احبها الجميع وقدّرها لعملها المتفاني، المخلص الدؤوب والمتواصل، هذا العمل الذي بدأ منذ اكثر من 37 عاما في خدمة الطلاب والمدرسة، هي المربية المتقاعدة سهيلة نخلة ابنة قرية الرامة الجليلية، التي تعلم في مدرسة ابن سينا الابتدائية في عرابة.

المربية التي خرجت للتقاعد في العام الدراسي الفائت رفضت التوقف عن خدمة طلابها في المدرسة، اصرت على رفض التقاعد، وبعد ان كرمها مجلس عرابة المحلي وادارة المدرسة ومربوها ولجنة اولياء امور الطلاب صممت على البقاء في سلك التعليم.

المربية سهيلة رفضت ان تخرج من عملها ولو كان تطوعا، حيث التوصل الى اتفاق بأن تبقى المربية تعمل متطوعة مجانا لخدمة الطلاب بعد خروجها للتقاعد وهذا ما حصل. ففي العام الدراسي الحالي ورغم ان المربية سهيلة خرجت للتقاعد ورغم انها بعيدة جغرافيا عن عرابة والمدرسة، حيث تحتاج ان تصل الى المدرسة عبر المواصلات العامة فهي لا تملك سيارة لتأتي بها الى المدرسة-  هذه المربية حافظت على دوامها في هذه السنة الدراسية وعادت الى المدرسة لتعلم لكن تطوعا!.

هذا وأشاد مربو ومدرسو المدرسة بالمربية التي اعتبروها قدوة للعطاء والتطوع والعمل المتفاني والخيّر، وأكدوا انهم يكنون لها الاحترام العظيم، فمن اليوم يستمر بخدمة طلابه خاصة وانه ليس ابن هذه القرية، بل انها اليوم اصبحت فعلا ابنة قرية عرابة الى جانب الرامة!.

مدير المدرسة غسان موسى قال لمراسل موقع بكرا انه يعجز عن التعبير عن امتنانه ومدى تقديره للمربية المتقاعدة والتي ما زالت تعلم بالمدرسة فيقول انها انسانية بكل معنى الكلمة وهي اليوم ترقى اكثر وأكثر بكافة القيم الانسانية والتطوعية وهي اعلى من كافة قمم العطاء والانتماء الى المدرسة وحبها الجارف والمخلص لخدمة طلابها. ويضيف: "المربية سهيله نخله اخذت على عاتقها مسؤولية المكتبة , لا لشيء وانما لانها ظاهرة نتعلم منها حب التطوع والانتماء لمدرستها رغم بعد المسافة، حيث تصل عبر المواصلات العامة من قريتها الرامة , ويمكن ان نستشف ان المدرسة هي بيت غال ودافىء على جميع المعلمين, انتهز هذه الفرصة لاتوجه للمعلمين المتقاعدين بتخصيص وقت قليل في المدارس للتطوع لابنائهم وان تكون المعلمه سهيلة قدوة للآخرين"
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]