إن كان لك صديق يقطن حي بيت حنينا أو شعفاط وأردت ان ترسل له رسالة، فإن الرد لن يأتيك..ذلك أن الرسالة ستعود إليك حاملة عبارة (العنوان مجهول) او أنها ستصل الى وجهة أخرى، بسبب عدم وجود يافطات تحمل أسماء الشوارع في تلك الأحياء وغيرها في مدينة القدس.

وتكمن اهمية عنونة أسماء الشوارع من أجل التسهيل على المواطنين في تلقي رسائلهم التي تصلهم من الدوائر الرسمية ومن قبل أصدقاءهم وأقاربهم في الداخل والخارج، إضافة الى تسهيل وصول الخدمات (اسعاف وانقاذ) لديهم دون شروحات مُطولة... وفي احياء القدس الشرقية يوجد أكثر من 100 شارع بدون اسماء ما سبب مشاكل عديدة لسكان في الحصول على اي مساعدة خاصة في حالات الطوارىء.

مشروع تسمية الشوارع في مدينة القدس الشرقية"

وللحديث عن "مشروع تسمية الشوارع في مدينة القدس الشرقية" التقينا مع السيد حسام وتد مدير المركز الجماهيري في بيت حنينا الذي أكد ان المشروع لا يقتصر على تسمية شوارع وأزقة في عدد من أحياء مدينة القدس، بل يمتد ليشمل ترقيم المنزل والبنايات للتسهيل على السكان.

وأوضح وتد ان بلدية القدس وافقت على هذه المشاريع بعد جهود ومتابعة من قبل المركز الجماهيري، وقال :"حاولنا مرارا اقناع البلدية بتسمية الشوارع في الاحياء العربية للحصول على الخدمات الاساسية لكن دون جدوى، مما اضطرنا الى اللجوء الى المحاكم الإسرائيلية من أجل تحصيل الحقوق الواجبة".

تسمية شوارع وترقيم منازل...

وأضاف:" لقد تم التوجه الى المحاكم الإسرائيلية وذلك بسبب سوء توزيع خدمات البريد في مناطق شعفاط وبيت حنينا، وبعد عدة جلسات كانت الحجة هي عدم وجود اسماء للعديد من الشوارع في القدس، وهنا جاء دور البلدية، والتي وافقت على تسمية الشوارع وفيما بعد ترقيم المنازل".

ويؤكد وتد على أهمية هذا المشروع حيث سيُمكن ذلك السكان من استقبال البريد بشكل صحيح ووصف اماكنهم سكناهم وسيحسن جميع جوانب الحياة، كما سيكون سهلا وصول سيارات الاسعاف وخدمات الانقاذ لديهم اذا احتاج الأمر.

التنفيذ على مرحلتين...

وأشار وتد أن المشروع سيكون على مرحلتين، الأولى نفذت قبل حوالي شهر حيث تمت تسمية شوارع بأسمائها القديمة المصادقة عليها من قبل البلدية، وصُممت اليافطات وعُلقت بالاحياء وشملت حوالي 30 شارعا في قريتي بيت حنينا وشعفاط، ويتوقع أن تُنفذ المرحلة الثانية حتى نهاية العام الجاري بالمصادقة على أسماء الشوارع التي تم اقترحها، ويبلغ عددها 70 شارعا.

اسماء الشوارع" "تراثية دينية تاريخية"...

وأوضح حسام وتد أن أسماء الشوارع التي تم اختيارها هي "تراثية دينية تاريخية"، جزء منها ما هو مُتعارف عليها بين السكان مثل حي العقبة، واد الدم، المروحة، ضاحية المعلمين، الأشقرية، مشيرا انها أسماء لأحواض اردنية، كما اقترحت أسماء أخرى لخلفاء راشدين وصحابة وفنانين بشرط عدم وجود أسماء مماثلة لها، ولشخصيات مختلفة كتوفيق زايد، ناجي العلي، واسماء كالزيتونة، صبر، رمان.. وصفات "الشجاعة، والسلام ، الايمان."

اختيار الاسماء المقبولة والسهلة...

ويقول وتد :"اعتمدنا اختيار الاسماء المقبولة والسهلة وان لا تكون معارضة من قبل البلدية فهدفنا ليس ضجة اعلامية انما للتسهيل على الأهالي"، ويقول:" وصلنا معلومات انه من الممكن رفض اسم "شارع ناجي لعلي".

الأثر الإيجابي سيظهر مستقبلا...

ويتوقع وتد أن يخدم هذا المشروع الأهالي بحيث يصبح لهم عنوانا واضحا لكل شارع وحي ومنزل، ويقول:" لن يكون أثر الخطة فوري على الأهالي، ومن الممكن ان يحتاج ذلك لسنوات لكن في النهاية سيكون الوصول الى العنوان بشكل دقيق وسهل دون الحاجة الى السؤال والاستفسار عن المكان.

ويقارن وتد بين المناطق والشوارع بالقدس الشرقية والغربية، حيث الترقيم وتسمية كل المناطق، ويقول :"ان تسمية الشوارع لن تضر ببلدية القدس، بل من الممكن ان تكون لصالحها وخدمة لها بأنها تعطي أهالي القدس الشرقية خدمات مماثلة بغربي المدينة".

ويأمل وتد أن يكون هذا المشروع مُقدمة ايجابية لتفعيل وتحقيق نتائج على أرض الواقع كبناء مدارس وتسهيل خدمات للسكان في التأمين الوطني والداخلية وعدم هدم منازل، ويقول ان تحقيق هذا المشروع هو ثمار لعمل متواصل ودؤوب ومستمر.

يافطات خاطئة...

من جانبه أوضح المهندس ناصر أبو ليل من المركز الجماهيري انه وخلال تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع تسمية الشوارع تم تعليق يافطات تحمل أسماء خطأ في كتابة الاسم بالعربية، ومن خلال متابعة المركز تم ازالتها لتصحيحها.

مشروع مماثل في شوارع القدس

وستنقل تجربة بيت حنينا وشعفاط الى العديد من الاحياء المقدسية كصور باهر والعيسوية وجبل المكبر وبيت صفافا وواد الجوز، حيث طلبت البلدية من المراكز الجماهيرية اقتراحات لاسماء شوارع ليس لها مسمى".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]