اسمه شادي إيهاب سعدي، في ربيعه الثامن والصف الثالث. موهبة تجلت قبل سنوات عدة، يوم كان في الروضة قبل ما يقارب الخمس سنوات.
يومها، حمل الميكروفون في الروضة وقرر أن يلقي قصيدة بعنوان "أمي يا ملاكي". وبشهادة أمه التي شاركت بالاحتفال الختامي للروضة، وعلى الرغم من أنه لم يحمل الميكروفون من قبل، ولم يلق أي كلمة، كانت وقفته وطريقة إلقائه للقصيدة وحمله للميكروفون (كما تظهر بالصورة التي يحتفظ بها أهله) تدل على مدى قوة شخصيته وموهبته المتفجـّرة.
منذ ذلك اليوم، بدأت تنمو لديه، بشكل جلي، موهبة إلقاء الشعر وحبه الجارف له. فبدأت أمه تختار له أشعارا مميزة يحفظها، قبل أن يتعلم القراءة والكتابة حتى، في عمره الصغير هذا. كانت أمه تقرأ القصائد، وكان هو ينجح بالتقاطها وحفظها.
يتعلم شادي اليوم في الصف الثالث، وبات يحفظ عددا كبيرا من قصائد توفيق زياد، محمود درويش وسميح القاسم، إضافة لشعراء من العالم العربي. وكان قد شارك في عدة مناسبات لإلقاء الشعر: ففي المرحلة الابتدائية كان دائم المشاركة بفعاليات إلقاء قصائد الصباح، ومن ثم شارك بكافة الاحتفالات، لينتقل إلى إلقاء الشعر في المهرجانات السياسية المختلفة في عرابة. ألقى القصائد في مهرجانات أول أيار وفي نشاطات مركز محمود درويش الثقافي.
يقول شادي إنه يحب إلقاء الشعر، لكنه لا يطمح بكتابته مستقبلا، رغم تعلقه بشعراء كبار.
وحول طريقة تعلمه إلقاء الشعر، يقول إنه عندما بدأ مرحلة تمكنه من القراءة، بدأ يقرأ القصائد، ويقوم بالدخول عبر الشبكة العنكبوتية إلى المواقع المختلفة والبحث عن الشاعر وهو يلقي القصيدة، ويقوم بتقليد حركاته وطريقة إلقائه الشعر ليعرضها أمام الجميع.
حاز شادي تقدير وشكر عدد من مؤسسات مختلفة، آخرها كان احتفال "بواكير" للكتابة الشابة، حيث خاض مناظرة شعرية زجلية، نافس من خلالها عددا من الطلاب.

أما والدة الطفل شادي، حنان سعدي، فقالت لمراسل موقع "بكرا" إنها سعت منذ صغره إلى تنمية موهبة إلقاء الشعر لديه، حيث قامت بمساعدته على حفظ الأشعار قبل أن يدرك القراءة والكتابة، ومن ثم اهتمت بشراء الكتب والإصدارات الشعرية لكبار الشعراء ومنحها له.
وأكدت أن اختيارها لعظماء الشعراء مثل محمود درويش وتوفيق زياد وسميح القاسم وغيرهم، هو بسبب الانتماء السياسي والثقافي والأدبي في العائلة، فأشارت إلى اهتمامها بادراك أبنائها لما قدمه مثل هؤلاء الشعراء للشعر العربي الحديث.
وأضاف: "اكتسب ابني أيضا، من خلال الفرص التي أتيحت له لإبراز موهبته، خبرة كبيرة بإلقاء الشعر. منها ما كان من خلال المدرسة، ومنها النشاطات الوطنية، فاعتاد على إلقاء الشعر في مظاهرة أول أيار في كل عام، وأيضا في مخيمات الشبيبة الشيوعية التي تختار مجموعة من قصائد الشعراء الثلاثة لتحفيظها للأطفال المشاركين. فقد كانوا يمنحوه فرصا لإلقاء الأشعار. هكذا نمت موهبة ابني الشعرية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]