كل ما كان يحلم به الطفل جول أبو سنّة (7 أعوام) من الناصرة هو أن يقود القطار… واليوم حلمه صار حقيقة بمساعدة المتطوعات في جمعية "فرايتي"!

فيقول جول – الذي يتعافى من مرض السرطان في حديث لموقع "بكرا": " أمنيتي كانت أن أقود القطار، لأني أحب القطارات كثيرا.. شعرت بمتعة كبرى عند قيادتي للقطار.. حلمي أن أصبح سوّاق قطار".

الحلم اصبح حقيقة

هذا الحلم تحقق،  بعد أن بادرت مجموعة من الناشطات في جمعية "فرايتي" العاملات والناشطات بتأمين المساعدات والخدمات لعائلات المرضى في منطقة الشمال، الى تنظيم يوم فرح ومرح للطفل جول، وتحقيق أمنيته بأن يقود القطار… فارتسمت البسمة على وجه هذا الطفل الذي يتلقى العلاج بشكل شبه يومي منذ حوالي نصف سنة في مستشفى رمبام في حيفا، ولم يعرف لحظات سعادة كهذه منذ فترة طويلة.

وكان في استقبال جول في محطة قطار "حوف هكرمل"  نجم الأطفال "عمو خميس"، والذي فرّح جول قبل أن يحقق حلمه بقيادة القطار، فصعد بعدها على متن القطار وقاده من محطة "حوف هكرمل" الى "كريات موتسكين" ذهابا وإيابا.

من جهته يقول والد جول، وليد ابو سنّة: "جول يحب القطارات، بالنسبة له هذا شغفه في الحياة.. يحب القطارات كثيرا، حتى عندما يلعب على الحاسوب يلعب لعب قطارات، توجهت الينا جمعية فرايتي، وسألوه عن طريقة تعامله مع المرض، ومن الأمور التي قالها هي أنه يحب القطارات وأن حلمه أن يقود قطارا.. فتوّجهوا بدورهم الى المسؤولين في محطة قطار حيفا، وعيّنوا موعدا لنا كي يأتي ويقود القطار، بالنسبة لنا وله هذا أمر كبير، ولم نسمع في الماضي عن أمر كهذا.. تفاجأ لأنه لم يكن على علم بذلك، فقاد القطار، واستمتع بذلك كثيرا"… شاكرا المتطوعات في جمعية فرايتي وشركة قطارات اسرائيل لتحقيق حلم ابنه.

سعداء جدا بالمشاركة في تحقيق حلم جول

أما آفي شطريت – مدير قسم التفعيل في قطار اسرائيل فقال: "في شركة قطارات اسرائيل نحن سعداء جدا بالمشاركة في تحقيق حلم جول، توجهوا لنا من جمعية فراييتي وطلبوا أن نحقق حلم الطفل جول، وكانت هذه تجربة مميزة ليس فقط لجول وإنما لنا أيضا، فقد رأينا أنه يحب القطارات كثيرا، ولذلك حققنا له هذا الحلم، ونأمل أن نواصل التعاون مع جمعية فرايتي".

بينما قالت المبادرة لهذا اليوم ولتحقيق أمنية جول، المتطوّعة سامية عبد الرازق: " نحن تسع متطوعات في الشمال من منطقة الناصرة في جمعية فراييتي، نساعد المرضى بكل الاحتياجات الطبية الخاصة في الأمراض المستعصية ومن ضمنها السرطان... هناك حالات بحاجة لمساعدة تحوّلها لنا العاملات الاجتماعيات في المستشفيات، وبعد أن نقابل الأهل ونستمع منهم الى احتياجاتم، ونقدم هذه الطلبات لجمعية "فرايتي" التي بدورها تحاول المساعدة بتأمين هذه الاحتياجات قدر الامكان. فمثلا ولد بحاجة لعلاج أسنان يكلف آلاف السنين، الجمعية تساهم في جزء من المبلغ المطلوب"..وتضيف: "تعرفنا على جول، وخلال الحديث معه، سألته ما هي أمنيتك عندما تكبر؟ فقال أنه يريد أن يصبح سائق قطار، فقررنا كهدية لجول أن نفاجئه بالتنسيق مع قطار اسرائيل ليقود القطار، تحقيقا لأمنيته".

دعم ومساندة لمواصلة الدراسة

وقدّمت جمعية فرايتي لجول هدية إضافية هي حاسوب نقّال، ليتمكن من الدراسة واللعب عليه وقضاء وقت ممتع عند تلقيه العلاج، هذا عدا عن هدية رمزية من شركة قطارات اسرائيل والتي منحته قطارا صغيرا. وتقول عبد الرازق: "هدفنا هو مساعدة الولد وأهله للحصول على الأجهزة والمعدات الطبية التي بحاجة لها. نطلب من كل الناس، اي كان بحاجة لمساعدات أو يعاني مشاكل من اي نوع كان، أن يتوجهوا للجمعية، خصوصا وأنها جديدة في الوسط العربي، الجمعية لا تفرق بين العرب واليهود، ايضا نحب أن يكون لدينا متبرعين في الوسط العربي... وهناك العديد من المتبرعين في الناصرة دون ذكر الأسماء ونشكرهم". وتنهي عبد الرازق حديثها بالقول: "من لم يجرب العمل التطوعي وخصوصا مع الأطفال لم يجرب شيء.. مجرد اني رسمت البسمة على وجه هذا الطفل، الشعور رائع جدا... لا يوجد أمر ملزم، الكل يعمل، ولكن العمل التطوعي يتم كل بحسب مقدرته، فالهدف واحد وهو أن نساعد". وشكرت عبد الرازق موقع بكرا على دعمه للجمعية ونشاطاتها، وتغطيته أخبارها بشكل دائم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]