نَظمتْ جمعية مُكافحة السرطان، اليوم الأربعاء، يومًا دراسيًا حوّل، سرطان الأمعاء الغليظة والرئتين، اكتشاف، علاج ودعمْ، في فندق العين في الناصرة، وتولى عرافة اليوم السيّد فاتن غطاس- مدير فعالياتْ جمعية مُكافحة السرطان في المُجتمع العربي. وتضمن اليوم الدراسي، سلسلة من المُحاضراتْ، التي قدمها أطباء مُختصون بمعالجة الأمراض السرطانية. وقد حظيّ اليوم الدراسي بإقبالٍ واسعٍ من قبل الجماهير، الأمر الذي يدُل على حاجة مجتمعنا لمثل هذه الأيام الدراسية، والزيادة في وعيه للوقاية من هذه الأمراض، وهذا يعود أيضًا للدور الفعال والمتفاني الذي تعمل عليه جمعية مُكافحة السرطان بشكلٍ عام، وخاصة في المجتمع العربي، تحت إشراف السيّد فاتن غطاس.

تشخيص 3000 حالة اصابة بسرطان الأمعاء 

ويُعتبر سرطان الأمعاء الغليظة ثاني أكبر الأورام انتشارًا بين سُكان إسرائيل، ويأتي بعد سرطان البروستاتا عند الرجال، والثدي عند النساء، ويظهر عند النساء والرجال بنسبة مُتشابهة. وقد تم تشخيص ما يُقارب من (3000) حالة مُصابة بسرطان الأمعاء الغليظة في إسرائيل خلال السنة الأخيرة، وقد تسبب المرض بوفاة (1500) حالة خلال السنة الأخيرة أيضًا! وذلك وفقًا لمُعطيات سجل السرطان الوطني، ويُلاحظ انتشار المرض لدى الفئة العُمرية من سن (50) عامًا فما فوق، ويزداد خطر الإصابة به مع التقدم في السن. لذلك من المهم استجابة المواطنين لطلب وزارة الصحة في التوجه إلى المستشفيات وصناديق المرضى ( كوبات حوليم)، لإجراء الفحوصات الخاصة، بُغية في الكشف المُبكر عن المرض، لأن احتمالية الشفاء منه قد تصل إلى نسبة (90%) ، وذلك بفضل العلاج الجراحي.

د. أبو حاطوم، النهج السليم والتغذية السليمة في جسمٍ سليم..

وشمل اليوم الدراسي، عدة مُحاضراتٍ قدمها نُخبة من الأطباء والمختصين في أمراض السرطان وعلاجها، وقد ألقى د. أُسامة أبو حاطوم- نائب وحدة الجراحة في المركز الطبي " هعيمك العفولة"، مُحاضرة عن المُعالجة الجراحية والكشف المُبكر عن سرطان الأمعاء الغليظة"، وتحدث عن الأمعاء الغليظة ( المُستقيم)، التي تُعتبر الجزء الأخير في الجهاز الهضمي، الذي تصل إليه فضلات الطعام المهضوم وغير القابل للهضم، بعد مرورها في المعدة والأمعاء الدقيقة، ويتم في داخل المعي الغليظ امتصاص بقايا السوائل، وأستعرض د. أبو حاطوم خلال المُحاضرة أن هُناك نوعان من الأورام في المعي الغليظ، حميدة- غير سرطانية، وأورام خبيثة- سرطانية.

ويُعتبر الورم الحميد، نتوء على الجدار الداخلي للمعي الغليظ باتجاه تجويف المعي، ومن المحتمل أن يتطور بعضها لتصبح مستقبلاً ورمًا خبيثًا في حال لم يتم الوقاية منها. بينما الأورام الخبيثة- السرطانية، فهي تكون مبنية من خلايا تنقسم بشكل عشوائي، ونتيجة لانقسامها هذا تكوّن كُتلة من الخلايا المتسمة بالورم الخبيث، ويُمكن أن تخترق هذه الخلايا جدار المعي لتنتشر في تجويف البطن وفي أعضاء أخرى في الجسم، وقد تظهر في جميع أجزاء المعي الغليظ، وتُكشف غالبيتها في الجانب الأيسر للمعي وفي الفتحة الشرجية.

مُسببات الأورام في الأمعاء..والأعراض التي تستوجب الفحص الطبي

وقال د. أبو حاطوم أن تضاعف حالات الإصابة في أمراض السرطان بشكل عام وخاصة سرطان الأمعاء الغليظة يعود إلى سلوك حياة الشخص، وقال أن سرطان الأمعاء الغليظة يختلف عن باقي أمراض السرطان، كونه يتعلق في السبب الأول إلى نمط حياة الإنسان والتغذية السليمة، إذ نصح في الابتعاد عن الدهنيات والمنتجات الحيوانية وتناولها بشكلٍ مُفرط، وقال أن هُناك ثمة مرضى يُلاحظ أن السبب الرئيسي في إصابتهم هو يعود لأسباب وراثية إذ تصل نسبتهم إلى (15%)، إذ تبيّن أن نسبة الإصابة بالمرض لدى أقارب الأشخاص الذين أُصيبوا بسرطان المعي الغليظ، كوالديهم أو أخوتهم وأبنائهم، هي أعلى منها لدى عموم السكان.

