تقع قرية عرب العرامشة على الحدود الشمالية للبلاد، حيث قسمت هذه القرية الى شطرين ، الشطر الذي وقع تحت السيطرة الاسرائيلية والاخر تحت السيطرة اللبناني.

موقع بكرا زار القرية الحدودية ومن المعلومات التي جمعناها في حديثنا مع الاهل ذكر ان عرب العرامشة والتي تعرف باسم (الجردية) أقيمت بعد عام 1948 لتجميع عرب العرامشة في شمالي قضاء عكا بالقرب من قرية البصة، كان بها عام 1970 نحو 500 نسمة، وهناك بلدة الضهيرة التي تقع جنوب لبنان ويسكنها حوالي 3000 من عشيرة العرامشة، وكذلك هناك عدة بلدات في فلسطين يسكنها عدد كبير من أبناء العشيرة .

عرب العرامشة الذين يرجعون بنسبهم إلى اللهيب ، ولهم أبناء عم في جبل عامل وعكار في لبنان واشتهر اللهيب في فروسيتهم وكثرة غاراتهم وكان العرامشة يقضون الشتاء في قضاء عكا وجنوب لبنان ومنهم من ينزل ضفاف الحولة وقرب جسر بنات يعقوب، وفي الصيف ينزلون شمالي صفد وشرقها، واللهيب بطن من الجبور من القحطانية ولهم أبناء عم في الجولان وشمالي سوريا والعراق وجميعهم يعودون بأصلهم إلى لهيب العراق.

وهنا نذكر بأن قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي قد استكملت وضع يدها على الجزء الجنوبي من البلدة والمسمّى "جرديه" والذي كان فصل عنها بموجب معاهدة سايكس بيكو وشطرها خط الهدنة وأخيراً الخط الأزرق الى شطرين، شطر وقع تحت السيطرة الإسرائيلية في أعقاب العام 1948 فيما بقي الجزء الآخر "الضهيرة" في الأراضي اللبنانية، هذا بالرغم من الوحدة السكانية "للشطرين"، حيث يعود السكان في جذورهم التاريخية الى عرب "العرامشة"

وقال مقيمون بمحاذاة الشريط الشائك إن القوات الإسرائيلية عمدت خلال السنوات الأربع الماضية الى ترحيل أبناء مستوطنة "جرديه" الى منطقة المزرعة الواقعة الى الجنوب من بيدر جردية حيث جرى بناء مساكن لهم لا تختلف في خرائطها عن خرائط منازل بلدة الضهيرة، كما استقدمت اليها أيضاً عدداً من أبناء "العشيرة" المقيمين في عدد من القرى التابعة للعشيرة ولا سيّما في "ادمت" و"عربين" و"النواجير".

يشرح أحد أبناء العشيرة تاريخ "بتر" "جرديه" عن شقيقتها الضهيرة ويقول: إننا أبناء عشيرة واحدة تجمعنا العمومة والخوالة والمصاهرة، الى أن جاء الاحتلال ووضع يده على "جردية" في العام 1948 حيث بقي المقيمون في "الشطرين" على تواصل حتى العام 1956 عندما جرى الفصل بالشريط الشائك وحقول الألغام.

ويضيف: لم يكن يفصلنا عنهم سوى هذا الشريط ومع هذا فإن اللقاءات بين الأهالي في الجزء الجنوبي (جرديه) والجزء الشمالي (الضهيرة) كانت تتم في حالات "الدفن" حيث أن المقبرة مشتركة بيننا وبينهم ولم تطالها يد التقسيم إلا بعد العام 2000 حيث باتوا يدفنون موتاهم في مقبرة خاصة بهم داخل الأراضي الفلسطينية، ويضيف بأن عائلات بأكملها رحلت من "جرديه" وقرى عرب "العرامشة" الأخرى الى الضهيرة ومنها عائلات خليفة وحنين لافتاً الى أن أهم العائلات الموجودة في الداخل هذه الأيام عائلات "المغيص" و"متقال" و"حمود" و"كايد" و"خليفة" أيضاً.

ولم يخفِ المقيمون في "الضهيرة" امتعاضهم من ترحيل أبناء "جردية" بعيداً عنهم حيث بات يفصل بينهم اليوم شريطان شائكان وحقول ألغام ومسافة لا تقل عن كيلومتر، في وقت كنا نعرف الشاردة والواردة عنهم عندما كانوا في "جرديه" التي لم يكن يفصلنا عنها سوى الشريط الشائك فقط، ويضيف هؤلاء بأن هذه "الجيرة" القريبة كانت سبباً في وجود ثماني حالات زواج على الأقل بيننا وبينهم، تم معظمها قبل اجتياح العام 1982 وأثناء الاحتلال وذلك على غرار علاقات الزواج التي جرت ما بين أبناء الداخل الفلسطيني وأبناء عدد من القرى الحدودية في الناقورة ، مشيراً الى ان زواج أبناء العشيرة كان يتم إما عبر بوابة العبور في الناقورة وإما عبر الحدود الدولية مباشرة حيث سجلت حالة واحدة على الأقل في هذا السياق.

مغارة القوس
قرية عرب العرامشة غنية بالمناظر الطبيعية ومن اهم المناظر التي تجذب السياح اليها هي مغارة القوس الموجودة قرب القرية على الحدود مع لبنان بجانب انقاض "ادمث" المهجرة، وتقع مغارة القوس في أعالي هوة عميقة تتيح للناظر اطلالة ساحرة على جبال الجليل وعلى الصخور المرئية منا.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]