يحاول الفنان التشكيلي الفرنسي جورج روس، الذي وصل الأرض الفلسطينية مؤخراً، لفت أنظار العالم إلى المعاناة التي يسببها الاحتلال للفلسطينيين في الضفة الغربية، من خلال صناعة رسومات على جدران المباني التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي في رام الله بالضفة الغربية، إبان اجتياح المدينة عام 2002 والذي أطلق عليه الاحتلال اسم عملية "السور الواقي".

ويقوم جورج منذ قرابة أسبوعين بعمل لوحة تشكيلية عبر طلاء جدران غرفتين في مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية في حي أم الشريط برام الله، بألوان مختلفة لتصبح هاتان الغرفتان إحدى التحف الملفتة لأنظار الزائرين للتلفاز.

وينفذ جورج هذه اللوحات بدعم من المركز الثقافي الألماني الفرنسي في مدينة رام الله.

وبين الفينة والأخرى يقوم جورج بالتقاط صور للغرفة التي يعمل فيها من أجل تسجيل التغيرات التي تحدث مع تواصل عمليات الطلاء، بعد أن اختار غرفتين من الغرف التي تدخلها أشعة الشمس في جميع ساعات اليوم من أجل أن تبقى منيرة تشد انتباه الناظرين.

جورج...التلفزيون لتواصله مع الجمهور

وقال جورج، "اخترت التلفزيون لأنه واحد من أهم وسائل التواصل مع الجمهور، وقمت بطلاء الغرفة الموجودة أعلى المبنى باللون الأحمر الملفت لكل من ينظر من الأعلى إلى مبنى التلفاز، خصوصاً الطائرات الإسرائيلية التي تخترق سماء رام الله بين الحين والآخر.

أما الغرفة الأخرى التي اخترتها فتقع في الطابق الثاني من المبنى المدمر والمكون من أربعة أدوار، ورسمت فيها مجسماً للعلم الفلسطيني بألوانه الأربعة: الأسود والأبيض والأحمر والأخضر.

وأوضح جورج أن اختياره ألوان العلم جاء للتأكيد على أن الشعب الفلسطيني باقٍ رغم الدمار الذي لحق به ومؤسساته وسوف يواصل عمله ونضاله من أجل السلام والحرية والاستقلال.

وكان جورج قد حضر في زيارة قصيرة إلى رام الله بدعوة من المركز الثقافي الفرنسي،نهاية حزيران الماضي، وقام الفنان بالتحضير لتنفيذ تركيبتين فنيتين في تلفزيون فلسطين وبلدة بيرزيت لإظهار المشهد الحضاري لمدينة رام الله، باستخدام منازل مهدمة أو مهملة أو على حائط صلب.

ولا تقصر أعمال الفنان التشكيلي الفرنسي في مدينة رام الله، بل قام بإعداد عدد من اللوحات التشكيلية لعدد من المباني القديمة في بلدة بيرزيت قرب رام الله، من أجل لفت أنظار العالم إلى التراث الفلسطيني العريق الذي يحاول الاحتلال طمسه وتدميره.

ويعمل جورج في الفن التشكيلي منذ 28 عاماً وقام بتنفيذ العديد من اللوحات العالمية في فرنسا وإيطاليا واليابان، وستصبح التركيبات التشكيلية التي قام بإعدادها في فلسطين واحدة من الرسومات في ألبوم صوره الذي يقوم بعرضه في أرجاء العالم.

وأبدى العاملون في تلفزيون فلسطين إعجابهم بالرسومات التي شاهدوها في المبنى المدمر الذي يقع إلى جانب مبنى آخر يستخدم لعمل التلفزيون في الوقت الحالي.

وأكد العاملون أن التشكيلة الفنية التي شاهدوها على جدار المبنى الذي يعملون فيه، تسهم في لفت أنظار العالم إلى الدمار الذي خلفه الاحتلال في مبنى التلفزيون قبل أكثر من ثماني سنوات، وبات محلاً لنسيان الآخرين.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]