ازدادت موجة العنف في المجتمع العربي في الداخل، بشكل زاد عن حده، الأمر الذي جعل الكثيرين يتساءلون عن مجموعة الأسباب التي أدت الى ذلك، ونبدأ بحوادث السير التي قتلت كثيرين من الوسطين العربي واليهودي، لكن لدى العرب كان عدد الضحايا أكبر بكثير، والأسباب التي يراها المراقبون تتمحور في سوء البنية التحتية في البلدات العربية، والسرعة المبالغ فيها، وكذلك حالة الشبان العرب خاصة اولئك الذين يتهورون ويسوقون وهم ثملون وأسباب اخرى كالوضع المادي الصعب، الذي يفرض على العائلات شراء مركبات تحتاج الى صيانة.

وفي نظرةٍ ثانية الى القتلى الذي راحوا ضحية العنف المستشري في البلاد، ترى أنّ انتشار السلاح واتجاه الشبان الى العنف تؤدي في النهاية الى هذا المصير المحتوم (تقرير مفصّل عن حوادث القتل في البلاد، في مكان آخر).

والأهم مما ذكر، قتل النساء، الذي لم يتوقف، بل يزداد سنة بعد سنة، فالمرأة لا تزال تُعامل من قبل كثيرين بأنها الأضعف، وكأنه لا يكفي استقسائها من قبل الدولة، بل هناك أيضًا مَن يحاول السيطرة عليها بالقوة، متناسين أنها كيانٌ متساوٍ ومن حقه أن يتمتع بالحرية والكرامة والعيش الهنيء... اليكم ما تقوله المؤسسات التي تكافح العنف في المجتمع.

مديرة المشاريع في جمعية نساء ضد العنف : علينا العمل على تغيير الفكر ألذكوري السائد في مجتمعنا ..

تعقّب لمديرة المشاريع في جمعيّة "نساء ضد العنف" نائلة عواد حول هذا الكم الكبير من النساء اللواتي قُتلن خلال العام قالت : إنني أؤمن بأن تهمة المرأة الرئيسية والتي تُقتَل بحجتها هي أنها ولدت أنثى في مجتمعاتنا الذكورية ، وأضافت : لقد شهد هذا العام عددًا كبيرًا من النساء العربيات اللواتي قُتلن (10 نساء عربيات من بين 16 إمرأة قتلن خلال العام) ، وتشير الإحصاءات أن 60% من العدد الكلي للنساء اللواتي يقتلن في بلادنا هن نساء عربيّات !

وأشارت عواد الى ضرورة تدخل صانعو القرار والقادة في مجتمعنا للحد من انتشار هذه الظاهرة وعليهم أن لا يمنحوا أي شرعيّة أو دعم لأي إنسان أقدم على ارتكاب جريمة قتل بحق امرأة ، كما أن على الشرطة أن تتعامل بجدية أكبر مع هذه الحوادث فكيف يعقل أن يضم قسم التحقيق في شرطة اسرائيل 6 محققات عربيات فقط من أصل 80 محققة ، فإن هذا العدد يدل على تمييز واستخفاف بالجرائم التي ترتكب في مجتمعنا العربي .

عن دور الجمعيّة في تقديم الدعم للنساء اللواتي يعانين في مجتمعنا وخططها لنشر الوعي الاجتماعي فيه قالت : لقد نظمت جمعية نساء ضد العنف في الخامس والعشرين من تشرين ثاني الماضي وبالتعاون مع مجلس "نعمات" ، مركز الطفولة ، جمعية النساء الديمقراطيّات القطريّات ومركز الزهراء تظاهرة كبيرة تندد بقتل النساء شارك فيها العشرات من المهتمين والمهتمات بأمن هذا المجتمع وسلامته .
كما أننا ندير مركزًا للمساعدة حيث نستقبل خلاله النساء المعنفات ويرافقهن في المسار الجنائي في حال اختارت إحداهن التوجه بشكواها الى الشرطة والقضاء ، إضافة الى ذلك فإننا نمتلك مأوى للنساء المعنفات وأطفالهن لضمان أمنهن وسلامتهن .

ختمت نائلة حديثها قائلة : لا يكفي أن نمنح النساء المعنفات الحماية والدعم وإنما علينا أيضًا العمل على تغيير الفكر ألذكوري السائد في مجتمعنا والعمل على إبراز صوت أشد تأثيرًا للمرأة ووضعها في المكانة التي تستحق بعيدًا عن المعتقدات الذكورية لمكانتها ، كما علينا أن نعمل بجد للوصول الى مجتمع يؤمن بالعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص وعلى الرجال أن يقدموا المساعدة في عملية التغيير هذه لأن الرجال ليسوا إلا شركائنا في هذه الرحلة التي نسعى أن نصل في خاتمتها الى مجتمع أفضل .

بعض المعطيات حول العنف ضد النساء (انظر تقريرًا مفصلاً)

إن الإحصائيات تبّين انه قد وصل للمركز 563 توجهًا لنساء وفتيات، أي بمعدل 47 توجها بالشهر وهذا دليل على رفض النساء والفتيات لاي شكل من اشكال العنف الممارسه ضدهن، وزيادة الوعي في حقوقهن للتوجه وطلب المشورة والدعم من الاطر التي توفر هذه الخدمات. ولكن من جهة اخرى، نعلم ان هذه النسبة لا تشكل النسبة الحقيقية للنساء والفتيات اللاتي يتعرضن لشتى أشكال العنف ولكنهن لا يملكن الجرأة بعد لكسر حاجز الصمت والتوجه لطلب الدعم والمساعدة:
• 385 متوجهة ابلغن عن تعرضهن لأعتداءات جسدية ونفسية
• 178 متوجهه ابلغن عن تعرضهن لاعتداءات وتحرشات جنسية.
ومن اخطر معطيات التقرير لهذا العام كانت أن: 60% من التوجهات لنساء تعرضن لاعتداءات جنسية بلغوا عن اعتداءات وقعت تحت جيل الـ 25 سنة
• 35% من التوجهات التي وصلت للمركز في الاعتداءات الجنسية كانت تبليغ عن اعتداءات جنسية تعرضت لها النساء عندما كن طفلات.
• 20% من ضحايا الاعتداءات الجنسية اللواتي توجهن للمركز كن طفلات عند تعرضهم للاغتصاب، تقل أعمارهم عن 12 سنة.
• 15% من ضحايا الاعتداءات الجنسية كانوا دون الـ18 عاما وفوق الـ 12 عاما لدى وقوع الاعتداء.
• 25% من التوجهات ألتي وصلتنا قد تعرضن للاعتداءات بجيل 19-25
• فيما ابلغت6 1% من المتوجهات اللاتي توجهن للمركز عن تعرضهن لتحرشات جنسية.
• 23% من المعتدى عليهن فقط توجهن للشرطة مقارنة مع العام الماضي 19.3%

وكما ترون فإن هذه المعلومات المرفقة داخل التقرير أعلاه تدلنا جميعًا على ضرورة التحرك والعمل من أجل منع انتشار أعمال العنف في مجتمعنا التي لم تهدنا سوى مرارة الحزن والفقدان !

وفي الختام نود أن نتمنى لكم جميعًا عامًا سعيدًا ومباركًا آملين أن نشهد خلاله ،جميعًا، أيامًا تخلو تمامًا من مظاهر العنف وآثاره !

وكل عام وأنتم بخير ..!!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]