لم يمضِ أيام قليلة على فاجعة حادث السير جبع والتي راح ضحيتها 6 أطفال فلسطينيين ومعلمتهم جراء انقلاب حافلة المدرسة التي كانت تقلهم واحتراقها، إلا أن السائقين الفلسطينيين ما يزالون يستهترون بقوانين السير ولم يتعظوا من حادثة جبع.

فما حدث اليوم كان أبرز مثال على ذلك، حيث قام ضابط شرطة مرور في مدينة أريحا صباح اليوم، بإيقاف مركبة خصوصية لإجراء فحص أوراق الثبوتية للسائق والمركبة، إلا أنه تفاجأ بأن السيارة كانت مكتظة بركاب، حيث كانت تحمل 13 شخصاً وجميعهم من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الـ5 سنوات.

ويبدو بأن هذه المركبة، والتي تتسع لثمانية ركاب فقط، اعتادت نقل الطلبة مع مربيتهم من منازلهم إلى إحدى المدارس في المدينة.
هذا وحضرت دورية شرطة مرور أخرى لتقديم المساعدة، وإنزال الطلبة من المركبة، فتبين لهم بأن من بين الـ13 كان هناك 3 أطفال موجودين خلف المقاعد الخلفية، وكانوا واقفين طوال المسافة التي قطعوها ما بين الأحياء والطرقات، ومتشبثين بأطراف هذه المقاعد العالية.

من يتحمل مسؤولية هذا الاستهتار؟

تطرح العديد من الأسئلة حول من يتحمل مسؤولية الاستهتار عندما يتعلق الأمر بحوادث السير وأسبابها، فهل القوانين الفلسطينية والمراقبة ليست كافية؟ أم أن المواطن الفلسطيني غير مكترث بحياته؟

فقد حملت الشرطة الفلسطينية في بيان لها، الأهالي المسؤولية لما حدث في أريحا اليوم مضيفاً، "كيف سمح أولياء أمور الأطفال بهذا الوضع الخطير لفلذات أكبادهم؟ الم تشاهد والدة ذلك الطفل أو والده أن السائق يفتح الباب الخلفي للمركبة ويضع هذا المسكين الذي لا حول له ولا قوة، خلف المقاعد الخلفية واقفاً طوال الطريق وحتى الوصول للروضة".

وأشارت الشرطة في بيانها، "شرطة المرور تنفذ الحملات المرورية الواحدة تلو الأخرى أمام مجمع المدارس تقريباً، وهي تنتشر ما قبل الساعة السابعة صباحاً، حتى تراقب حركة السير، وتدفق الطلاب إلى مدارسهم، وكشفنا العديد من الخروق والتجاوزات، وأوقفنا المخالفين، وحجزنا العديد من المركبات والحافلات، ولكن فوجئنا بهذه الحالة اليوم".

وأضاف "الشرطة تكثف من وجودها وعلى مدار الساعة، للتأكد من التزام مستخدمي الطريق بقوانين المرور، وسنشدد الإجراءات المتبعة مع المخالفين، وسننفذ حملات توعية إضافية في المدارس ورياض والأطفال حول السلامة المرورية، ونهيب بالمواطنين مساعدتنا والإبلاغ عن أي تجاوزات تحدث من قبل السائقين في مثل هذه الحالة التي ضبطناها اليوم".

أما فيما يتعلق بحادثة جبع، يقول محافظ القدس عدنان الحسيني، إن التجاوزات الخاطئة للسائقين إضافة إلى تجاوز السرعة المحددة على الشوارع كانت السبب الرئيسي لوقوع الحادث. مضيفاً، إن السلطة تعمل على إنشاء ثلاثة مراكز للدفاع المدني في منطقة الرام وبيرنبالا وأبو ديس لتوفير الخدمات للمواطنين في حالات الطوارئ.

يذكر أن العديد من الأهالي والمواطنين الفلسطينيين قد حملوا إدارة المدرسة مسؤولية الحادث، خاصة وأنها نظمت رحلة مدرسية في جو ماطر.
هذا وقد سجلت دوائر المرور في محافظات الضفة المختلفة منذ بداية الأسبوع الجاري، أكثر من 20 حادث سير، تسبب حتى الآن إلى إصابة 15 فلسطينياً. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]