موجة العنف في الوسط العربي في الداخل، تزيد وسط عدم وضوح الأسباب، حيث كثرت في الآونة الأخيرة حوادث القتل، فوصل الأمر إلى حد مقتل عدد من الأشخاص خلال يوم أو يومين، وما زالت هذه الحوادث تتكرر.
ارتأينا في موقع بكرا أن نسلط الضوء على حادثة مقتل أمل احمد الخليلي، من اللد، والتي يكتنف مقتلها نوع من عدم الوضوح، وسط تصريحات للشرطة بأنها قتلت على خلفية المس بشرف العائلة!!! هذه التصريحات التي يقول الأهل عنها إنها تصريحات غير صحيحة، ومتسرعة، واتت من الشرطة من أجل إغلاق الملف، وإن السبب الحقيقي وراء مقتلها هو مطالبتها بحقها الشرعي ببيب كما أقرت المحكمة.


موجة العنف تعم كل الوسط العربي
متابعة لقضية مقتل الشابة المغدورة أمل خليلي من مدينة اللد، وللوقوف عن كثب على أحداث ومجريات الحادث، وفي إطار محاولتنا لسبر أغورا الوضع الصعب الذي وصل إليه مجتمعنا في ظل موجة العنف التي عمت وسطنا العربي مؤخرا، وكذلك من أجل التطرق لتصريحات وزير الداخلية إيلي يشاي، حول زيادة عدد اليهود في القرى والبلدات العربية للحد من العنف حسب رؤياه المثيرة للجدل.
قام مراسل موقع "بكرا" بزيارة لبيت والد المغدورة، أمل خليلي في الرملة، والذي يعمه الحزن والأسى على فراق ابنته أمل، ووسط قدوم وفود المعزين بالرغم مرور عدة أيام على مقتل أمل، فقد التقينا، بوالد أمل، السيد أحمد عبد المجيد الخليلي، وبابنته المحامية أميرة البابا، وتحدثنا بإسهاب معهما عن مجريات الأمور، وخلفية الحادث من وجهة نظرهم.


أمل تعرضت لمحاولة اغتيال قبل مقتلها بيومين
يقول أحمد خليلي، والد المغدورة أمل، إن أمل كانت قد تعرضت لمحاولة اغتيال قبل أيام من وفاتها، حيث وضعت متفجرات أمام بوابة المنزل، ولطف الله أن تفجرت قبل وصول أمل، وقد كان الحادث عندما لم يكن أطفالها معها، والشرطة على علم بهذه الأمور، وهناك تحقيقات جارية.


شقيق أمل وابنتها في وضع نفسي لا يقل خطورة عن القتل
قتلت المغدورة رميا بالرصاص، بعد أن خرجت من حفل زفاف ابن عمها ليلا، حيث توقفت مع عدة سيارات بالقرب من حاجز سكة الحديد، وفجأة تجاوزتها سيارة وتم إطلاق النار عليها، الأمر الذي أدى لوفاتها، وكان معها شقيقها لؤي (15 عاما)، وابنتها رسل (8 سنوات)، حيث قتلت على مرأى منهم.
ويضيف أحمد خليلي: "لم تقتل أمل فحسب، بل قتلوا شقيقها لؤي وابنتها رسل عندما قتلوا أمل أمامهم. فهما يخضعان اليوم لمتابعة مختص نفسي. إنا لله وإنا إليه لراجعون، وحسبنا الله على القتلة والمجرمين".


السبب الذي يقف وراء عملية الاغتيال هو مطالبتها بالبيت وفق ما أقرت المحكمة الشرعية
يقول أحمد خليلي إن السبب الحقيقي لاغتيال ابنته هو مطالبتها ببيت، لها ولأولادها، كما أقرت المحكمة الشرعية، حيث كان من المفروض أن يقوم طليقها بتأمين بيت لأمل ولأطفالها، وهذا هو السبب وراء مقتلها.
وأضاف الوالد: "لا يمكن أن يغلق ملف بهذا الشكل، لماذا تقتل ابنة 27 عاما، بهذه البشاعة، الحق سيبقى قائما، مهما حاول البعض أن يخفوه".
 

