثما يتم اجراء مناقصة لادارة المدرسة، وفي مستهل حديثها قالت: "نشأت المربية المرحومة نجوى الشيخ في بيت عريق فوالدها المرحوم سلمان الشيخ كان مفتشا لموضوع التربية الخاصة، احبت الموضوع فكرست له حياتها، المربية نجوى هي مثال للمربية والمديرة المهنية، وليس بالغريب ان تحصل مدرسة "البسمة" على جائزة التربية، فقد كانت تطبق تعاليم الوزارة بحذافيرها، تهتم بالعمل المهني والتدريسي الجماعي، لديها رؤية تربوية ومستقبلية عالية، واهتمت بالتعاون وتوطيد العلاقات مع الاهل والمعلمات والمساعدات.

مدراء المعارف انور فلاح وفواز بيبار: نقف الى جانب المدرسة لاجتياز هذا الامتحان المفاجئ

التقيت مدير المعارف في مجلس كسرى كفرسميع الاستاذ انور فلاح وكذلك مدير قسم المعارف في مجلس يانوح جث، حيث تبين لنا ان مدراء اقسام المعارف في منطقة الجليل، قرروا مد يد العون لادارة مدرسة "البسمة" لاجتياز هذا "الامتحان" المفاجئ، وهذا ليس بالغريب فهذه المدرسة تحتضن 57 طالبا من قرى كسرى كفرسميع، البقيعة، بيت جن، الرامة، فسوطة، الجش، معليا، مجد الكروم، البعنة، نحف وقرى اخرى.

الاستاذ انور فلاح تحدث  قائلا:" لمدرسة البسمة معزة خاصة فهي تحتضن اطفالا ذوي احتياجات خاصة، والمديرة نجوى ابراهيم ادارت هذه المدرسة بمحبة واخلاص ومهنية عالية، الحياة مستمرة ولهذا نحن هنا لنقف الى جانب الهيئة التدريسية، ومعا سنعمل من اجل استمرار النجاح الذي شهدته المدرسة في فترة المربية نجوى ابراهيم".

الاستاذ فواز بيبار قال:" من اجل ان ينجح الانسان في عمله فيجب ان يكون صادقا مع خالقه، والصدق كان شعار المربية نجوى ابراهيم ولهذا كان النجاح حليفها، وكان لديها الشفافية في تعاملها مع الاهل ومدراء اقسام المعارف، نجوى كانت شعارا للشرف وتحلت بكل الصفات الحميدة، عملت كل ما بوسعها من اجل مصلحة الطلاب، كانت بمثابة الام لكل طالب وصديقة لكل ام ومعلمة، ففي فترة ادارتها تقدمت المدرسة من ناحية تعليمية وتربوية".

 

أبو سنان تودّع نجوى ابراهيم بجنازة مهيبة!

 علي هزيمة: تشييع جنازة المربية نجوى إبراهيم سيتم في أبو سنان

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]