لا شك ان النضال الذي يتخذه المجتمع الفلسطيني له اثر وباع طويل في حياتنا اليومية وذلك بالرغم من المصاعب والعنصرية المتزايدة يوما بعد يوم من الحكومة اليمينية المتطرفة، ولكن السيدة ماريا ابو واصل من قرية عرعرة قد اختلف نضالها عن ما هو متعارف عليه لدى الحركات القومية الوطنية في البلاد.

لقد انتقت السيدة ماريا ابو واصل الزجل الفلسطيني العريق والذي قد ورثته من ابيها منذ نعومة اظفارها لتنطلق به وتواكب في إشعارها وزجلها الحياة اليومية، التي يعيش فيها شعبنا الفلسطيني خلال الثلاثة والستون عاما الذين مضوا من الاحتلال الذي لا زال مستمرًا، لتساند فيها أمهات الشهداء الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني وفي الضفة الغربية وقطاع غزة.

أسلوب خاص وأغاني فلسطينية للأطفال من إصدارها

لم تكتفي ماريا ابو واصل بان تعبر عن ما تشعر به تجاه الاحداث اليومية التي نعيشها ونعايشها يوما بعد يوم، فقد أبت إلا ان تضع بصمتها الخاصة في اغاني الاطفال الفلسطينية التي ما زال يتذكر بعض منها الكثير منا حتى يومنا هذا رغم مشاغل الحياة التي انستنا العديد من ذكرياتنا وتراثنا الخاص.

اما عن طرق جمعها لأغانيها فقد قالت :" قد اثار خوفي ان انسى وافقد ما كتبت وما قمت بأدائه خلال السنوات الماضية، وعلى ذلك فقد قمت بجمعها بكتاب خاص يحوي كافة الأشعار والقصائد الفلسطينية القديمة، والتي تحمل بين طياتها اللكنة الفلسطينية، مواكبة فيها الأحداث التي نمر فيها يوميًا.

وتضيف: "لم يكن هدفي الشهرة او ان يذاع صيتي بين الناس وان اعرف بقدرتي على اداء الزجل الفلسطيني، بل كان هدفي ان اساند شعبي الفلسطيني المحاصر في الطرق المتوفرة بين يدي، والتي اتقنها وايقن انها لها القدرة على التغيير في نفوس الكثير ".

واكملت قائلة :" ان مثل هذه الاغاني التي قد غابت عن شعبنا في الداخل الفلسطيني قد افتقر اليها اكثير من ابناء الجالية الفلسطينية في الشتات والذين يتشوقون لسماع الأغاني الشعبية الفلسطينية، حيث صادفت عشرات المرات اتصالات هاتفية من ابناء الجالية الفلسطينية والذين طالبوني بان اغني لهم بعض الاغاني الفلسطينية بل وانهم اصروا على دعوتي الى مكان تواجدهم الا انني لم اتمكن من تلبية الدعوة".

بين معرض ومؤيد ..ولكنها تصر على توصيل رسالتها

وأكدت ابو واصل على معارضة العديد من الجهات من غنائها للأناشيد الفلسطينية ولكنها قد اصرت على اكمال مسيرتها التي قد بدأتها وخاصة بوجود مساندة من ابناء عائلتها حيث قالت:" لقد وجاهت العديد من المعارضة من بعض الاقرباء الذين ابدوا رأي الدين في غنائي، ولكني أكملت طريقي ومسيرتي التي قد بدأتها، ايمانا مني ان ما اقوم به من غناء يعّد نضالا قوميًا فلسطينيًا حرًا، وليس غناء عن الحب والعشق والغرام، بل يمكنني ان اقوم انه قد احتوى العديد من مشاعر الحب والإخلاص، ولكنه حب اقتصر على حب الارض والتمسك بها والتمسك بتراثها وعاداتها وتقاليدها".

اما اذ ما كانت لها اهداف مستقبلية تريد تحقيقها فقد اكدت ان ما تقوم به هو نضال فلا يمكن الاكتفاء بالقدر التي تقدمه لوطنها الحبيب، فلسطين، فمن واجبها الاستمرار بما هي قائمة عليه حتى اليوم،وعليها ان تواكب ما يتعرض له ابناء شعبنا الفلسطيني يوميا من خلال كتابتها للاغاني التراثية، مبررة ذلك بالطريقة الوحيدة التي يمكنها فيها من مساندة شعبها الفلسطيني.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]