وسام حطيني، أب لثلاثة اطفال، كان قد فقد الرؤية منذ أكثر من ثمانية سنوات. وتعود بداية قصته عندما التهّبت عينه وذهب للعلاج، وبسبب إهمال طبي، وإهمال منه أيضا تدهورت حالته الصحية، ومنذ ذلك اليوم فقد بصره.

هذه الحادثة أفقدته عمله وألزمته البيت، مدة طويلة، ليبدأ البحث عن عمل جديد، يتناسب مع وضعه الصحي، الا انه كان بحاجة في البداية لأن يتصالح مع وضعه الجديد ويتقبّل الحقيقة أن الدنيا أمامه سوداء غير مزدهرة بالألوان، كما كانت.

وفعلا، وبعد مدة بدأ وسام يمارس عملًا جديدًا، وأول تجربته كانت بفن البناء بالكرتون، حيث بدأ يحضر كمية من الكرتون ويقوم ببناء بيوت وأشكال رائعة، منها. ويذكر عصام انه وفي إحدى المرات بنى بالكرتون حارة كاملة من البيوت، إلا انه لم يرق له تصميم لوحته فقام بهدمها ورسمها من جديد رغم انه لم يكن يرى.

يمكن الجزم والقول بشهادة الأقرباء، أن وسام ورغم إعاقته، كان يُتقن بامتياز الألوان، وكان يقوم بتلوين البيوت والإشكال التي يرسمها، بدقة متناهية تتلاءم مع واقعها.

المحبة لعزف العود...

قبل ما يقارب أربع سنوات، بدأ طموح وسام يزداد ويكبر أكثر، حيث رأى أن هذا الوقت هو الوقت الأنسب لتحقيق حلمه الذي أراد تحقيقه ولم ينجح بسبب وقته الضيق وعمله، فقرر الدخول في دورة لتعليم العزف على العود، فلطالما أحب العزف، وتحديدًا على العود.

بدأ وسام يتعلم لدى الفنان عمر طربيه، وخلال سبعة شهور استطاع تعلم السلم الموسيقي واتقانه، وحفظ عن ظهر قلب السلالم الموسيقية لكل أغنية وأغنية ليخرج فنان في العزف وأيضا... في الغناء.

طموح وسام لم يتوقف مرة اخرى عند هذا الحد، فبدأ يتقن عزف الاورج والدربكة ليشكل لوحة موسيقية في بيته.

ولم تستطع زوجته أن تخفي تأثرها بزوجها، فتقول إنها رغبت أن تتعلم هي ايضا العزف على العود الا ان وقتها لم يسمح لها بذلك. وتضيف الزوجة انها طلبت منه أول أغنية لعزفها كانت "عَ الروزانا"، إلا انه كان مبتدئا في التعليم، وبالتالي لم يتمكن من عزفها فقام بتقديم اغنية "لزرعلك بستان ورود". 

يجلس الاب وسام حطيني على الكرسي، يبدأ بالعزف والغناء، والاولاد والزوجة مشجعين له.

أعلم الأولاد العزف وهذا أفضل لي

يقول وسام إن عددا من الفرق الموسيقية تقدمت اليه من أجل الانضمام اليها، الا انه رفض باستمرار، وذلك بسبب العروض المهينة التي قدمت ويضيف: "بدل ان أقبل بهذه العروض غير المناسبة لي بدأت أعلم اطفالا على العزف واليوم علمت طفلين اثنين العزف على العود".

وعن طموحه يقول انه يرغب بالمزيد من التقدم والتطور، ويشير الى انه تعرف حديثا ومتأخرا على الفنان الملتزم الشيخ إمام خاصة بعد الثورة المصرية الباسلة بالاضافة الى الفنان الكبير سميح شقير ويقول انه بدأ يحفظ اغانيهم وتعلم عزفها.

وأخيرا يهدي وسام موقع "بكرا" مقطوعة غنائية بصوته وعزفه على أمل اعجاب الزوار بها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]