ثلاث شجرات من الزيتون عاشت لعصور طويلة على ما يبدو، قبل العثمانيين والرومان، امتد تاريخ الشجرات الى الاف السنين حيث اشارت ابحاث أخيرة الى ان شجر الزيتون كان موجودا قبل الرومان وليس الادعاء ان الرومانيين هم من أحضروا شجرة الزيتون، فقد تم إثبات ذلك علميا بعد ان اشارت القصص الدينية ان استقبال المسيح عليه السلام في القدس كان بغصن الزيتون.

الشجرات الثلاث تقعن قريبا من عين دير حنا، على الجبل، إحداهن هي أكبر شجرة في البلاد، من حيث قطرها، وما يميزها أيضا ان جوفها لم يتآكل الا ان مرض تآكل جوفها بدأ يظهر، شجرة أخرى لديها قصة تتناقل على ألسن المزارعين من الاف السنين واليوم تقام حول الشجرة أبحاث من أجل التأكد من عمرها الحقيقي، وأخرى شاهدة على تاريخ المنطقة وأطلق عليها أسم النبي سبلان لان الدروز استوطنوا فيها قبل مئات غابرة من السنين.

عن هذا زرنا المؤرخ مازن علي من دير حنا الذي يجري بحثا بمشاركة محاضرين في جامعات البلاد من أجل الوصول الى معادلة علمية لاحتساب عمر أكبر شجرة زيتون في البلاد.

شجرة بشّرت ببداية الخير على الكرة الارضية في بلاد لم تعرف الخير يوما!

يقول د. مازن ان شجرة الزيتون هذه  شجرة رومية، اي انها معمرة أكثر من الفي سنة، حيث كان الرومان في البلاد منذ اكثر من الفي عام، وهنا كان جدل هل حقا ان الرومان هم من أتوا بشجرة الزيتون الى البلاد ام كان شجر الزيتون في البلاد قبل استعمارهم ؟ الا ان شجرة الزيتون موجودة من قبل الرومان ففي القصص الدينية تشير الى ان السيد المسيح عليه السلام استقبل في القدس بغصن الزيتون وهذا دليل ان شجر الزيتون من قبل الرومان.

ويضيف: " حسب الاحصائيات التي جرى اليوم من قبلي والبروفيسور ركيفيت وايجل سيلم من جامعة تل ابيب هي اكبر زيتونة بالحجم، فمحيطها ما يقارب ثمانية أمتار بدون اي فراغات في جوفها، ومحيط كهذا دون فراغات يجعلها نادرة بل وحيدة في هذه البلاد، وهنالك اشجار معمرة في هذا الجيل لكن ليس بهذا المحيط".

هل أخذت حمامة نوح غصناً من هذه الشجرات لتعلن انتهاء الطوفان؟

وحول صحة القصص المتناقلة بين الاجيال منذ قديم الزمان عن ان شجرة زيتون هنا بشّرت بالخير في الكرة الارضية، وان غصن الزيتون الذي حملته حمامة النبي نوح كان من احدى الاشجار الثلاث قال: " حقيقة ان قصصا تتناقل ان الحمامة التي ارسلها سيدنا نوح والتي بشرت ان الطوفان انتهى قدمت لهذه الشجرة واخذت غصن الزيتون، وفي الحقيقة انه في المنطقة التي تبلغ ارتفاع 400 متر عن سطح البحر نجد حيوانات واسماكا متحجرة فقرية وغير فقرية وهذا دليل على امكانية تصديق هذه القصص".

كما واشار د. علي ان مجموعة من الباحثين يشاركهم هو بالاشتراك مع أكثر من بروفيسور يعملون على ايجاد معادلة علمية تثبت عمر هذه الشجرة الحقيقي، وتم اخذ عينة من هذه الشجرة من أجل بحث عمرها، الا ان العينة وجدت ان عمرها 900 عام ليس أكثر ليتبين لاحقا ان قسما من الشجرة والذي يشير الى عمرها الحقيقي تعفن، واليوم يجري العمل من أجل ايجاد عمرها الحقيقي عن طريق تحليل الحمض النووي للمواد المتعفنة لتحدد عمر الشجرة واي شجرة زيتون معمّرة اخرى.

شجرة النبي سبلان، آثار حجارة الفخار ما زالت حتى الان!

شجرة اخرى اسمها شجرة النبي سبلان، لان الدروز قبل سنين طويلة سكنوا هناك، واطلق اسم النبي سبلان عليه السلام على تلك الشجرة قبل تهجيرهم من الارض، وما يشير الى وجود الدروز فيها هو آثار عديدة ومنها الاجران، المغر وحجارة الفخّار المحطمة.

اذا، اشجار عريقة تشهد على تاريخ البلاد العريق، فهل تكون حمامة سيدنا نوح حقا حملت غصن الزيتون، رمز السلام من ارضنا لتبشر بنهاية الطوفان، وبداية الخير، من بلاد مرت بأكثر من 36 استعمارا واحتلالا، في بلاد منذ نشأتها لم تنعم بالخير والسلام يوما
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]