يخضع للعلاج في مستشفى "وولفسون" في حولون (جنوب تل أبيب) عامل رافعة ("ونش") في الأربعين من عمره، اثر إصابته بجلطة دموية ناجمة عن انضمام (انغلاق) رئوي خطيرة، نتيجة لجلوسه المتواصل، على ارتفاع شاهق- حسب توصيف الأطباء.

وقد بدأ الرجل المذكور، الذي عمل في الأسابيع الأخيرة في مواقع بناء في أشدود ويفنه (جنوب)، يعاني من ضيق في التنفـّس، فاستغرق صعوده إلى مقصورة (كابينة) الرافعة البالغ ارتفاعها ستين مترا ً – خمسا ً وعشرين دقيقة! وقبل أيام تدهورت حالته كثيرا ً، فنقل إلى المستشفى لتلقي العلاج في قسم العناية المكثفة.

وتوصيفا ً لهذه الحالة، قال طبيب خبير في مستشفى "وولفسون" أن الرجل لم يكن مصابا ً قبل ذلك بأي مرض، لكن الجلوس المتواصل في مقصورة الرافعة الشاهقة الارتفاع، دون حراك تقريبا ً، أدى إلى نشوء الجلطة التي سدّت مفصل شريانين في الرئتين، بشكل شبه كامل، فأعطي دواء لإذابة الدم المتخثر، وتحسنت حالته كثيرا ً، لكنه أبقى لمواصلة المراقبة والعلاج، تحسـّبا ً من انتقال الجلطة إلى القلب.

خطورة العملية الجراحية

والمتعارف بين خبراء الطب أن العملية الجراحية لإزالة الدم المتخثر لا تجرى إلا في الحالات القصوى، الحرجة، واحتمالات نجاحها ضئيلة وتشكل خطرا ً جديا ً على حياة المصاب. وتشخـّص أعراض هذه الحالة (الجلطة) بحدوث ضيق في التنفس ، وأحيانا ً النبض السريع للقلب، والتعرّق والشعور بآلام في الصدر وانتفاخ في الرجلين حيث يكون الدم المتخثر.

ووصف العامل المصاب حالته بالقول انه ظن في البداية انه مصاب بالتهاب في الرئتين، ولم تشخـّص الجلطة عنده إلا بعد مرور وقت. وأضاف أن عمله على الرافعة يقتضي جلوسه في المقصورة ما بين 12 -16 ساعة في اليوم ، دون حراك تقريبا ً وقال أيضا ً انه سيحاول بعد الآن المواظبة على الرياضة البدنية والمشي والتنزه والتجوال "وإذا وجدت المال الكافي فسأشتري دراجة هوائية لضرورات النزهة والركوب" - كما قال.

إسرائيل: (12) ألف حالة وفاة بالجلطة

وتجدر الإشارة إلى أن دول الغرب، بما فيها إسرائيل، تشهد هذه الأيام ، وعلى مدى شهر كامل، فعاليات تهدف إلى التوعية لأعراض الجلطة، وهي فعاليات بدأت عام 2003، حين مات مراسل شبكة "ان.بي.سي" الأمريكية، ديفيد بلوم، بالجلطة، خلال تغطيته للعدوان على العراق في آذار مارس من ذلك العام ، حيث فسّر الأطباء وفاته بأنها نجمت عن جلوسه في العربة المصفحة التي كان يتنقل بها لضرورات العمل الصحفي، ساعات طوالا ً، دون حراك تقريبا ً.

وتفيد المعطيات الرسمية بأن (12) ألف مريض يموتون سنويا ً في إسرائيل، بسبب المضاعفات الناجمة عن إصاباتهم بالجلطة الدموية، ويبلغ مجمل المصابين بالجلطة سنويا ً (42) ألفا ً و (500) شخص يتعالجون في أقسام الأمراض الباطنية والأطراف (اورتوبيديا) والجراحة.

ويعزو الخبراء كثيرا ًمن هذه الحالات إلى نمط الحياة العصري الذي يتمثل في الجلوس المتواصل أمام التلفاز والحاسوب، وفي قلة الحركة وإهمال الرياضة البدنية.

وتجدر الإشارة إلى أن أول حالة شخص فيها الأطباء الإسرائيليون جلطة دموية ناجمة عن الأسباب والعوامل المشار إليها (الجلوس المتواصل أمام الحاسوب) كانت تخص مواطنا ً (33 عاما ً) من تل أبيب يعمل في التصميم الغرافي (غرافيكا)، وذلك عام 2006.

وفي العام التالي (2007) سجلت حالتا وفاة بالجلطة، لسيدتين شابتين في العشرينات من العمر ، وقد علم أن احديهما، وعمرها (22) عاما ً، قد توفيت خلال فترة استعدادها للامتحان في الجامعة ، حيث عكفت على الدراسة والمراجعة ساعات طوالا ً، دون حراك تقريبا ً، علما ً أنها كانت معرّضة صحيا ً ووراثيا ً للإصابة بالجلطة، وقد كانت في حينها تتناول حبوبا ً لمنع الحمل، وهذا واحد من أهم أسباب تكوّن الجلطة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]