بعيدًا عن العائلية المقيتة، قام الحاج حسن مصطفى نخاش من حي "جبل الدولة" في مدينة الناصرة بعمل دقيق، يحتاج إلى "نفس طويل" وإلى مسؤولية كبيرة، حيث أعد شجرة عائلة "نخاش".. بعمل متواصل ومتفانٍ.

يقول الحاج "أبو خالد" وهو من مواليد عام ، 1932: "في العام 1960، أي عندما كان عمري 28 عامًا كنت أهتم في شجرة العائلة، ليس من باب العائلية والحمائلية لا سمح الله، بل لأنه كان لدي فضول يُشعرني أنه من الجيد أن يعرف الإنسان أصله، وقد كان هُنالك عدة أناس كبار في السن لدينا من العائلة، وكنت أكثر من سؤالهم عن عائلتنا وأصولنا، حتى أصبحت مع الوقت خبيرًا أكثر منهم في هذا الأمر، ومنهم من كان يُحب أن آتي إليه وأحدثه أنا عن ذلك. ومما كان يُشجعني على حفظ تسلسل عائلتنا هو أبي رحمه الله الذي كان يُقول لي دائمًا أسمي السُداسي والسُباعي أحيانًا، حتى أصبحت مُحبًا لمعرفة أصلي ومُحبًا لتطور تسلسل وتشعب عائلتنا".

الحاج نخاش: أصولنا يمنية

وعن كيفية الوصول لشجرة العائلة الطويلة والدقيقة التي أعدها قال: "لقد أعددت هذه الشجرة على عدة مراحل، فبعد أن أعددت مسودة أولى تدل على جذورنا وأصلونا قبل تحو ستين عامًا، أهتممت أن أحتلن هذه المسودة بين الفينة والأخرى، وقبل نحو بضعة أشهر فقط أنهيت شجرة العائلة منذ أن قدمنا من مصر إلى يومنا هذا. فأصل العائلة هي عائلة (الأعسر) من اليمن، والذين خرجوا إلى مصر، ومن هناك إلى فلسطين، وتفرعوا خلال ذلك إلى عدة عائلات تعود لنفس الجد (الذي كان في مصر) مثل عائلة ستيتي وعبد الرازق المتمركزة في جنين والأردن".

مساعدة من الأقارب

ويذكر الحاج حسن مصطفى نخاش أنه عندما كان شابًا صغيرًا كان يسمع أن هُنالك من كانوا يذهبون لزيارات إلى مصر ويلتقون مع بعض أقاربهم ، وكانوا يحملون سلامات من أقارب هُناك إلى أقارب من العائلة  في الناصرة.

ولكي يكون دقيقًا "ومهنيًا" حتى النهاية، استعان الحاج أبو خالد بقريبه سعيد محمد نخاش الذي ذهب إلى مصر وتقصى الحقيقة عن عائلة الأعصر (والأعصر تُكتب بحرف الصاد وحرف السين أحيانًا)، ليجد أنها قريبة فعلا إلى لعائلة.

يشار إلى أنه وللتأكد ايضًا من دقة المعلومات سافر الحاج نخاش بنفسه خصيصًا لفحص الأمور، ومن بين الأماكن التي اهتم بالفحص فيها هي ايضًا سوريا.

ويقول نخاش أنه وقبل فحص موضوع الأردن وسوريا كانوا يظنون أنهم مقطوعون من شجرة لكن وجود الأقارب في سوريا والأردن زاد تمسكهم في الأرض التي يعيشون عليها ويشعرون أن لديهم جذورًا في هذا المكان.

بدون نساء!

شجرة العائلة تحوي اليوم 431 أسمًا ذكرًا، ولا تحوي أسماء الإناث، لان الإناث لا يدخلون في بناء شجرات العائلة، على حد تعبير الحاج نخاش.

ويشار إن ترتيب الشجرة يأتي بطريقة واضحة، حيث استعان الحاج نخاش بأشكال هندسية وبالألوان والخطوط التفصيلية من تصميمه، ويؤكد أنه أعد أكثر من مسودة وكانت لديه أكثر من مُحاولة حتى وصل إلى الوضع النهائي، كما أنه أعد شجرة خاصة لاسمه ولعائلته، ولقد وكل حفيديه أحمد خالد نخاش وبلال سعيد نخاش لكي يكملوا مُتابعة وتطور شجرة العائلة بعد أن يمُد الله ويُبارك بعمر شيخنا الكريم.

وفقا لشجرة العائلة ...

ووفقًا لشجرة العائلة فأن عائلة الأعصر تتبع اليوم لعدة عائلات، مثل عائلة ستيتي وعبد الرازق وأبو رحيل، واليوم هي منتشره في إسرائيل وفلسطين والأردن وسوريا وكندا، وهُنالك من أصول العائلة يسكنون في مصر ومنهم يسكنون في اليمن، علمًا أن عائلة نخاش بشكل مُحدد هُجرت من قرية المجيدة إلى جبل الدولة في الناصرة في نكبة عام 1948.

الحاج طبع شجرة العائلة في عدة نُسخ ووزعها على أفراد العائلة لكي يكونوا على معرفة واطلاع بأصولهم، ورغم أنه لم يُلاقي تشجيعًا من كُل أفراد العائلة خلال عمله، إلا أنه مُصرٌ أن معرفة الأصل والفصل دون أي عنجهية أو تكبر أمر هام، وهو يتمنى لكل العائلات المحبة والتعاون والتكافل وللمجتمع كُل الخير والمحبة ويُردد دائمًا مقولة "الإيدمي كُل الناس قرايبو وأهلوه"..!
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]