ليس من الإنصاف محاولة التشكيك فى الدور البطولي لسلاح القوات الجوية فى حرب اكتوبر 73 لمجرد ان قائد القوات الجوية وقتها كان الرئيس السابق حسنى مبارك .. ويجب أيضا ألا ننسى أن الضربة الجوية فى معركة الكرامة اشترك فيها حسب التقديرات أكثر من 220 طيار ساعدهم أكثر من 200 مهندس و5 الاف ميكانيكى ..ل

ذلك ليس من الانصاف ايضا اختزال هذا العمل فى شخص واحد أو اثنين .. أوإختزال اعظم معركة فى تاريخ العسكرية المصرية قى الضربة الجوية وتجاهل الدور البطولي للاسلحة الاخرى.. فلن ننسى فى حرب الكرامة القادة الكبار "محمد عبدالغنى الجمسى وسعد الدين الشاذلي وأحمد اسماعيل علي و محمد علي فهمي قائد قوات الدفاع الجوي و جمال محمد علي والأخير كان مسؤولا عن الهيئة الهندسية التى خططت لعبور الساتر الترابي (خط بارليف ) وانشاء اغلب المطارات والممرات ..

رد اعتبار

لكن من الانصاف الآن رد الاعتبار لرجل كان مثالا للالتزام والصدق والامانة وأداء الواجب العسكري، حاول الرئيس السابق التعتيم - عن عمد - على دوره القوي والمهم والمؤثر فى قيادة القوات الجوية أثناء معركة الكرامة بوصفه قائدًا ثانيا للقوات الجوية.. رغم أنهما زملاء ورفقاء عمر منذ أن تخرجا سويا من الكلية الحربية دفعة 1949 ثم التحقا بالكلية الجوية وتخرجا عام 1950 .. وذهبا معا لأداء فريضة الحج عام 1955 ..

إنه الفريق أول محمود شاكر عبدالمنعم كان ترتيبه الاول على الكلية الحربية والجوية، والأول على جميع البعثات والفرق التي حصل عليها، والاول على ماجستير العلوم العسكرية، والاول على دورة أركان الحرب فى الهند، والاول على دورة الدفاع الجوي فى الاتحاد السوفيتي، والاول ايضا على الدرسات العليا باكاديمية ناصر العليا .. كما تولى منصب كبير معلمي القوات الجوية الذى لا يتولاه غير الاقدم والاول على الدفعة ..

السادات يعين مبارك قائدًا للقوات الجوية، ويولي الفريق أول شاكر، قائد ثاني للقوات الجوية

لكن المفاجأة التي ادهشت جميع زملاء الدفعة هو صدور قرار من الرئيس السادات بتولي اللواء حسنى مبارك قيادة القوات الجوية رغم ترتيبه الاخير فى الكلية الجويه .. لكن يبدو أن الرئيس السابق أنور السادات تدارك الامر بسرعة ونظرا لخبرة وكفاءة اللواء محمود شاكر فأصدر فى اليوم التالي مباشرة 24\4\1972 قرارا بتوليه منصب قائد ثاني للقوات الجوية وهو منصب ابتكره السادات خصيصا للفريق شاكر للمرة الاولى والاخيرة ولم يكن هذا المنصب لقبله أو لبعده من قادة القوات الجوية أو أي سلاح أخر .. لكن يبدو أن السادات ادرك بهذا القرار حاجة القوات الجوية لهذا الرجل فى هذه المرحلة الحرجة ( حرب 73 وما بعدها ) حيث تولى منصب قائد ثانى القوات الجوية لمدة 3 سنوات وقائدا لها لمدة 5 سنوات حتى وفاته فى 6\8\1980 وهى أطول مدة لقائد تولى قيادة القوات الجوية بعد حرب اكتوبر المجيدة .

قدرات بارزة للفريق شاكر

ظهرت قدرات الفريق شاكر من خلال الاستماع الى حواره فى برنامج حديث الذكريات الذى اجرته معه الاذاعية امينة صبري بمناسبة مرور 6 سنوات على حرب اكتوبر والذى تحدث فيه باحترافية شديدة عن دوره كقائد ثاني للقوات الجوية فى الحرب، وعن خطة الضربة الجوية التي خططها ووضع عناصرها باحكام، وتقديمه مشروع طبق الاصل للضربة الجوية قبل الحرب وفي اتجاه مخالف كبروفة نهائية قبل الحرب للتأكد من عدم حدوث تعارضات بين التشكيلات وبعضها وحدوث التعاون الكامل فيما بينها ..

