اكدت وزارة الإعلام في السلطة الفلسطينية أن قوات الاحتلال اعتقلت عشرات الاطفال واصيب العديد منهم بحروح مختلفة خلال النصف الاول من شهر شباط الجاري في حين لا يزال 320 طفلا في سجون الاحتلال.
وقالت الوزارة في تقرير رصدت فيه الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأطفال الفلسطينيين ان هؤلاء الأطفال "يتعرضون لشتى أنواع التعذيب والابتزاز خلال استجوابهم من قبل السجانين الإسرائيليين".
وأوضح التقرير الذي أعدته دائرة إعلام الطفل بالوزارة، أن الاحتلال اعتقل خلال الأسبوعين الماضيين نحو 32 طفلا، مشيرا إلى تقارير نادي الأسير التي أفادت بأن محاكم الاحتلال مددت اعتقال وتوقيف العديد من الأطفال.
واضاف التقرير أن 70 طفلا مقدسيا لا يزالون معتقلين في سجون الاحتلال، ولا يزال 75 طفلا قيد الاقامة المنزلية، خاصة في منطقة القدس وأبو ديس.
وأشار إلى أن جنود الاحتلال ومستوطنين اعتدوا على نحو 15 طفلا في مناطق عديدة من الضفة الغربية وأصابوهم بجروح مختلفة، عدا عن الآثار النفسية التي لحقت بهم جراء ذلك.

قطيش: يتعرض سنويا 700 طفل فلسطيني للإعتقال
وقال عايد أبو قطيش من الحركة العالمية للدفاع عن حقوق الأطفال لــ"بكرا"، أنه في فترة الاثني عشر شهر منذ استعراض اللجنة الأخير لامتثال إسرائيل لأحكام الاتفاقية، قامت الحركة بجمع إفادات مشفوعة بالقسم حول 86 حالة جديدة من حالات سوء المعاملة والتعذيب، 50 منها تم رفعها إلى الأمم المتحدة دعما للتقرير. الحالات تنطوي على استخدام العنف الجسدي والتهديد من ضمن ذلك التهديد ذات الطابع الجنسي من أجل انتزاع الاعترافات من أطفال بعضهم في سن العاشرة. ومن بين محتويات التقرير هي نتائج مراجعة 100 إفادة جمعتها الحركة على مدار العام الماضي والتي نستعرضها في الجدول أدناه:

وأوضح أبو قطيش أن 97% الذين جرى اعتقالهم تعرضوا لتقييد اليدين، و92% تعرضوا لتعصيب العينين، واعتراف خلال التحقيق 81% من الأطفال، وتعرض 69% منهم للركل والضرب.
وذكر قطيش انه كل عام يتعرض حوالي 700 طفل فلسطيني للاعتقال والتحقيق معهم ومن ثم محاكمتهم ضمن نظام المحاكم العسكرية الإسرائيلية، والعديد من هؤلاء الأطفال يتعرضون لسوء المعاملة وأحيانا للتعذيب في بعض الحالات.
ودعا أبو قطيش إلى ضرورة عدم محاكمة أي طفل في المحاكم العسكرية التي تفتقر إلى معايير المحاكمة العادلة وكذلك معايير قضاء الأحداث. وفي ضوء الأنباء المتواترة عن سوء المعاملة والتعذيب، على السلطات الإسرائيلية .
كما دعا السلطات الإسرائيلية لضمان عدم التحقيق مع أي طفل في حال غياب محام من اختياره وأفراد الأسرة، وضمان تسجيل جميع جولات التحقيق مع الأطفال بالفيديو، وضمان رفض المحاكم العسكرية لجميع الأدلة التي يشتبه الحصول عليها من خلال سوء المعاملة أو تعذيب، وضمان إجراء تحقيق شامل وحيادي في جميع المزاعم ذات المصداقية بشأن حصول سوء المعاملة والتعذيب وتقديم من تثبت مسؤوليته عن هذه الاعتداءات إلى العدالة.

16% من الاطفال تعرضوا للتحرش الجنسي أو هددوا به
ويتحدث ابو قطيش عن تحليل 100 إفادة مشفوعة بالقسم قدمها الاطفال المعتقلون للحركة العالمية للدفاع عن حقوق الاطفال خلال العام الماضي، وأشارت النتائج إلى ان 4% منهم تعرضوا لتحرش جنسي، فيها هدد المحققون 12 % من الاطفال باغتصابهم في حال عدم قيامهم بالاعتراف بالجرائم الموجهة اليهم.
وأضاف ان 290 طفل يقبعون حاليا في سجون الاحتلال الإسرائيلي بينهم طفلان يعتقلان إداريا أي دون توجيه أي تهمة لهم، يعيشون جميعا في ظروف اعتقالية صعبة للغاية ويعاملون معاملة الاسرى المجرمين، وليس معاملة الاطفال.

سحويل : دولة الاحتلال تمارس التعذيب بشكل ممنهج ضد كل مناحي الحياة الفلسطينية
واكد د. محمود سحويل مدير عام مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب، إن إسرائيل تمارس التعذيب بشكل ممنهج ضد كل مناحي الحياة الفلسطينية، خاصة أن الإحصائيات تشير إلى إن 25% من الفلسطينيين بشكل عام و40% من الفلسطينيين الذكور على وجه التحديد تعرضوا للاعتقال مرة او اكثر لدى سلطات الاحتلال، السواد الاعظم منهم مورس بحقهم التعذيب بشكل مخالف ومنافي لاتفاقية مناهضة التعذيب الذي يمنع استخدام التعذيب في القانون الجنائي.
واضاف سحويل ان إسرائيل ضربت بالاتفاقيات والمعاهدات التي تحرم التعذيب عرض الحائط عندما اجازت عام 1987 استخدام التعذيب للحصول على اعترافات من المعتقلين الفلسطينيين، وايضاً عندما شرعت محمكة الاحتلال العليا عام 1999 التعذيب في احوال أسمتها بالضرورية اثناء التحقيق مع المعتقلين الفلسطينيين، مؤكداً في ذات الوقت ان العام 1999 شهد تحول في نوعية التعذيب الذي ينتهجه السجان مع المعتقلين من التعذيب الجسدي الى النفسي والمعنوي باسلوب الافراد او العزل والذي قد يصل الى شهور وسنوات وهو اكثر انواع التعذيب استخداماً في سجون الاحتلال.

قراقع: حرب إسرائيلية ممنهجة ضد أطفال فلسطين
في ذات السياق، قال وزير شوون الأسرى والمحررين عيسى قراقع السبت إن هناك سياسة وحربًا ممنهجين ضد الأطفال الفلسطينيين من خلال سياسة الاعتقالات المكثفة للأطفال في كافة البلدات والمدن الفلسطينية.

وأضاف قراقع أن "إسرائيل" هي الدولة الوحيدة في العالم التي تعتقل وتحاكم أطفال قاصرين في محاكم عسكرية وتتعامل معهم كالبالغين وتفرض عليهم إجراءات لا إنسانية بما يخالف كافة الشرائع والاتفاقات الدولية.
وقال: "بلغت حالات اعتقال الأطفال عام 2010 ألف طفل، قسم كبير منهم فرضت عليهم إقامات منزلية وغرامات عالية"، وأشار إلى ظاهرة ملاحقة أطفال القدس وسياسة فرض إقامات منزلية عليهم وإبعادهم عن أماكن سكنهم.
وناشد قراقع المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان التدخل لفضح السياسة الإسرائيلية في اعتقال القاصرين ووضع حدّ لمعاناتهم وإلزام حكومة الاحتلال باحترام المواثيق والمعاهدات الدولية والإنسانية.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]