إن موجة العنف الموجه ضد النساء في الوسط العربي في الداخل، آخذه بالإزدياد وبشكل ملحوظ دون وضوح الأسباب، حيث شهدنا خلال العام الماضي 2010 عددًا من جرائم القتل التي راح ضحيتها عشرة من نسائنا وبناتنا ، ولأننا نسعى جاهدين أن يخلو عامنا الجديد من هذه السلوكيات التي لا تهدنا إلا وجعًا ومرارةً إرتأينا أن نقدم لكم ملخصًا سنويًا يعرض الجرائم التي مرّت بنا على مدار عام كامل كان العنف فيه سيّد الموقف .

وبما أننا نقف على عتبة عام جديد ومن باب العمل بالآية القرآنيّة الكريمة "فذكّر إن نفعت الذكرى" قررنا طرح السؤال الموجع : "كم ضحيّة خسرنا خلال العام !؟"

وهنا نحن نستذكر معكم ، آسفين ، مشاهد الجرائم البشعة التي عاشها مجتمعنا العربي منذ بداية العام وحتى نهايته وحصدت أرواح عشر نساء ...

درزيّة مصري قُتلت على عتبة عام 2010 جراء إصابتها برصاصة في الرأس ..

استقبلت قرية "طوبا الزنجريّة" عام 2010 بفاجعة مقتل درزيّة مصري (56 عامًا) في اليوم الثاني من الشهر الأول منه ، على إثر إصابتها بعيارات ناريّة خلال شجار عنيف بين أقارب في القرية ، وبحسب الأطباء في مستشفى "رمبام" حيث أفادوا إن إصاباتها كانت بالغة للغاية حيث أصيبت بعيار ناري في الرأس مما استدعى إجراء جراحة مستعجلة لها ، ولكن حالتها الصحية لم تتحسن واستمرت في التدهور الى ان لاقت مصرعها في المستشفى.

عبير أبو دعموش قتلت على يد زوجها طعنًا بالسكين !!

أما عبير أبو دعموش (32 عامًا) من بلدة "بيت حنينا" فقد قتلت طعنًا بالسكين على يد زوجها أحمد المظفر ، في اليوم الأخير من كانون الثاني الماضي ، لتترك خلفها سبعة أطفال أصغرهم لم ينطق كلمة "ماما" بعد !

وبحسب ما صرح به شقيق المغدورة احمد طالب أبو دعموس للشرطة فإن المغدورة كانت قد تعرضت لثلاث طعنات بالصدر ،عند القلب، واثنتين بالرقبة أثناء نومها بالفراش دون ظهور معالم أي مقاومة من قبلها !

وأفادت ابنتها الكبرى ياسمين بأن والدها كان يعنِّف والدتها باستمرار غير أن حدة هذا العنف كانت قد تضاعفت في الأسابيع الأخيرة التي سبقت موتها .

هالة فيصل رحلت عن عالمنا لتترك الصدمة لعائلتها وأحبائها ..

أصيبت عائلة المرحومة هالة فيصل سلام بصدمة كبيرة، جراء الحادث الأليم الذي وقع فجر اليوم السابع من شباط الماضي في حي جبل الدولة في الناصرة، حيث قتلت ابنتهم المربية هالة (28 عامًأ)

واعتقلت الشرطة التي حضرت ، بعد مصرع السيدة هالة، الى المكان، واعتقلت زوجها المشتبه بالقتل (30 عامًا) .

وتركت الوالدة المرحومة ورائها ثلاثة أبناء (ولدين وبنت) كما وقد شهد زملاؤها وزميلاتها في سلك التدريس بحسن أخلاقها وطيبتها وعبروا عن حزنهم الشديد لفقدانها .

نهاية محاميد قتلها لص دخل البيت طمعًا في أساور والدتها ..

استيقظت مدينة أم الفحم في اليوم الرابع والعشرون من تموز الماضي على نبأ نقل السيدة نهاية محاميد (35 عامًا) ، متزوجة وأم لأربعة أولاد ، الى عيادة النور لتلقي العلاج بعد تعرضها إلى إصابة في القسم العلوي من جسمها حيث قام الطاقم الطبي بتقديم الإسعافات الأولية لها إلا أنها توفيت متأثرة بجراحها ، وقد اشتبهت الشرطة ،حينها، بوجود حادثة قتل والتي وقعت في حي الخضور ، كما وان قوات كبيرة من الشرطة تعرفت على مكان الحادثة وباشرت التحقيق في ملابساته ، إلا أن شقيق المرحومة صرح خلال مؤتمر صحفي عقد خصيصا لشرح تفاصيل الجريمة البشعة التي اودت بحياة شقيقته:" إن لصا قد دخل البيت الذي تسكنه والدته الكفيفة والتي استعانت بمساعدة ابنتها في الايام الاخيرة ، وهي المرحومة نهاية محاميد ، وقد افاقت المرحومة على صوت صراخ والدتها ، حينما حاول احد اللصوص سحب أساور من الذهب كانت بحوزة الوالدة ، وعندما توجهت المرحومة لمصدر الصراخ فاجأها اللص بعيار ناري اصاب راسها مباشرة مما أدى إلى وفاتها تأثرًا بجراحها في وقت لاحق .