الفريق شاكر كان على أتم الاستعداد للضربة الجوية

وتحدث عن المجهود الكبير الذي بذله في تدريب الطيارين على الضربة الجوية بداية بالتدريب الفردي، ثم بتشكيل أكبر حتى تم تدريب جميع طيارى التشكيلات على الحساب الزمني والتأكد من تفهم الطيارين للمسارات الجوية بداية من الاقلاع بهذا العدد الضخم من الطائرات من القواعد الجوية المختلفة وحتى الوصول الى خط القنال فى لحظة واحدة من بورسعيد حتى السويس والتدريب على اصابة الاهداف الارضية المكلف بها كل تشكيل ..

كما تحدث عن إدارته للضربة الجوية بتواجده بمركز قيادة القوات الجوية جنبا الى جنب الرئيس السابق اثناء حرب اكتوبر وعن تواجد الرجل الثالث رئيس الاركان فى موضع اخر والرجل الرابع رئيس شعبة العمليات الذى تم دفعة الى قاعدة جوية بها عدد ضخم من المقاتلات كما تحدث فى هذا الحوار الاذاعى عن ادارته للمعارك الجوية ووضع خطط المعاونة الجوية للقوات البرية والبحرية فى حالة الدفع بقوات هجومية برية او بحرية أو الحاجة لانزال مظلات أو طلب من المخابرات والاستطلاع بتصوير نتائج الضربة الجوية وطلعات المعاونة الجوية .

الفريق محمود شاكر يدير أطول معركة جوية عام 73

وقد أدار الفريق محمود شاكر عبدالمنعم بنفسه معركة المنصورة الجوية وهى أطول معركة جوية حقيقية بعد الحرب العالمية الثانية حيث استغرقت مدة 53 دقيقة حقق فيها الطيارون المصريون انتصارات كبيرة باسقاط عدد كبير من طائرات العدو والتى أثبتت للجميع مهارة القوات الجوية وجاهزيتها فى حرب 73 اعدادا وتدريبا وتخطيطا ردا على المشككين فيها، وما زالت معركة المنصورة الجوية تدرس فى كليات الطيران بدول العالم المتقدم حتى يومنا هذا وقد اعترفت اسرائيل بخسارتها فى هذه المعركة.

كما قام الفريق شاكر بالتنسيق مع قوات الدفاع الجوى بإسقاط المزيد من طائرات العدو بعد الانتهاء من المعركة الجوية .. وكانت هذه المعركة سببا فى اختياره ليوم 14 اكتوبر عيدا للقوات الجوية يتم الاحتفال به كل عام .

مبارك يتعمّد تغييب الفريق أول محمود شاكر

هذا هوتاريخ الرجل الذى بدأ عمله كطيار مقاتل فى سرب جوى ومدرس بالكلية الجوية فأقدم معلمى الكلية الجوية فرئيسا لشعبة العمليات الجوية فمديرا للكلية الجوية فقائد ثانى للقوات الجوية فى حرب اكتوبر قبل أن يتولى مهام قيادة القوات الجوية فى عام 75 حتى وفاته اثناء الخدمة فى عام 80 ..

ومع تولى الرئيس السابق رئاسة الجمهورية فى اكتوبر 1981 بدأ عن عمد فى تغييب الشعب المصرى والاجيال الجديدة عن هذه الحقائق التاريخية الثابته والمعروفة على المستوى العسكرى ..

ففى معظم أحاديث مبارك فى ذكرى حرب اكتوبر عن معركة القوات الجوية باعتباره قائد القوات الجوية تعمد اطلاق تعبير (فلان) على الفريق محمود شاكر قائد ثانى القوات الجوية، بل تمادى فى أحد الاحاديث قائلا: ( لم يكن أحد يعلم بميعاد الحرب غيرى ونمره ( 2 ) .. فسئل : ( من نمرة 2 !!) .. فأجاب : ( فلان ) .. فسئل من فلان ؟.. فأجاب : ( يكفى أنى كنت على رأس القوات الجوية فى ذلك الوقت ) ..

حقائق يعرفها عماد أديب أيضًا

واستمرارا فى تغييب الشعب عن الحقيقة قال فى حديثه مع عماد اديب فى برنامج كلمة للتاريخ عام 2005 ( ده شاكر عبدالمنعم كان دفعتى ومسك بعدي ) !!.. ولم يشر الى دوره فى حرب اكتوبر ومنصبه كقائد ثانى للقوات الجوية أو الاشارة بأنهما كانا يجلسان معا فى مركز قيادة القوات الجوية أثناء الحرب وهو المكان الذى دعا فيه عماد اديب من أجل الدعاية الانتخابية للرئاسة .. وفى المقابل كان حريصا على ذكر رئيس الاركان ورئيس شعبة العمليات بالقوات الجوية !!..

