قبل الخوض في هذا التحقيق يجب التنويه أن قضية المياه والمجاري في منطقة الشاغور هي ضمن صلاحية شركة مياه الجليل القابعة في مدينة سخنين وليست من صلاحية السلطات المحلية في الشاغور !!،لقد حلت هذه الكارثة البيئية على أهالي الحي الشرقي من مجد الكروم وذلك منذ عام 1997 عندما وافق رئيس المجلس الأسبق محمد كنعان بربط خطوط مجاري دير الأسد والبعنة مع خط المجاري في مجد الكروم !!، أوبئة وأمراض عديدة تقشعر لها الأبدان وتشيب لها الغلمان حلت بالحي وأصابت أطفال من الحي على مدار السنوات الأخيرة بسبب تدفق مياه المجاري إلى ساحات بيوتهم ممزوجة باللون الأحمر (دماء الحيوانات ) واللون الأبيض (ريش الطيور ) حتى غرف بيوتهم لم تسلم من تسرب هذه المياه إلى داخلها ، بل أكثر من ذلك حين قام احد سكان الحي ببيع بيته مغادرا الحي خوفا على سلامة أطفاله !!! سنحاول من خلال هذا التحقيق استيعاب ومحاولة وضع النقاط على الحروف وكذلك المساهمة ولو بالجزء اليسير لحل هذه القضية من خلال نشر هذا التحقيق المرعب (الصور والفيديو ) ، هذه الكارثة ليست قدرا محتوما إنما هي من صنع البشر !!

أبو ريا: "ستكون هذه القضية على سلم أولوياتنا قريبا"

مصطفى أبو ريا (رئيس شركة مياه الجليل): لقد استلمت مهامي في هذه الجمعية قبل وقت قصير وقد وردتني بعض التفاصيل عن هذه المشكلة ونحن الآن نحاول استيعاب القضية بجميع تفاصيلها حتى يمكننا بلورة الصورة بشكل كامل ،هذه القضية ستكون في الأشهر القادمة في سلم أولوياتنا ،مبدئيا نحن نعلم أن خط المجاري في دير الأسد والبعنة مرتبط بخط المجاري في مجد الكروم ونعلم كذلك أن هناك مسالخ تقوم بإلقاء ريش الطيور ودماء الحيوانات إلى خط المجاري مما يعيق عمل الخط ويحصل انسداد ومن ثم تدفق هذه المياه إلى الحي الشرقي من مجد الكروم

دوف حنين: "لو كانت هذه الكارثة في بلدة أو مستوطنة يهودية لوجدت الحلول سريعا"

عضو الكنيست دوف حنين (رئيس لجنة البيئة البرلمانية): قمت بعدة جولات ميدانية في مجد الكروم وخاصة إلى الحي المذكور وشاهدت الكارثة البيئية التي تحل بأهالي الحي الشرقي ،تابعت هذا الموضوع وما زلت مع الجهات المختصة وطرحت الموضوع من على جدول الكنيست وواجهت وزراء البنى التحتية وجودة البيئة والداخلية عدة مرات ،تشكلت لجنة مختصة لإعداد تقرير شامل وأنا انتظر هذا التقرير بفارغ الصبر.

من جهة أخرى لا يمكن حل القضية دون نضال وصرخة مدوية من أهالي مجد الكروم والحي نفسه ، أقولها بصراحة أن أهالي الحي يناضلون بخجل وطريقة نضالهم لا ترتقي إلى مستوى الكارثة البيئية التي يعيشونها ، أنا على يقين أن سياسة التمييز التي تنتهجها حكومة إسرائيل هي العائق الأساس في الموضوع فلو كانت هذه الكارثة البيئية في قرية أو مستوطنة يهودية لوجدت الحلول سريعا ،وأنهى حنين :سأتابع الموضوع كما وعدت أهالي مجد الكروم ولن يرتاح لي بال حتى إيجاد الحلول العملية على ارض الواقع .

نصر صنع الله – رئيس مجلس دير الأسد : مسلخ الذباح ليس ضمن سلطة مجلس دير الأسد إنما ضمن سلطة مجلس البعنة !!

نصر صنع الله :المشكلة المطروحة معروفة للجميع ونحاول معالجتها علما أن مشكلة المجاري أصبحت من اختصاص شركة الجليل للمياه، بدورنا نضغط على هذه الشركة لحل هذه الكارثة البيئية وبحسب معلوماتي فقد رصدت ميزانية لهذا الموضوع لحل المشكلة ،نحن نع أن أهالي الحي الشرقي من مجد الكروم يعانون منذ سنوات ومن مصلحتنا إنهاء هذه المعاناة لان حل هذه المعضلة سيأتي بالخير على القرى الثلاث في قضية توسيع المسطحات ، لجان التنظيم وكما يعرف البعض عارضت الموافقة على الخرائط المفصلة بسبب مشكلة المجاري القائمة ،يفترض بنا مراقبة الناس اللذين يقومون بإلقاء الأوساخ المختلفة إلى خطوط المجاري ومعاقبتهم ولكننا لا نستطيع عمل ذلك في كل ساعة على مدار اليوم، وعن قضية مسالخ الذباح رد صنع الله :هذه المسالخ ليست ضمن نطاق سلطتنا المحلية إنما ضمن سلطة البعنة ومع ذلك إذا ثبت أن هذه المسالخ هي سبب البلية فيجب التوجه لأصحابها من اجل الكف عن ذلك ووقف التدهور الحاصل

عباس تيتي رئيس مجلس البعنة :إذا تبين أن مسلخ الذباح هو سبب المشكلة فلن نسكت على ذلك !!

