شعب بأكمله يحيي في الثلاثين من آذار الجاري ذكرى يوم الأرض الخالد ،هذا اليوم الذي انفجر فيه بركان الغضب لدى الأقلية العربية في البلاد في آذار 1976 ،وراح ضحيته ستة من شهداءنا وخيرة شبابنا برصاص الغدر لقوات الشرطة والجيش الإسرائيلي ،ذنب الشهداء أنهم حاولوا الدفاع عن ارض الآباء والأجداد وما تبقى منها ،لقد هدفت الأقلية العربية في البلاد في ذلك التاريخ إلى إسماع صرخة بحقه في الحياة وفي بناء بيت على أرضه ،وفي نفس الوقت التعبير عن تمسكه بأرضه ،لكن وبدل أن تقوم المؤسسة الحاكمة بإنصاف هذا الشعب بالعيش الكريم فوق أرضه وترابه ،قررت المؤسسة أن تدفع بقوات الشرطة والجيش "لتلقين " هذه الأقلية درسا في" كم الأفواه" وإطلاق الرصاص الحي إلى صدور الشباب .... مراسل "بكرا" التقى بالشاعر حنا إبراهيم ليستذكر معه ذكرى يوم الأرض الخالد ....

إبراهيم :يوم الأرض بدأ في تاريخ 02/11/1917

يقول الشاعر إبراهيم: يخطئ من يظن أن قضية الأرض بدأت في عام 1976 ، لقد اندلعت الشرارة الأولى في هذه القضية في سنة 1917 بالوعد المشئوم (وعد بلفور ) الذي نص على إقامة وطن يهودي على ارض فلسطين ،لكني أقول والألم يحز في نفسي انه ومنذ ذاك التاريخ وحتى يومنا هذا لم يكن للقيادة العربية إستراتيجية حقيقية ومؤثرة في التصدي لمؤامرة سلب الأرض ...

بن غوريون أعطى الضوء الأخضر بمصادرة أراضي الشاغور وإقامة كرمئيل

يتابع إبراهيم : في سنة 1953 انعقد مؤتمر لحزب "مباي" الحاكم برئاسة بن غوريون وذلك في مدينة بئر السبع ، وفي هذا المؤتمر غضب وزمجر بن غوريون حين قال :قمت بجولة في سماء الجليل ولم أشاهد أي مستوطنة يهودية هناك ، للوهلة الأولى خلت نفسي فوق سماء سوريا !!!، وعليه أطالب الوزراء المعنيين بالأمر التجنّد لهذا الموضوع بأقصى سرعة في العمل على إنشاء العديد من المستوطنات في هذه المنطقة ، بقرار من الحاكم العسكري تم وضع اليد على أراضي الشاغور جنوبي الشارع وأضحت هذه المنطقة " منطقة عسكرية مغلقة " ، هذه الأراضي التي صودرت فيما بعد كانت مصدر رزق لأهالي مجد الكروم البعنة ودير الأسد ونحف.

ويضيف ابراهيم: اذكر حينها أن عددا من بدو السواعد الذين سكنوا هناك في خيامهم قتلوا جراء المناورات العسكرية للجيش ، وقمنا بتشكيل لجنة من أهالي قرى الشاغور للتصدي للمؤامرة ، وكان الأهل يرددون أغاني في الأعراس .. "جليلنا ما لك مثيل ... ما نرضى بالعيش الذليل ....لو صرنا لجهنم حطب" ...من خلال هذه اللجنة قاومنا مصادرة الأرض واعتقل بعض أعضاء اللجنة وزجوا في السجون لبضعة شهور وكنت واحدا منهم ،هذا اللجنة طلبت فيما بعد بعقد جلسة مع احد الوزراء في تل أبيب وبالفعل قابلنا هذا الوزير وشرحنا له موقفنا برفض المخطط واقترحنا عليه تقسيم المنطقة مناصفة بشرط أن يسمح لأهالي الشاغور ببناء بيوت لهم في هذه المدينة المزمع إقامتها (كرمئيل ).

خلاف البعنة ودير الاسد ...

ويضيف إبراهيم: للأسف السلطات حينها استغلت حادث جرى في تلك الأيام بين أهل البعنة ودير الأسد لزرع الفتنة بين البلديّن، حيث قام احد المواطنين من البعنة بدهس مواطن من قرية دير الأسد ونتج عن ذلك وفاة الديراوي ، الامر الذي أدى إلى وقوع شجار بين أهالي القريتين وراح ضحيته بعض الأفراد ، هذا الحادث شكل منعطفًا خطيرًا أمام اللجنة التي كانت تنوي البدء بحملة تواقيع من الأهل في الشاغور للتصدي للمخطط والتوجه للمحكمة العليا بهذا الصدد. يشار إلى أن الاعتراض على المخطط وكما نشر في الصحف الرسمية حينها كانت مدته 60 يوما ، بسبب هذا الحادث لم ننجح من الاعتراض على المخطط وصودرت الأرض التي أقيمت عليها مدينة كرمئيل في عام 1964 ...

"نهج الحزب الشيوعي لم يرتق إلى مستوى الحدث"

ويتابع إبراهيم :في تلك الأيام كان الحزب الشيوعي هو الحزب الوحيد الذي" يدافع" عن حقوق الأقليات ، وكان من المفروض أن تقوم قيادة هذا الحزب بدعمنا في الصمود والتصدي لمؤامرة الاستيلاء على أراضي الشاغور ، لكن للأسف هذا الحزب لم يفعل شيئا سوى بعض "المهاترات الخطابية " التي لا تغني ولا تسمن من جوع ،كان على هذا الحزب بالقيام بخطوات ملموسة كتجنيد الجماهير بهبة شعبية للتصدي لمؤامرة المصادرة ولكن هيهات هيهات !! ، بالنسبة لي كان واضحا أن الحزب لم يكترث لهذه القضية ولم يحملها على محمل الجد لان مصلحته ازدياد حالة الظلم على رقاب الجماهير من اجل كسب الأصوات في المعركة الانتخابية التي كان مزمع إقامتها في تلك المرحلة .

وأوضح إبراهيم :في سنوات الستين والسبعين من القرن الماضي كانت كل "المخاتير" تعمل ضد الحزب الشيوعي ما عدا "مخاتير" منطقة الشاغور ، فقد كانوا يعملون معنا جنبا إلى جنب، في المعركة الانتخابية للكنيست كان الحزب الشيوعي يحصل على نسبة 80% في الشاغور وخاصة في البعنة لان "مخاتير" المنطقة كانت تقف إلى صفنا.

الحل...لوقف مصادرة ألأراض

وعن الحل لوقف مصادرة ألأراض يقول إبراهيم: أقول أن الأحزاب العربية لا بد لها، وقد آن الأوان، لأ تتحد لكي تحظى بثقة الجماهير ، وان تغير هذه الأحزاب من سلوكها وإستراتيجيتها نحو القضايا الهامة لشعبنا
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]