الطبيب أحمد، نجل الفريق أول يتحدث عن الظلم الذي لقيه والده

التقينا بنجل الفريق اول محمود شاكر الطبيب أحمد الذى تحدث بأسى شديد عن الظلم الذى وقع على والده من الرئيس السابق وتعمد تغييب دورة القوى والفاعل فى قيادة الضربة الجوية مع حسنى مبارك كقائد ثانى للقوات الجوية فى حرب 73 .. وقال: "والدى ظلم مرتين .. الاولى : عندما وضع كقائد ثانى للقوات الجوية وهو الاحق بمنصب القائد الاول بفضل الاقدمية والمستوى العلمى والاكاديمى والتدريبى وبشهادة زملائه الذين كانوا يصفونه بالذكاء الشديد وصاحب أقوى ذاكرة بين أقرانه . والثانية : عندما استبعد من التكريم فى مجلس الشعب واقتصر التكريم على حسنى مبارك فقط .. رغم أن دور والدي فى حرب اكتوبر كان أكبر من دور مبارك ..

أحمد محمود شاكر: أبي لم يأخذ حقه المعنوي عن دوره في حرب الكرامة

يقول: والدي رغم أنه كان قليل الكلام إلا أنه شعر بالغبن لانه لم يأخذ حقه المعنوي عن دورة فى حرب الكرامه .. ولم يكن تهمه المادة أبدا فقبل خروجه على المعا ش عرض عليه منصب محافظ وسفير ورئيس مصر للطيران ورفض وكان رده أنه رجل عسكرى ولا يفهم إلا فى العسكرية وهى ميدانه لخدمة الوطن .. واكتشفنا بعد وفاته فى عام 80 ان الرئيس السادات كان قد مد خدمته عام ..

وقال نجل الفريق الراحل أن تعمد تغييب دور والده اشتدت وطأته مع تولى حسنى مبارك رئاسة الجمهورية بعد اغتيال السادات فقد أمر الرئيس لدى زيارته للمتحف الحربى برفع صورة والدى من قاعة القوات الجوية بالمتحف لان المكتوب تحتها يوضح دور هذا القائد فى حرب اكتوبر .. كما تم رفع صورته الكبيرة فى بانوراما حرب اكتوبر وتم استبدالها بصورة صغيرة لا ترى بالعين المجردة وضعت على يسار صورة كبيرة لمبارك يوحي أن قائد القوات الجوية فى الحرب هو مبارك وفقط .. لكن التناقض الكبير هو وضع صورة كبيرة لرئيس شعبة العمليات فى القوات الجوية فى ذلك الوقت رغم أنه أقل من الوالد فى الرتبة !!.

كلام مغلوط يشير انّ محمود شاكر خلف مبارك في قيادة القوات الجوية

وما أحزننا أكثر – الكلام لنجل الفريق - أنه فى العام 2010 عندما تم تخريج الدفعة 104 حربيه و77 طيران باسم الفريق أول محمود شاكر عبدالمنعم قدم للناس على أنه أحد الرموز المشرفه للعسكرية المصرية !!.. وعندما قدم الاعلام طلائع النصر قال أن محمود شاكر عبدالمنعم شغل منصب مدير الكلية الجوية بعد العميد طيار حسني مبارك ثم تولى قيادة القوات الجوية خلفا للفريق حسنى مبارك .. ولم يذكر شيئا على أنه تولى قائد ثاني القوات الجوية وكان شريكا مع الرئيس السابق فى القيادة فى الضربة الجوية فى حرب اكتوبر وليس نائبا أو مساعدا !! ..

 الدكتور أحمد محمود شاكر بضرورة رد الاعتبار لوالده الراحل

ويطالب الدكتور أحمد محمود شاكر بضرورة رد الاعتبار لوالده وعودة صوره بالحجم الذى يليق به كقائد ثاني للقوات الجوية فى 73 بقاعة القوات الجوية بالمتحف الحر بي بالقلعة . وأن توضع صورته متساوية فى الحجم مع صورة مبارك فى بانوراما حرب اكتوبر لانه لم يكن مساعدا له أو نائبا وانما قائدا للقوات الجوية ايضا .. مع ضرورة اعادة اذاعة حواره الاذاعى مع أمينه صبرى حتى يكتشف الشعب المصرى من الذى خطط وأدارالضربة الجوية من خلال حديثه الذى يظهر مدى احترافيتة الشديدة كقائد ثاني للقوات الجوية فى حرب اكتوبر وسوف يكتشف الفرق عندما يسترجع أحاديث الرئيس السابق عن ذات الامر .