هالة بكريّة عاصلة يقتلها زوجها على مرأى من أطفالها الأربعة ..

فجعت قرية عرابة في الخامس من أيلول الماضي بوقوع جريمة قتل مأساوية، راحت ضحيتها المرحومة هالة بكريّة – عاصلة وهي أم لأربعة أطفال، وخامسهم كان بانتظار ان يأتي بعد اسابيع قليلة ، على يد زوجها الذي أقدم في صباح يوم جريمته على طعنها بالسكين في صدرها وعلى مرأى من أطفالها الأربعة حتى فارقت الحياة .

مدينة اللد تفقد ثلاثة من بناتها خلال شهور قليلة ..

فجعت مدينة اللد في الأول من آذار بنبأ مقتل سهير بلاوي (30 عاما) خنقا على يد زوجها وأمام أطفالها !

تبعتها الشابة أمل خليلي (27 عامًا) التي هاجمها ملثمون في اليوم الخامس من الشهر العاشر في العام الحالي وأطلقوا النار عليها من مسافة صفر، فاردوها قتيلة أمام أعين طفلتها ابنة السنوات السبع !!

هذا وقد توقفت سلسلة القتل في المدينة يوم الثامن عشر من الشهر نفسه ،على الأقل هذا ما نأمله جميعًا ،بعد أن حصدت روح الشابة عبير أبو قطيفان التي وصلت إلى مستشفى "اساف هروفيه" في مدينة ريشون لتسيون ، وهي تعاني من جراح بالغة الخطورة، بعد تعرضها لوابل من الرصاص الذي اخترق جسدها في مواضع مختلفة، حيث بذل الأطباء جهوداً في إنعاشها لكنها فارقت الحياة !!

وقد أفادت تحقيقات الشرطة الأولية أن المرحومة أبو قطيفان تعرضت لإطلاق نار في شارع "برديس شانير" في اللد وتم نقلها إلى المستشفى بمساعدة عدد من المواطنين الذين مروا بها، وغادروا المستشفى بعد إيصالها !!

تشرين الثاني يحصد روح ثنيّة عماش من جسر الزرقاء ..

ولأن شهر تشرين الثاني أبى أن يتركنا دون أن يحصد روحًا جديدة في يومه قبل الأخير فقد فجعت قرية جسر الزرقاء بمقتل ثنية عماش (30 عامًا)، والتي وجدت جثة هامدة في منزلها ..

هذا وقد تبين بعد إجراء التحقيقات الأوليّة بأن المغدورة قتلت على يد شقيقها أنيس الذي قام بخنقها على إثر خلاف مادي وقع بينهما !!

وهيبة زعبي .. الضحيّة الأخيرة في عام 2010

اختتمت هذه السلسلة من الجرائم البشعة المرتكبة ضد النساء في اليوم العشرون من تشرين الثاني بمقتل السيدة "وهيبة حسني زعبي" (37 عامًا) من قرية الناعورة طعنًا بالسكين على يد زوجها البالغ من العمر 40 عامًا ، لتترك خلفها أربعة أبناء (ولدان وبنتان) أكبرهم في السادسة عشر من عمره .

مديرة المشاريع في جمعية نساء ضد العنف : علينا العمل على تغيير الفكر ألذكوري السائد في مجتمعنا ..

وفي تعقيب لمديرة المشاريع في جمعيّة "نساء ضد العنف" نائلة عواد حول هذا الكم الكبير من النساء اللواتي قُتلن خلال العام قالت : إنني أؤمن بأن تهمة المرأة الرئيسية والتي تُقتَل بحجتها هي أنها ولدت أنثى في مجتمعاتنا الذكورية ، وأضافت : لقد شهد هذا العام عددًا كبيرًا من النساء العربيات اللواتي قُتلن (10 نساء عربيات من بين 16 إمرأة قتلن خلال العام) ، وتشير الإحصاءات أن 60% من العدد الكلي للنساء اللواتي يقتلن في بلادنا هن نساء عربيّات !