المس بشرف العائلة لا أصل له
وتعقيبا على إعلان الشرطة الأول الذي جاء فيه أن أمل قتلت على خلفية ما يسمى بـ "شرف العائلة"،يقول والد أمل إن قائد شرطة اللد متهور، وإن تصريحاته حول أسباب الحادث، بأنه المس بشرف العائلة، ليست صحيحة، وهذا غير مقبول من شرطة تدعي النظام، وبسط القانون، أن تصدر أحكامها الخاطئة، حتى قبل إجراء التحقيق!!! كيف لقائد شرطة أن يصرح بعد أقل من ثلاثة ساعات من حادثة القتل إن القتل كان على خلفية المس بشرف العائلة؟! فهل مقتل ثمانية أشخاص في اللد خلال فترة وجيزة كان سببه المس بشرف العائلة؟!!! هذا أمر مخز ومخجل من قائد شرطة اللد، وهذا الشخص لا يصلح لأن يقود مجموعة من المواشي، وليس شرطة.
كيف يصدر تصريحا يمس بشرف بريئة ليغلق ملف قتل؟! هذا الادعاء قد يكون أسرع طريقة لإغلاق الملفات في وسطنا العربي.
ننفي جملة وتفصيلا تصريحات الشرطة حول أسباب الحادث... قتلت ابنتي لأسباب تافهة، حكمت المحكمة الشرعية بأن يخصص لابنتي بيت من طليقها، وعلى الشرطة أن تجد قتلة ابنتي، بأسرع وقت ممكن.
ويضيف احمد، القتل يأتي على خلفية شرف العائلة ممن هم مسؤولون عن الفتاة، وابنتي تطلقت قبل عام ونصف، لذلك فإن خيرها وشرها يعود على أهلها وليس على طليقها، وأنا مسؤول عن تصرفات ابنتي، وهي شريفة، فكيف للشرطة أن تصرح تصريحات لا أصل لها. الشرطة للمحافظة على اليهود، وليس على العرب.


المحامية أميرة بابا – الخليلي: أمل مثال للأم والأخت والصديقة
وتقول المحامية أميرة بابا – الخليلي، شقيقة أمل: "أختي أمل قتلت بهتانا وزورا، فهي شريفة، وهي أم حنون، تحب المرح، وتحب أبناءها. لقد كانت أما، وصديقة، وأختا أحبها كل من عرفها، بأخلاقها، وتعاملها مع الناس.
وتركت وراءها ابنها البكر بهاء (9 سنوات)، رسل (8 سنوات)، وعبد (3 سنوات).


تقاعس الشرطة هو السبب في استمرار جرائم القتل
يتهم أهل المغدورة الشرطة بالتقاعس، الأمر الذي أدى إلى استمرار الجريمة في اللد، ويتساءل احمد الخليلي، الامر غريب كيف بالشرطة لا تعتقل اي متهم في ثمانية ملفات قتل في اللد خلال فترة وجيزة، بينما اتت بمتهم بقتل شرطي من دبي داخل طائرة رئيس الدولة، بينما قتلة العرب غير معروفين، هذا الأمر شجع، ويشجع على العنف، وهذا ما يحص في اللد.
كان قائد الشرطة السابق حازما، فلم يريدوا للوسط العربي الخير، فاتهموه بالرشوة، حيث قلت السموم في زمنه، وحوادث القتل، واليوم الوضع مأساوي، بمعنى الكلمة.


الأهل والمجتمع لهما دور كبير بالحد من العنف
تقول المحامية أميرة، إن الحد من العنف يأتي من خلال تربية الأبناء على الاحترام والتسامح، والعفو عند المقدرة. فهذا واجب البيت أولا. فتربية الأبناء لها الأثر الكبير في صقل شخصياتهم، وإظهار العادات لديهم. وكما نلوم الشرطة بالتقصير نلوم الأهل والمجتمع بسبب التقصير في تربية الأولاد.
ويقول احمد خليلي، الأهل يجب أن يربوا أبناءهم على التسامح، وعلى الخير، وان يعلموهم، ويثقفوهم، وان يزوروهم في المدرسة، فمن بناتي محاميتين، وطبيب، وكلهم درسوا في أحسن الجامعات، ولديهم ألقاب تعليمية محترمة. نحن عائلة خليلي، ندرس أبناءنا، ونهتم بهم، فلا يوجد لأي شخص ملف جنائي من عائلتنا في الشرطة، نحن عائلة من سكان اللد الأصليين، ولم نأت إليها من الخارج. نحن لا نربي الأبناء على المخدرات والمتاجرة بها، وعلى القتل، بل نعلمهم التسامح، علما بأن ابنتي أمل درست في أفضل الكليات، وأخوها صيدلي يحمل درجة الدكتوراة، وآخر رجل أعمال. الإنسان الذي يقتل ليس بإنسان، ويجب أن تنزل به أقصى العقوبات.

يشاي يسيس قضية العنف في وسطنا
وقد انتقدت المحامية أميرة بابا- خليلي، تصريحات يشاي (وزير الداخلية)، قائلة إن زيادة عدد اليهود في القرى العربية، وفي الأوساط العربية، يزيد من الكراهية، كون العربي يشعر بأنه مهضوم الحقوق، الأمر الذي سيزيد العنف بدون أدنى شك. الحل ليس بزيادة اليهود، ففي اللد أغلبية يهودية، والقتل مستمر، والعنف يزداد... فهذا ليس حلا، ولا يمت للحل بصلة.
وطالبت أميره بزيادة المراكز الجماهيرية، والنشاطات اللامنهجية، علما بأنها تقوم على مشروع للحد من العنف في مدارس اللد. كما انتقد والد المغدورة هذه التصريحات، وطالب بزيادة النوادي، والفعاليات اللامنهجية.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]