بقيت اشارة مهمة وربما تكون بالغة الدلالة الا وهي أن الراحل الفريق أول محمود شاكر عبدالمنعم من أبناء قرية البيضاء – مركز تمي الامديد بمحافظة الدقهلية وهى نفس القرية التي ينتمي اليها المستشار عاصم الجوهري رئيس جهاز الكسب غير المشروع مساعد وزير العدل الذى يطارد الان مافيا الفساد واستغلال النفوذ فى العهد البائد وعلى رأسهم الرئيس السابق محمد حسني مبارك !!..

الفريق أول محمود شاكر عبدالمنعم .. تاريخ مشرف

ولد فى 20 يوليو سنة 1926 فى قرية البيضاء بمحافظة الدقهلية وكان من حفظة القران الكريم فى سن مبكرة وعرف بذكائه وتفوقه فحصل على المركز الاول فى المرحلة الابتدائية على منطقة شرق الدلتا، ثم حصل على الثقافة أربع سنوات فى سنة واحده، كما حصل على شهادة التوجيهية ( الثانوية العامة ) عام 1947، والتحق بالكلية الحربية وتخرج منها فى فبراير 1949 ثم التحق بالكلية الجوية وتخرج فى مارس 1950 .

حصل على بكارليوس فى العلوم العسكرية عام 1949 ثم بكالوريوس الطيران عام 1950 ثم التحق بأكاديمية أركان حرب ولينجتون بالهند عام 1963 ثم أكاديمية الدفاع الجوى بكايفان بالاتحاد السوفيتى عام 1965 ثم أكاديمية ناصر العسكرية العليا ( كلية الحرب العليا ) عام 1972.
حصل على رتبة الملازم فى أول فبراير 1949 ثم ملازم طيار فى مارس 1950 ثم ملازم اول طيار فى مايو 1952 ثم نقيب طيار فى سبتمبر 1953 ثم رائد طيار فى يوليو 1955 ثم مقدم طيار فى يوليو 1960 ثم عقيد طيار فى ابريل 1965ثم عميد طيار فى يناير 1969 ثم لواء طيار فى يونيه 1972 ثم فريق طيار فى مايو 1979 كما منحه السادات رتبة الفريق أول عشية وفاته 6 ابريل 1980.

عُين كبيرا لمعلمي الكلية الجوية في اكتوبر 1961 فرئيسا لفرع عمليات الدفاع الجوى بالمنطقة الشرقية فى يناير 1966 فرئيسا لفرع التدريب بشعبة الدفاع الجوى فى يناير 1967 فرئيسا لفرع العمليات بشعبة الدفاع الجوى فى يونيه 1967 فقائدا للدفاع الجوى عن المنطقة المركزية فى نوفمبر 1967 ثم رئيسا لشعبة العمليات الجوية فى يوليو 1968 ثم مديرا للكلية الجوية فى يونيه 1969 ثم قائدا ثانيا للقوات الجوية فى ابريل 1972 ثم قائدا للقوات الجوية فى ابريل 1975 ثم نائبا لوزير الدفاع وقائدا للقوات الجوية فى اكتوبر 1976.

حصل على فرقة ملاحة جوية وفرقة تحويل مقاتلات وفرقة مدرس طيران الجوية ثم ماجستير العلوم العسكرية من كلية ولنجستون بالهند وماجستير فى العلوم تخصص دفاع جوى ثم اكاديمية كاليفان بالاتحاد السوفيتى .. كما حصل على دراسات عليا فى الاستراتيجية العسكرية من أكاديمية ناصر العسكرية العليا وكان ترتيبه الاول فى جميع الدراسات والبعثات والفرق التي حصل عليها .

حصل الفريق أول محمود شاكر عبدالمنعم على وسام التحرير فى عام 1952 - ووسام ذكرى قيام الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا عام 1958- وسام النيلين من الجمهورية السودانية 1974 – وسام علم يوغسلافيا بالحزام الذهبى فى 1975 من رئيس جمهورية يوغوسلافيا – وسام جمهورية فرنسا فى عام 1978 – كما حصل على نوط الجلاء فى 1955 ونوط الاستقلال فى 1956 – ونوط النصر فى 1957- ونوط الواجب العسكري 1959 – ونوط التدريب فى1971 – ونوط الجمهورية العسكري من الطبقة الاول فى 1974 .. كما حصل على ميدالية فلسطين 1949 وميدالية محمد على التذكارية 1949 وميدالية يوم الجيش 1959 وميدالية اليوبيل الفضى للقوات الجوية 1962 وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة من الطبقة الاولى 1971 وميدالية العيد العشرين للثورة 1972 وميدالية 6 اكتوبر 1974 .
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]