وأشارت عواد الى ضرورة تدخل صانعو القرار والقادة في مجتمعنا للحد من انتشار هذه الظاهرة وعليهم أن لا يمنحوا أي شرعيّة أو دعم لأي إنسان أقدم على ارتكاب جريمة قتل بحق امرأة ، كما أن على الشرطة أن تتعامل بجدية أكبر مع هذه الحوادث فكيف يعقل أن يضم قسم التحقيق في شرطة اسرائيل 6 محققات عربيات فقط من أصل 80 محققة ، فإن هذا العدد يدل على تمييز واستخفاف بالجرائم التي ترتكب في مجتمعنا العربي .

عن دور الجمعيّة في تقديم الدعم للنساء اللواتي يعانين في مجتمعنا وخططها لنشر الوعي الاجتماعي فيه قالت : لقد نظمت جمعية نساء ضد العنف في الخامس والعشرين من تشرين ثاني الماضي وبالتعاون مع مجلس "نعمات" ، مركز الطفولة ، جمعية النساء الديمقراطيّات القطريّات ومركز الزهراء تظاهرة كبيرة تندد بقتل النساء شارك فيها العشرات من المهتمين والمهتمات بأمن هذا المجتمع وسلامته .
كما أننا ندير مركزًا للمساعدة حيث نستقبل خلاله النساء المعنفات ويرافقهن في المسار الجنائي في حال اختارت إحداهن التوجه بشكواها الى الشرطة والقضاء ، إضافة الى ذلك فإننا نمتلك مأوى للنساء المعنفات وأطفالهن لضمان أمنهن وسلامتهن .

ختمت نائلة حديثها قائلة : لا يكفي أن نمنح النساء المعنفات الحماية والدعم وإنما علينا أيضًا العمل على تغيير الفكر ألذكوري السائد في مجتمعنا والعمل على إبراز صوت أشد تأثيرًا للمرأة ووضعها في المكانة التي تستحق بعيدًا عن المعتقدات الذكورية لمكانتها ، كما علينا أن نعمل بجد للوصول الى مجتمع يؤمن بالعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص وعلى الرجال أن يقدموا المساعدة في عملية التغيير هذه لأن الرجال ليسوا إلا شركائنا في هذه الرحلة التي نسعى أن نصل في خاتمتها الى مجتمع أفضل .

بعض المعطيات حول العنف ضد النساء :

إن الإحصائيات تبّين انه قد وصل لمركز المساعدة في جمعية نساء ضد العنف 563 توجهًا لنساء وفتيات، أي بمعدل 47 توجها بالشهر وهذا دليل على رفض النساء والفتيات لاي شكل من اشكال العنف الممارسه ضدهن، وزيادة الوعي في حقوقهن للتوجه وطلب المشورة والدعم من الاطر التي توفر هذه الخدمات. ولكن من جهة اخرى، نعلم ان هذه النسبة لا تشكل النسبة الحقيقية للنساء والفتيات اللاتي يتعرضن لشتى أشكال العنف ولكنهن لا يملكن الجرأة بعد لكسر حاجز الصمت والتوجه لطلب الدعم والمساعدة:

• 385 متوجهة ابلغن عن تعرضهن لأعتداءات جسدية ونفسية
• 178 متوجهه ابلغن عن تعرضهن لاعتداءات وتحرشات جنسية.
ومن اخطر معطيات التقرير لهذا العام كانت أن: 60% من التوجهات لنساء تعرضن لاعتداءات جنسية بلغوا عن اعتداءات وقعت تحت جيل الـ 25 سنة
• 35% من التوجهات التي وصلت للمركز في الاعتداءات الجنسية كانت تبليغ عن اعتداءات جنسية تعرضت لها النساء عندما كن طفلات.
• 20% من ضحايا الاعتداءات الجنسية اللواتي توجهن للمركز كن طفلات عند تعرضهم للاغتصاب، تقل أعمارهم عن 12 سنة.
• 15% من ضحايا الاعتداءات الجنسية كانوا دون الـ18 عاما وفوق الـ 12 عاما لدى وقوع الاعتداء.
• 25% من التوجهات ألتي وصلتنا قد تعرضن للاعتداءات بجيل 19-25
• فيما ابلغت6 1% من المتوجهات اللاتي توجهن للمركز عن تعرضهن لتحرشات جنسية.
• 23% من المعتدى عليهن فقط توجهن للشرطة مقارنة مع العام الماضي 19.3%

وكما ترون فإن هذه المعلومات المرفقة داخل التقرير أعلاه تدلنا جميعًا على ضرورة التحرك والعمل من أجل منع انتشار أعمال العنف الوجه ضد النساء في مجتمعنا لئلا نذوق مرارة فقدان نسائنا خلال الفترة المقبلة .

وفي الختام نود أن نتمنى لكم جميعًا عامًا سعيدًا ومباركًا آملين أن نشهد خلاله ،جميعًا، أيامًا تخلو تمامًا من مظاهر العنف وآثاره !

وكل عام وأنتم بخير ..!!
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]