إن إختلال الدور الإجتماعي للفرد أو حرمانه من أن يقوم به هو من العوامل الحاسمة التي تقف وراء إدمان المخدرات ، بحسب الدراسات الإجتماعيّة الأخيرة ، وقد بات إنتشار المخدرات في مجتمعنا أمرًا مألوفًا ومنتشرًا خاصة بين صفوف الشباب والمراهقين .

ولأن هذه الظاهرة تستوجب منّا التحرُّك لتدارك سرعة انتشارها ، التقى مراسلنا السيد توفيق بياطرة (46 عامًا) والذي عانى لمدة تزيد عن العقدين في تجارة وادمان المخدرات .

وها هو اليوم ينقل لكم قصّة إدمانه وتعافيه بشكل حصري عبر صفحات موقع "بكرا" !

المخدرات منتشرة بشكل كبير في أوساط المراهقين !

بدأ توفيق حديثه معنا بالتعبير عن غضبه من الحال السيء الذي وصل اليه مجتمعنا العربي مؤكدًا بأنه بات يلاحظ إنتشار المخدرات بشكل مبالغ به في أوساط الشباب !

وأضاف : "إن من يعتقد أن انتشار السلاح في مجتمعنا تفوّق على انتشار السم الأبيض فهو مخطئ تمامًا ، فإنني أجزم بأن انتشار المخدرات بات أمرًا لا يمكن تجاهله خاصة في السنوات الأخيرة !

وإنني أرى بأم عيني مئات الشبان الذين تتراوح أعمارهم ما بين السادسة عشرة والثلاثين يتعاطون السموم في مناطق مختلفة من المدينة !!

كما أن منطقة السوق في نتسيريت عيليت تعج بالمدمنين في ساعات الليل المتأخرة وهذا ما ألاحظه بحكم عملي كحارس أمن هناك !

لقد أقدمت على السرقة في مراهقتي لتأمين حاجياتي الثانويّة !

وعن بداية رحلته مع الإدمان قال : إنني ولدت لعائلة تعيش تحت خط الفقر رغم أن والدي كان يملك "كراجًا" إلا أن مردوداته كانت أقل من مصروفاتنا ، وعليه فقد كنت مضطرًا للإقدام على السرقة لتأمين حاجياتي الثانوية مثل لباس العيد وما شابه ذلك .

وما لبثت أن أصبحت السرقة مهنة أزاولها بانتظام وهي التي أدخلتني بشكل غير مباشر الى عالم الخدَر والإدمان .

وأضاف : ما زلت أذكر الليلة التي تعاطيت فيها جرعة المخدرات للمرة الأولى وأذكر أيضًا تلك النشوة التي اعترتني وجعلتني أرى الحياة بعيون أكثر تفاؤلاً !

ولهذا تعلقت بهذا السم وأدمنته حتى دمّر حياتي !

تم القبض عليّ في ليلة زفافي !!

في عام 1988 فكرت في الزواج والإستقرار وبالفعل تزوجت من فتاة من المدينة غير أن قوات الشرطة ألقت القبض علي في اليلة الأولى لزواجي وزجَّت بي في السجن بتهمة حيازة وتجارة المخدرات !

وبالفعل تم تقديمي للمحاكمة ونلت حكمًا بالسجن لمدة 3 سنوات ، وقد كانت تجربة السجن قاسية ومرة بالرغم من أنها لم تكن المرة الأولى خلف القضبان فقد سجنت لمدة عامين وثلاثة شهور على خلفية تهمة سرقة في عمر 21 عامًا ، إلا أن اختلاف هذه التجربة يكمن في أنني طلقت زوجتي خلالها وهدمت حلمي بالإستقرار !

بعد اطلاق سراحي في عام 91 قررت أن أتزوج مرة أخرى وبالفعل فقد تزوجت وعشت سعيدًا لمدة عام واحد إلا أنه قد تم القاء القبض علي بالتهمة السالفة ذاتها وقضيت أربع سنوات جديدة خلف القضبان تاركًا خلفي عروسًا وحيدة تنتظر إبننا الأول بغياب والده !

هناء عودة أنقذت حياتي من الدمار !!

في عام 2008 توجهت الى السيدة هناء عودة في مركز الشؤون الإجتماعية والتي تعمل في وحدة علاج إدمان المخدرات هناك وطلبت منها مساعدتي على الخروج من مأساتي التي نغصت على أجمل سنّي حياتي !

وبالفعل فقد قدمت لي هناء كل المساعدة اللازمة وها أنا اليوم لم أقدم على المخدرات منذ عام ونصف العام بفضل الله أولاً وبفضل مركز العلاج والسيدة هناء ثانيًا ! ، وأشعر بسعادة بالغة لنجاحي في هذه المهمة القاسية .

قررت الإقلاع عن المخدر من أجل أبنائي الخمسة !

لقد كان دافعي الأساسي للاقلاع عن المخدرات يكمن في أولادي الخمسة (الأكبر 16 والأصغر عام وثمانية أشهر) فقد حلمت طويلاً في أن أكون أبًا صالحًا لهم ومثالاً يحتذى به .

واسمحوا لي أن اقدم نصيحة صغيرة عبر موقعكم لكل الشبان والشابات الذين يفكرون بالإتجاه الى المخدرات هروبًا من مشكلات اجتماعية او اقتصادية تواجههم بأن يحذروا من هذه اللعنة الكامنة في هذا السم فإنها ستدمر حياتهم !

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]