د. سالم بلان: اكتشاف الورم مُبكرًا يمكننا من منع تطوره وانتشاره

بينما تحدث د. سالم بلان- مدير وحدة الأورام في مستشفى العائلة المُقدسة في الناصرة، عن آخر المُستجدات في العلاج"، عن الاكتشاف المُبكر لمرض سرطان الأمعاء الغليظة يؤدي أحيانًا إلى منع تطور المرض، وأن هُناك عدة طُرق للتشخيص، منها، فحص اكتشاف الدم الخفي في البراز، وهو فحص بسيط لا يحتاج إلى أدوات إلى أعماق الجسم، ويوصى به لجميع المواطنين في القيام به ابتداءً من عُمر (50) عامًا، حسب توصيات وزارة الصحة، بشكل سنوي حتى عمر (75) عامًا، وهذا الفحص يُقدم مجانًا في جميع صناديق المرضى، وهو سهل التنفيذ. ويهدف إلى اكتشاف آثار دم في البُراز لا تُرى بالعين المُجردة. كما وأكد د. بلان خلال محاضرته على نهج الحياة الصحي الذي يُساعد على الوقاية من المرض، في تناول الأكل الصحي والمُفيد، والتقليل من أكل الدهون الحيوانية، والامتناع عن التدخين، والقيام بالنشاطات الجسمانية بشكل منتظم قدر الإمكان.


وقد تخلل اليوم الدراسي، مُحاضرةً قدمها د. عبد اغبارية – مدير مركز علاج الأورام في صندوق المرضى العام " كلاليت"، وهو مختص كبير في المركز الطبي رمبام، عن سرطان الرئتين، الذي يُعتبر من أكثر الأمراض انتشارًا في البلاد والعالم، وتحدث عن أسباب الإصابة بالمرض، وخص التدخين الذي يُعتبر السبب الأول والرئيسي، وتحدث عن سُبل الوقاية من المرض وأهمية الابتعاد والتوقف عن التدخين، إذ تصل نسبة المدخنين إلى 49%، وهذه نسبة خطيرة جدًا.

السيّد فاتن غطاس: نحن بحاجة إلى معركة قومية ووطنية لمحاربة التدخين

وفي حديثٍ مع مُدير فعاليات جمعية مُكافحة السرطان في المجتمع العربي السيّد فاتن غطاس قال: لقد تم خلال اليوم الدراسي طرح الكثير من المُستجدات المتعلقة في قضية العلاج من أمراض السرطان، وخاصة سرطان الأمعاء الغليظة، ومرض سرطان الرئة، وذلك من الجانب الوقائي والعلاجي، ونحن اليوم متواجدين هُنا للإجابة على تساؤلات المرضى وأقرباءهم الذين قدموا خصيصًا للاستفادة من المحاضراتْ.

وأشار غطاس، أن الأمر المُهم الذي أريد الإشارة إليه أن نسبة الأشخاص الذين يشفوا من أمراض السرطان تصل إلى نسبة (63%)، وهذه نسبة عالية ومهمة، ووصلت نسبة الأشخاص المتعالجين في إسرائيل من أمراض السرطان إلى أكثر من مليون شخص، كما شددنا خلال اليوم الدراسي، على أهمية الكشف المُبكر لسرطان، والقيام بالفحوصات المُبكرة اللازمة التي يتم التوصية عليها، إلى الجانب الحرص على سلوكياتنا، الغذائية ونمط حياة سليم، الذي يُشكل عامل هام في صحتنا وسلامتها، سلوكياتنا اليومية للأسف سيئة اتجاه صحتنا.

كما وتطرق غطاس إلى أهمية الامتناع عن التدخين، الذي اعتبره مرضًا أكثر من عادة وسلوك، إذ أشار إلى النسبة المتزايدة بين أبناء مجتمعنا في التدخين والتي تصل إلى ما يُقارب (50%) من مجمل عدد السُكان، وهذا أمر خطير، ويجب مُحاربة التدخين، ونحن بحاجة إلى معركة قوميّة ووطنية لمحاربة التدخين، لأنه آفة تضرب المجتمع العربي بشكل واضح ومستشرية فيه.

وقد عبر في نهاية الحديث، عن سروره بالمُشاركة الواسعة من قبل المدعوين، حيث شارك المرضى وذويهم، خلال يوم الدراسي، وهذا يدل على حاجة مجتمعنا لمثل هذه الأيام التي ترد عليهم بالفائدة والتوعية، وقد شكر لهم هذه المُشاركة الذي يتمنى أن أتت لهم بالفائدة وتكون بشكل دائم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]