عباس تيتي :هذه المشكلة قائمة منذ سنوات وفي زمن بلدية الشاغور، حاولنا إيجاد الحلول لكن ولأسباب خارجة عن إرادتنا لم ننجح في ذلك ،نحن كسلطات جديدة في الشاغور علينا واجب ومسؤولية تجاه معاناة الأهل في مجد الكروم والبعنة وعلينا أن نتكاتف لإيجاد مخرج وحل لهذه المشكلة علما أن شركة مياه الجليل هي المسئولة عن المياه والمجاري في الشاغور ،لقد ناقشنا هذا الموضوع في حينه مع لجنة جودة البيئة في الكنيست وتمت دراسته بعناية فائقة وكانت هناك عدة اقتراحات لإيجاد الحلول لكنها مكلفة ماديا ولا تستطيع السلطات المحلية الجديدة في الشاغور تحمل هذه التكلفة ، الحل المؤقت هو التوجه لأصحاب المسالخ في دير الأسد والبعنة وإرشادهم وتحذيرهم من عدم إلقاء روث الحيوانات وبقايا الذبائح إلى خطوط المجاري .

محمد مناع (أبو العز) - رئيس مجلس مجد الكروم : أناشد أهالي الحي بالتوجه للقضاء ضد السلطات المحلية الثلاث !!!

محمد مناع، رئيس مجلس مجد الكروم: يتوجب على المجالس المحلية الثلاث وقف معاناة الأهالي في الحي المذكور ،وفي هذا السياق الفت عناية الناس إلا أن الكلام كثير والفعل قليل ،من خلالكم أتوجه إلى أهالي الحي بالتوجه للقضاء ضد السلطات المحلية الثلاث وكذلك ضد شركة الجليل للمياه والوزارات المختصة ،لا يمكن السكوت على هذه الكارثة البيئية الحاصلة في مجد الكروم ،شركة مياه الجليل تتقاضى أموال من المواطنين على صيانة خطوط المجاري والسؤال : لماذا لا تقوم هذه الشركة بإيجاد مخرج وإنهاء معاناة الناس ؟؟!.

من جهة أخرى هناك مسؤولية كبيرة على أهالي الحي اللذين قاموا بتشييد منازلهم وهم يعلمون أن تلك المنطقة منخفضة ومع ذلك قاموا بتشييد الجدران حول المنازل مما زاد الطين بله في فصل الشتاء !!، لا شك أن الموضوع إنساني من الدرجة الأولى ولن يهدأ لنا بال إلا بحل هذه المشكلة وأناشد مجلس دير الأسد والبعنة أن يراقبوا عمل المسالخ لديهم ومخالفتم على الضرر الذي يلحقونه بأهالي الحي الشرقي من قريتنا ، هناك أمر آخر في غاية الأهمية وهو أن هناك اتفاقية مكتوبة بين أربع سلطات محلية وهم مجد الكروم ، البعنة ، دير الأسد ومطي اشر وهذه الاتفاقية من سنوات التسعين وتنص على أن صيانة المضخة الغربية في مجد الكروم تقع على مسؤولية الأربع سلطات أما الخط من المضخة الشرقية إلى البعنة فتقع على مجلس البعنة !!في النهاية لا بد من تكاتف الجهود مع كل السلطات في المنطقة والوزارات المختصة وخاصة البيئة والبنى التحتية وشركة مياه الجليل لإيجاد الحل في أسرع وقت ممكن.

إبراهيم ذياب احد سكان الحي وعضو فاعل في جمعيات جودة البيئة : نعاني منذ عام 1997 حين قرر الرئيس الأسبق محمد كنعان ربط خطوط المجاري من دير الأسد والبعنة مع خط مجاري مجد الكروم!!

أما إبراهيم ذياب من سكان الحي فقال : المشكلة قائمة منذ عام 1997 من زمن سلطة الرئيس الأسبق محمد كنعان مرورا ببلدية الشاغور ووصولا إلى يومنا هذا ،المشكلة الرئيسية تكمن في المضخات التي لا تعمل معظم الوقت بسبب العجز المالي في السلطات المحلية لان صيانة هذه المضخات مكلف.

من جهة أخرى هناك سبب آخر وهم المسالخ الموجودة في دير الأسد والبعنة والتي تلقي بدماء وبقايا الذبائح إلى خط المجاري فيحصل انسداد في البرك ومن هناك تبدأ الكارثة ، مديرة اللواء في وزارة البيئة حاولت وعملت بشكل جدي واقترحت الحلول إلا أن الوزارة عارضت بادعاء أن هناك وزارات أخرى يجب أن تساهم في حل القضية .

ويختتم ذياب:لا يمكن أن نتصور كيفية العيش هنا فقد لحق الأذى بالشجر والحجر فما بالكم بالبشر !!! من خلالكم أناشد الأهل في القرية الوقوف إلى جانبنا في النضال من اجل مستقبل أفضل لابناءنا
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]