تتعرض الحياة الزوجية في بدايتها لبعض المشاكل التي يمكن أن تمر بسلام، أو تكون سببا في حدوث أبغض الحلال.

الإحصاءات الصادرة عن إدارات التوثيق الشرعية في وزارات العدل العربية العام الماضي أظهرت زيادة ملحوظة في عدد حالات الطلاق في الأشهر الأولى التي تلي الزواج.

فعلى سبيل المثال هناك أربع من أصل عشر زيجات في الجزائر ينتهي بها المطاف إلى الطلاق بعد عام من عقد القران.

وكشفت هند بومشمر أن 50% من حالات الطلاق في سلطنة عمان تتم في الأشهر الأولى من الزواج، وفي المقابل تبلغ هذه النسبة 65% في المملكة العربية السعودية التي شهد فيها معدل الطلاق عموما خلال العام الماضي ارتفاعا بنسبة 20% مقابل الأعوام السابقة.

وما زالت الإمارات العربية المتحدة تحتل المرتبة الأولى في نسبة الطلاق بمنطقة الخليج؛ إذ وصلت إلى 36%.

وفي المغرب كشفت إحصائية حديثة لوزارة العدل المغربية عن ارتفاع نسبة الطلاق نحو 80%، وكشفت دراسة أخرى أن المجتمع الجزائري يشهد يوميا عشر حالات طلاق من جميع الفئات الاجتماعية، مع العلم أن فئة الشباب هي الأكثر تضررا.

أسباب الطلاق

وحول هذا الموضوع، أكدت سلطانة نعيم - خبيرة التنمية الذاتية وإدارة المهارات القيادية - أن العمر والخبرة الحياتية والوضع المادي للمتزوجين لهم دور أساسي في إكمال الحياة الزوجية أو فشلها، مشددة على أهمية أن يوضّح الإنسان لنفسه الدافع من وراء الزواج، فلا بد أن يكون لديه رغبة حقيقية في بناء أسرة.

وأشارت إلى أن الفروق الفطرية بين شخصياتنا تلعب دورا كبيرا في زيادة معدل الطلاق، مؤكدة على أهمية أن يدرك كل إنسان أن لكل شخص أولوياته وطموحاته، وإن لم يتم فهم هذا الأمر فمن المؤكد أنه سوف يؤثر على استمرارية الزواج.

ونصحت المرأة بأن تقدم لزوجها ما تتمنى أن يمنحها هو لها، وأن تتطلع له بعين الاحترام، ناصحة بعدم التعجل في عقد القران حتى يتم تفهم الطرف الآخر خشية من انتهاء الأمر بالطلاق.

ومن جانيها، كشفت د. هبة قطب -أستاذة الصحة الجنسية والاستشارات الزوجية- أن كثيرا من البنات يفضلن لقب مطلقة أكثر من عانس ولكنهن لا يسعين إلى الطلاق بعد عقد القران، مضيفة أنهن يعانين من قلة الثقافى والوعي الكافة حول طبيعة العلاقة الحميمية، الأمر الذي يؤدي إلى الطلاق.

ودعت المقبلين على الزواج بالاشتراك في الدورات التوعوية لفهم العلاقة الحميمة ومعرفة احتياج كل طرف من العلاقة، رافضة أن يلقي كل طرف اتهامه على الآخر.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]