تبرعم أشجار الزيتون عادة في أواخر فصل الربيع وتنمو الحبة إلى أن تنضج في منتصف شهر تشرين أول، هذا في حالة وجود كميات امطار كافية في الموسم السابق.

هناك عدة أنواع من الزيتون في بلادنا مثل :الصوري ولنبال،ا وهي منتشرة لدى العرب وتستعمل للزيت. وهناك أنواع نوفو ومرحابيا عند اليهود وتقطف مبكرا في شهر آب وأيلول وتستخدم للمخللات.

يمتاز شجر الزيتون "بالمعاومة" بلغة الفلاحين حيث أنها تحمل ثمارا كثيرة في عام وترتاح في العام الآخر وعند حملها تحتاج إلى أيد عاملة كثيرة، ويسمونها سنة ماسية. هناك عدة طرق لقطف الزيتون أولها وأكثرها محافظة على الشجرة وأغصانها هي "التحليب" باليد . ثم القطف بواسطة الجدادة والعبابة والعراد والشاروط لأشجار الزيتون المعمرة والعالية.

في كلا الحالتين تفرش تحت الشجرة وحولها " المفرش او الفل " وهي قطعة من القماش التي توضع تحت الشجرة لتتساقط الثمار عليها ومن ثم تجمع في أكياس من الخيش .

الثمار التي لا تتساقط على المفرش أي على التربة تلتقط في عملية تسمى بلغة الفلاحين "الجوالة" لتضاف إلى الكيس.

هناك بعض الفلاحين الذين يتركون هذه الثمار على الأرض لما يسمى بـ "البعار"، الذين يحضرون إلى كرم الزيتون بعد انتهاء صاحبه من القطف "ليتبعروا" أي يلتقطوا ما تبقى خلفهم وعادة ما يكونون من الفقراء أو ممن لا أرض عندهم.

عملية قطف الزيتون في الماضي استغرقت وقتا طويلا حيث كان لدى الفلاح العربي عدة دونمات مزروعة بالزيتون، حيث كانت العائلة الكبيرة "الجد وأبناؤه وأحفاده"، ذكرهم وأنثاهم، يخرجون عن بكرة أبيهم لقطف الزيتون من الصباح وحتى المساء كما قال المثل " أيام الزيت أصبحت أمسيت".

بعد جني المحصول كان ينقل إلى المعصرة على الدواب "الحيوانات"، وكانت المعصرة تعمل بواسطة الحيوان أيضا حيث ربط حجر الدرس "الحجر الذي يعصر الزيتون" بحمار أو حصان وتوضع ثمار الزيتون تحت الحجر الثقيل فيعصر وينزل الزيتون من الثمرة وتطحن البذرة لتتحول إلى "جفت" ( يستعمل كسماد للأشجار أو وقود للطابون لأن فيه نسبة من الزيت الذي يساعد على الاشتعال) اما الزيت فينزل إلى إناء خاص يسمى "تنكة".
عندها يصبح الزيت الناتج جاهزًا للبيع والاستخدام .

هشام يونس: قلّة أمطار الشتاء الماضي هي السبب !!
ولأن بلادنا دخلت مطلع الشهر الجاري موسم قطف الزيتون، تحدثنا مع مدير المشروع الزراعي في جمعية الأهالي الباحث هشام يونس، والذي أخبرنا بأن ناتج الزيت لن يكون على قدر توقعاتنا هذه المرّة، حيثُ أن قلّة الأمطار التي شهدها الشتاء الماضي جعلت الزيتون ينضج قبل موعده (يتحول لونه من الأخضر الى الأسوَد) لكن حجم حبّة الزيتون الناضجة أتى صغيرًا مما يدل على قلّة كميّة الزيت التي تحملها !!

المناخ الذي بدأت تشهده المنطقة ينبئ بتحويل غابات الزيتون الى أحراش !!
وأضاف هشام: إن الظروف المناخيّة التي حلّت على الكرة الأرضيّة والتي عشنا أسوأ تجلياتها بالحرارة التي واجهناها الصيف الماضي تعد مؤثرًا سلبيًا في حياة أشجار الزيتون التي سيموت معظمها اذا بقي الحال المناخي على ما هو عليه، كما أن قلّة المياة التي يروى بها الزيتون في الوسط العربي تعد عاملاً مؤثرًا في عمليّة زوال هذه الشجرة وتحويل غاباتها الى أحراش !!

الضفة الغربية هي التي تحدد أسعار الزيت في بلادنا !!
وعند سؤالنا عن أسعار ليتر الزيت خلال الموسم الحالي قال: لسنا نعرف سعر ليتر الزيت الواحد بشكل محدد ، حيثُ أن الضفة الغربية والتي تمتلك مليون دونم من أحراش الزيتون تعد منافسًا أساسيًا لزيتوننا في أراضي الداخل. لذلك فإن الأمر متعلق بالسوق في الضفة بشكل أساسي ، غير أنني أكاد أجزم بأن سعر ليتر الزيت سيكون نصف ما كان عليه العام الماضي لأن هذا العام هو موسم "حِمِلْ" وبالتالي فإن الزيت وفير إذا شاء الله .
 

زيت الوسط العربي لا يصلُح للتصدير ..!
أما عن تصدير الزيت فقد أفادنا هشام بأن ناتج الزيت في الوسط العربي لا يعد صالحًا للتصدير حيث أن المزارع العربي يرفض استئصال نسبة الحموضة الموجودة في الزيت ، وذلك يعود لتفضيل مجتمعنا للزيت ذو الحموضة العالية مقارنة بألغرب اللذي يرفض مواطنوه، قطعًا، شراء زيت لم تستأصَل حموضته !!
وعليه فإن الزيت الذي ينتجه الوسط العربي لا يطابق مواصفات السوق العالمية. أما بالنسبة للوسط اليهودي فإنه يستعد بالفعل للبدء بالتصدير !!






 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]