يواجه سكان مدينة يافا العربية الساحلية مشاكل تختلف في طابعها عن بقية المدن والقرى والبلدات العربية والمختلطة في بقية أنحاء البلاد، فإذا كانت مشاكل المدن والقرى العربية مسطحات البناء، أو في المدن المختلطة مخططات التهويد وعدم البناء للعرب، في يافا المشكلة أكبر بكثير، إذ يواجه أكثر من 700 عائلة أمر إخلاء من منازلهم!!! مما دفع بسكان المدينة للاعتصام في خيمة الاعتصام ضد الغلاء واحتجاجا على كل هذه المخططات لدحر العرب الفلسطينيين من يافا وتهويدها وتحويلها لبلدة للأغنياء فقط! للوقوف عند هذه الظاهرة، التقينا بعدد من الناشطين في الخيمة...

عبد أبو شحادة...معركتنا مختلفة تمامًا

من جهته يقول الشاب عبد أبو شحادة من حركة الشبيبة اليافية: "أنا أحد الشباب المتواجدين دوما في خيمة الاعتصام في يافا، والتي أثبتت أنها أكثر جدية من الخيم الموجودة في الشارع الاسرائيلي، في روتشيلد ولفينسكي وغيرهما. اليوم في يافا لدينا 700 عائلة تواجههم أمر إخلاء أو أمر هدم بيتها، منهم 550 عائلة عربية فلسطينية. لذلك فنضالنا يرتكز على المسكن. لا نحتج على غلاء البترول أو الكوتج أو أي شيء آخر، نحن لدينا مشكلة جديّة هي تهويد يافا. الحركة الصهيونية تريد تهويد يافا بشكل واضح! وكل عائلة عربية في يافا ما ان خرجت لا يمكنها العودة الى يافا، بسبب الغلاء. فالأسعار صارت خيالية جدا.

وأضاف: "المشكلة الأكبر من ذلك أنه العربي ما ان خرج من يافا لن تقبله لا تل أبيب ولا بات يام ولا حولون، ونحن نعرف عنصرية دولة اسرائيل والمواطن الاسرائيلي، فتصل القضية الى أنهم يقولون بشكل واضح أنهم يرفضون تأجير العرب! نتفق على ان النضال مشترك، ولكن ما يميّز نضالنا هو أنه نضال على الوجود العربي الفلسطيني في المركز"!!!

ويتابع أبو شحادة حديثه قائلا: "لا يوجد لدينا الى أين نذهب! اذا خرج شخص من يافا، الى أين سيذهب؟ سيترك عائلته ويذهب للسكن في المثلث أو الشمال، وحتى هناك قد لا يجد اين يسكن! اليوم هناك عائلات عربية اختارت أن تنتقل الى ما وراء الخط الأخضر!!! تخيّل أنها تترك يافا التي على البحر وهي إحدى أجمل المدن في العالم، وتختار السكن وراء الخط الأخضر..

المطلوب...مساكن شعبية

اما رامي صايغ – من يافا عضو حركة الشبيبة اليافية فيقول: "مطالب يافا قائمة قبل روتشيلد ونضال روتشيلد، على الأقل في الأربع سنين الماضية تأسست اللجنة الشعبية للدفاع عن الأرض والمسكن في يافا، ومطالبها الوحيدة كانت المسكن في يافا! هناك مخطط لتهويد يافا، هناك مشكلة هدم البيوت غير المرخصة، والتي هي بحسب القانون الاسرائيلي غير مرخصة. ولكن المشكلة الأكبر هي أوامر الاخلاء في يافا!! فأوامر الاخلاء بيافا موجودة بكميات غير طبيعية، وهناك المئات من هذه الأوامر والتي وصلت الى حوالي 700 أمر، من شركات عميدار وحلاميش المسؤولة عن المساكن الشعبية في البلاد"!!

ويتابع في رد على سؤال: "مشكلتنا تختلف قليلا عن الشمال هو أنه منذ العام 1948 صودرت كل أراضينا، ومطالبنا ليست مطالب أراضي وإنما مساكن شعبية! ويوجد في يافا مخطط لبناء آلاف وحدات السكن، ولكن حتى يتم تطبيق وتنفيذ هذه المخططات سيكون قد مرّت عشرات السنين! ونحن لا يمكننا الانتظار لأن اكتظاظ السكان بات لا يطاق! فلدينا مئات العائلات التي تطالب بمساكن شعبية، عدا عن الأزواج الشابة الذين لا يجدون مساكن لهم، فينتقلون مباشرة للرملة واللد! ففي شرق يافا والذي يقف فارغا منذ العام 1948، حتى أهل يافا يجهلون أنه هناك أراضي واسعة تابعة ليافا نفسها وليس لقضاء يافا، وهو تحت أمر بلدية تل أبيب – يافا، والتي يمكنها أن تكون كافية لحل أزمة السكن لخمسين سنة الى الأمام"!

ويواصل صايغ حديثه بالقول: "نحن نطالب أن يعطونا على الأقل حصتنا. فاذا لم يعطونا مائة بالمائة من هذه المساكن، على الأقل أن يعطونا حصتنا من السكن – نسبتنا اليوم 35% من يافا، ونطالب بحقنا"!

ويؤكد أن هناك مخططات لبناء 1000 وحدة سكن على ارض ملعب مكابي يافا سابقا، وبناء 800 وحدة سكن على أرض قبالتها، مشيرا الى أنه يوجد مخططات بناء، ولكن غير موعودة لمن تذهب! فيؤكد أن المطلب هو أن يكون لأهالي يافا أنفسهم وليس أن تكون سمسرة للأغنياء فقط!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]