العيد على الأبواب كما يقال، وحيفا باتت ترتدي حلّة مميزة تحضيرا للاحتفال بعيد الميلاد المجيد...

فإذا مررنا بالشوارع الحيفاوية ترى الزينة في كل مكان، الأشجار مزيّنة بألوان بهية، شيخ العيد أو "بابا نويل" كما يدعوه الصغار، والذي تحوّل لأحد رموز عيد الميلاد، بات في كل مكان في حيفا...

وعلى الرغم من أجواء العيد هذه إلا أن التجار والسكان يؤكدون أن الضائقة المادية في المجتمع العربي في البلاد تبقي طعما مرًا في هذا العيد، ومهرجان "عيد الأعياد" الذي يجري في كل عام، وتأخر انطلاقه هذا العام بسبب الحرائق العملاقة في جبال الكرمل وحالة الطقس التي خيّمت على البلاد الأسبوع الأخير، ربما أخرّت وصول "العيد" الى المدينة...

هذا العام وبعكس الأعوام الماضية، قامت البلدية بتزيين جادة الكرمل (شارع بن غوروين)، بأضواء مميزة وملوّنة نصبت على الأشجار في هذا الشارع الذي يعج بالمطاعم والمقاهي، بالاضافة الى وضع شجرة عملاقة مصنوعة من العبوات البلاستيكية الفارغة، واضاءتها بألوان بهية في أسفل الشارع، لتضيف رونقا خاصًا ومميزًا للعيد هذا العام. علما أنه كل عام يتم تزيين حي وادي النسناس الحيفاوي تحضيرًا لمهرجان "عيد الأعياد"...

كرام: لم يصلنا العيد بعد!

من جهته يقول سعيد كرّام، صاحب حانوت لبيع أغراض العيد والزينة في حي وادي النسناس: "الأجواء عادية جدًا، كالعادة مثل كل عام، هذا العام بسبب أحوال الطقس والحرائق على جبال الكرمل لم نشعر كثيرًا بأجواء العيد، تأخر هذا الشعور بالوصول قليلا.

ويضيف: "نحن كمسوّقين لسلع جديدة دائما نشعر بأن هناك حركة قوية. دائما هناك حركة وطوال الوقت هناك مبيعات ومن يشتري. الحالة الاقتصادية بالدولة صعبة ونحن أيضا كتجار نشعر بهذه الحال، أوضاع الناس واضحة.. فالكل اليوم يبحث عن سلع كل بحسب ميزانيته وليس عن السلع الغالية كثيرا".

وانهى حديثه بالقول: "أعايد على جميع أهالي حيفا وكل اخوتنا المسيحيين وأقول لهم كل عام وأنتم بخير، ونتمنى دائما أن يصل عيد الميلاد كل عام وان نكون قد حققنا تقدما بعملية السلام، لأنه ضرورة للمنطقة هنا، فنحن موقع رئيسي لكل الشرق الأوسط".

فكتور ابو شقارة: عيد عادي جدًا!

أما أحد سكان المدينة فكتور أبو شقارة فيقول: "أجواء عيد الميلاد في حيفا مماثلة في كل عام، رغم أنه نشعر هذا العام أنه يوجد تراجع بسيط، الأوضاع المادية صعبة لدى الجميع. ونحن نعيش هنا في حي وادي النسناس هناك أناس تراهم يحتفلون بالعيد بينما آخرون ليس بمقدورهم أن يحتفلوا بهذا العيد، في هذه الفترة ليس الأمر جليا بعد، ولكن مع اقتراب العيد يظهر هذا الأمر بوضوح أكثر، خصوصا عند القيام بالمشتريات للحاجيات والتزامات العيد".

ويضيف في رد على سؤال: "لم يؤثر تأجيل افتتاح عيد الأعياد على الحركة او على الشعور ببهجة العيد وأجواء العيد، من سيحتفل بالعيد سيحتفل، الأجواء جميلة جدًا بغض النظر، ولكننا نعيش بحيفا ونعرف أهل حيفا وحالهم والأوضاع الصعبة التي يعاني منها ابناء شعبنا. نعي جيدًا أنه وسنويًا يدخل إلى حيفا 30 الف مشارك بعيد الأعياد، لكن غيابه لم يؤثر كثيرًا فينا فهنالك من أثر اكثر وهو حريق الكرمل وغياب المطر".

وقال: على كل الأحوال نتمنى عيدًا سعيدًا وميلادًا مجيدًا للجميع.

فؤاد سلامة: علينا التعامل وفق امكانياتنا المادية

أما فؤاد سلامة (أبو وائل)، صاحب مكتبة الخوري، احدى أكبر المسوّقات لأغراض وزينة العيد في البلاد، فيقول في رد على سؤال حول أجواء العيد: "أمس مثل اليوم واليوم مثل غدا... الناس امكانيات وكفاءات، وهذه دائما موجودة، ولكن نسبة الناس من ناحية قدراتهم المادية والامكانيات خفّت. لا جدال أن الجميع يرغب بأن يحتفل بالعيد".

ويضيف: "في عيد الأعياد الأجواء جميلة ولكن هناك من يأتي ليشاهد "بابا نويل" الآلي وهو يرقص ويغادر، لست أتذمر ولكن في اسرائيل لا يوجد أشخاص جوعى، ولكن هناك من يريد أن يكون أسمن من غيره، وهذه الأمور تدخلهم بضغوط، سيارتي من نوع معين وجاري سيارته أفضل، أو أسكن بدار ودار غيري أفضل، هذه الأمور تؤثر على البشر... من تزوج حديثا يريد أن يشتري حاجيات العيد، ومن لديه زينة وأغراض العيد يريد أن يزيدها قليلا، كل شيء مربوط بالامكانيات، والجو العام للامكانيات هي التي تحدد المبيعات وتقول للناس بأي نغمة يكون العيد... فمثلا ما يتغيّر هو المبلغ الذي يشتري فيه الزبائن، فمن اشترى بمئة شاقل في العام الماضي قد يشتري هذا العام بثمانين شاقل، والحياة تستمر"....

وماذا في مقهى دوزان ؟!

صاحب مطعم ومقهى "دوزان" الواقع في جادة الكرمل (شارع بن غوريون)، فادي نجّار، والذي يعتبر مطعمه أجمل المطاعم وأكثرهم تزيينا للعيد، فيقول أنه يهتم شخصيا بأن يحافظ على تميّز المطعم دائما واضفاء رونقا خاصة لجو العيد، ويؤكد: "هذا العيد يجلب الفرحة لقلوب الناس، ويأتي في نهاية كل عام ليأخذ العام الماضي بكل أحزانه وأفراحه، لننتقل للعام الجديد، فأحب أن أفرح القلوب، ولذلك أسافر الى الخارج وأحضر التماثيل والزينة المميزة والجميلة التي ترمز للحب والمحبة والسلام، كل الأمور التي فيها حياة وحيوية".

ويضيف: "هذا العام بمبادرتي بدعم من البلدية قمنا بتزيين الشارع أجمع. لنضيف البهجة على نفوس الناس ولنصبغ العيد بألوان متميزة، وأنا كأحد أوائل الأشخاص الذين فتحوا مطعما في هذا الشارع أحب أن اكون المبادر وأن أتميّز وأن تكون لدي أمورا ليست موجودة لدى غيري، فكالعادة الكل يقوم بتقليدنا، ولذلك أحافظ على تميّزي أنا وزبائني الحلوين. اجواء العيد جميلة جدا جدا... في كل عام لدينا حفلة رأس السنة التي يحييها يوسف مارون وقد تم حجز المحل كاملا لهذه الحفلة".


 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]