رغم الوضع الأمني الهش الذي تمتاز به العاصمة الأفغانية كابول، ورغم حالة عدم الاستقرار التي تشهدها الساحة الأفغانية، الا ان موضوع حقوق الأنسان يشغل بال المسؤولين هناك، ولذلك فقد عقدت دورة لتدريب كوادر الهيئة الوطنية الافغانية لحقوق الانسان لبناء ديوان مظالم داخل الهيئة لتلقي شكاوي المواطنين حول ممارسات جهاز الشرطة.

والمثير في الموضوع أن يكون أحد المدربين فلسطينياً والآخر بريطاني..فعن الجانب الفلسطيني رشحت الهيئة المستقلة لحقوق الانسان المحامي فريد الاطرش مدير الهيئة في جنوب الضفة الغربية ليقوم بالمهمة، كون الهيئة الفلسطينية من أقدم الهيئات الوطنية لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط، بحيث تم الاختيار من قبل الشرطة الاوروبية مدربٌ من أوروبا وآخر من المجتمع العربي الاسلامي.

نقل التجربة الفلسطينية..

وعن الدورة ومشتركيها تحدث المحامي فريد الأطرش لمراسلة موقع بكرا بالقدس، مشيرا في بداية حديثه أن الدورة عقدت على مدار 7 أيام (من أواخر تشرين أول حتى بداية شهر تشرين الثاني)، حيث نَقَل خلالها خبرات الهيئة الوطنية الفلسطينية بتلقي الشكاوى وكيفية التعامل معها، إضافة الى زيارات السجون وكيفية التأكد من سلامة الاجراءات القانونية، وتطوير تلقي الشكاوى، والعلاقة بين الهيئة الوطنية والشرطة الفلسطينية، لما فيه مصلحة للمواطن.

المشاركون...

وأوضح المحامي الأطرش انه يوجد هيئة وطنية أفغانية لحقوق الإنسان لكن لا يوجد ديوان مظالم، فالدورة التي نُظمت كانت عبارة عن مُساهمة وبداية العمل لتأسيس هذا الديوان، مُشيرا الى مشاركة ممثلين عن الشرطة الأفغانية، ومسؤولي دائرة التفتيش في الشرطة الأفغانية، ودائرة الرقابة في الشرطة، إضافة الى مسؤولي الوحدات في الهيئة الوطنية الافغانية والتي كانت الدورة تستهدفهم بشكل أساسي.

الهئية الوطنية الفلسطينية والبريطانية


وعن الفرق بين الهئية الوطنية الفلسطينية والبريطانية حيث شارك في التدريب- مسؤول ديوان مظالم الشرطة البريطانية مايكل نيمبو-أوضح المحامي الأطرش :"يوجد فرق واحد بينا وبين بريطانيا فلا يوجد بفلسطين صلاحيات لاستدعاء أفراد الشرطة والتحقيق معهم، في حين يتوفر ذلك في بريطانيا، بشروط محددة وظروف خاصة".

مشيرا ان الهيئة الفلسطينية تسعى بالتعاون مع الشرطة الفلسطينية على اصدار مذكرة تفاهم للاطلاع على ملفات التحقيقات التي تجريها الشرطة .

لقاء مع مساعد وزير الداخلية الأفغاني..

وأوضح المحامي الأطرش انه التقى مع مساعد وزير الداخلية الافغاني والذي ابدى استعداده لتعزيز ومواصلة سبل التعاون حول حقوق الانسان بين فلسطين وافغانستان وابدى استعداده لتقبل التجربة الفلسطينية في تطوير مفهوم حقوق الانسان في افغانستان.

اهتمام بنقل التجربة الفلسطينية رغم الهواجس الأمنية


وأعرب الاطرش عن ارتياحه لنقل الخبرة الفلسطينية رغم صعوبة التجربة بسبب الهاجس الأمني من حصول تفجيرات من قبل حركة طالبان، وقال ان الشعب الافغاني يعاني من انتهاكات في حقوق الانسان بشكل كبير، فهو بين الاحتلال الاجنبي والتفجيرات في شوارع البلاد.

وكانت رسالة المحامي الأطرش ان يعم السلام والأمن ويسود القانون في افغانستان ويعيش الشعب براحة وأمان.

الهيئة الوطنية الفلسطينية

وعن الهيئة الوطنية الفلسطينية التي تعنى بحقوق المواطن الفلسطيني أعطى المحامي الأطرش نبذة عنها..وقال :"أُنشئت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان بقرار ومرسوم صادر عن الرئيس الراحل ياسر عرفات رحمه الله، بتاريخ 30/9/1993، وتحددت مهام ومسؤوليات الهيئة على نحو متابعة وضمان توافر متطلبات صيانة حقوق الإنسان في مختلف القوانين والتشريعات والأنظمة الفلسطينية، وفي عمل مختلف الدوائر والأجهزة والمؤسسات في دولة فلسطين، ومنظمة التحرير الفلسطينية".

واضاف :"تقوم الهيئة بصفتها الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان وديوانٍ للمظالم بمتابعة وضمان توافر متطلبات صيانة حقوق الإنسان في مختلف القوانين والتشريعات الفلسطينية، وفي عمل مختلف الدوائر والأجهزة والمؤسسات في السلطة الوطنية الفلسطينية، ويتسع نطاق عمل الهيئة ليشمل التعامل مع قضايا انتهاكات حقوق الإنسان، والشكاوى التي يقدمها المواطنين بشأن الانتهاكات المتمثلة بحقوق الإنسان، والتي تقع على المواطن من قبل السلطة التنفيذية، ونشر الوعي القانوني والرقابة على التشريعات والسياسات الوطنية، ومدى مواءمتها للمعايير الدولية الخاصة بحقوق الإنسان".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]