"المباني الصديقة للبيئة" أو "المباني المستدامة"، طراز جديد من البناء بدأ في الظهور في الأرض الفلسطينية، وهي مباني توفر الطاقة وتقوم بالاستفادة من المواد المعاد تصنيعها، بهدف التقليل من الأضرار الناتجة عن مخلفات البناء، والتي تعتبر السبب الرئيس في الاحتباس الحراري إذ يقدر المختصون أن عمليات البناء في الكرة الأرضية تستهل ما نسبه من 40-50% من الطاقة في العالم، كذلك أكثر من صنف المواد الأولية الطبيعية تستخدم في مجالات البناء والتشييد.

في الأرض الفلسطينية يوجد حاليا خمسة مبانٍ صديقة للبيئة ثلاثة منها تستخدم كمراكز عامة لخدمة المواطنين القاطنين في محيطها، وتقع وسط وشمال الضفة الغربية، في حين يستخدم المبنيان الآخران مدرستان للطلبة توجدان جنوب الضفة الغربية.

مهندسون صمموا مباني في الضفة

مهندسون فلسطينيون طوروا أفكار لإنشاء مبانٍ صديقة للبيئة وبالفعل نجحوا في ذلك، إحدى المباني تلك توجد في مخيم عسكر بمحافظة نابلس، إنه مبنى جمعية رعاية الطفل الفلسطيني "سفير"، وهو مبنى مكون من طابقين بمساحة تقارب 600 متر، استخدمت في بنائه مواد جرى إعادة تدويرها، ويعتمد المبنى في تشغيله على الطاقة المنتجة منه ذاتيا بنسبة 60%.

المهندس يزيد حشايكة أحد مصممي المبنى، يقول إن مبنى جمعية سفير يعتمد على استخدام أسقف خشبية لضبط الإنارة الطبيعية والخانات الشمسية لتسخين المياه، توجد فتحات في الجدران للتهوية بهدف تنقية البينة الداخلية للمبنى، ويستخدم المبنى مزروعات مناسبة للبيئة المحيطة بهدف توفير المياه في الري واستخدام الأسمدة، وكما يستخدم المبنى الزجاج المزدوج لعزل المبنى لتفادي الضجيج الخارجي، ويستخدم الخشب المعادة تصنيعها في البناء.

ويضيف حشاكية إن مبنى السفير يقدم خدمات لقرابة 12.500 طفلا في مخيم عسكر الجديد والقديم والمساكن الشعبية وعدد من الأحياء المحيطة هناك، ما يعني أن جميع الأطفال في تلك المنطقة باتوا يعرفون كيفية حماية البيئة المحيطة بهم.

ويفتخر المهندسون القائمون على مشروع إنشاء مباني صديقة للبيئة بانجازهم مبنى أخر لجمعية خيرية في قرية مركة جنوب مدينة جنين والبالغ عدد سكانها ألفي نسمة يتميز باستغلال الطاقة الشمسية إلى أقصى حد.

وقال المهندس يزيد حشايكة " يمكننا القول انه بالإمكان توفير حوالي ستين في المئة من مصرف الطاقة لهذا المبنى بسبب التصاميم التي تتيح الاستفادة من الطاقة الشمسية المتجددة الى ابعد من خلال النوافذ او السطح الذي صمم جزء منه من الزجاج".

واضاف " ان الهدف من هذه المشاريع الخضراء محاولة نشر ثقافة الحفاظ على البيئة من خلال المجتمع المحلي الامور سهلة التطبيق ونحن منطقة تشرق فيها الشمس 12 ساعة (اثنتي عشر) يوميا مما يجعل الطاقة الشمسية المتجددة احدى مصادر الطاقة المهمة لدينا.

العالم يدعم مثل هذه المباني

واوضحت كاري دينير نائة مدير البرماح في مؤسسة الاسكان الدولية في الاراضي الفلسطينية ان المؤسسة وقعت امس الثلاثاء على اتفاقية جديدة مع وكالة التنمية الامريكية لتنفيذ مشاريع في مجال تنمية البنية التحتية في الاراضي الفلسطينية خلال الخمس سنوات القادمة بقية مئة مليون دولار.
وقالت " نتطلع الى تنفيذ مشاريع بناء مدارس ومراكز صحية ونوادي تكون مطابقة للمواصفات العالمية للمباني الصديقة للبيئة اضافة الى تدريب منهدسين جدد في مجال التخطيط لمثل هذه المباني وكذلك عمل ندوات وورشات عمل مع المجالس البلدية والمحلية لتعزيز مفهوم الحفاظ على البيئة".

واضافت " نحن على وشك الانتهاء من المشروع السابق لاقامة مشاريع بنية تحتية كان الهدف منها ايضا تشغيل الايدي العاملة للحد من البطالة استمر على مدار السنوات الثلاث الماضية بقية اربعة وثلاثين مليون دولار بتمويل من وكالة التنمية الامريكية".

وتتطلع كاري ان تنجح مؤسسة الاسكان الدولية بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية والمجالس المحلية والبلدية في وضع انظمة ومعايير للمباني الخضراء يتم الالتزام بها في المرحلة القادمة وربما يكون ذلك من خلال حوافز تقدمها الحكومة لانشاء مثل هذه المباني سواء كانت عامة او خاصة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]