سؤال:

معلمتي المحترمة،

أنا رجل متزوج منذ ثماني سنوات. إنني منذ ومدة لم أستطع فهم ما يحصل مع زوجتي من حالات ليست على ما يرام. لقد تأكدت في الآونة الأخيرة بأن كل المشكلة تكمن فقط بالمال والمشتريات غير العادية. مشكلتي الثانية هي بأنها عصبية جدا. نحن نتشاجر بقسوة أمام أطفالنا بالرغم من محاولاتي الكثيرة إبعادهم عن ساحة خصامنا. ما أكشف لك عنه من متاعب هو جزء بسيط جدا مما أعاني منه. أرجوك عدم الرد على بريدنا الإلكتروني لأنني لا أريد أن أكشف مبادرتي لزوجتي.

الجواب:

لا شك بأنك مقهور وتعاني. ليس من شك بأن زوجتك هي أيضا تعاني. لكنني قلقة على أسلوب تعاملك مع المشكلة. أنا لا أتفهم كتمانك طلب المساعدة عن زوجتك. إنني أقدر اهتمامك وقلقك على صحة أسرتك ولكنني لا أعرف سببا للاستشارة بالخفية عن شريكتك وأم أطفالك.

هل عدد سنوات زواجك غير كافية لطلب المساعدة وعلى المكشوف؟

ثماني سنوات زواج هي رصيد ليس بالقليل لعلاقتك الزوجية. هذا الرصيد يؤشر على علاقتك الزوجية بأنها تمر بصعوبات غير بسيطة. أطفالكما يسمعون ويرون. أنت تستغيث ولكن بالخفية وكأنك تخاف من شيء ما. بينما شجاركما مستمر، علني ويصل لأقسى وأقصى درجاته. هذا دليل على وضوح سافر بأن علاقتكما أصابهما مكروه وهي لا شك شائكة وتحتاج لعلاج سريع عن طريق الاستشارة. الاستشارة العلاجية ليست عيبا. العيب هو طلب المساعدة بالخفية عن الشريك الآخر. أنت لا شك تقصد الخير لإنقاذ حياتك الزوجية. لكنك من جهة تريد الحل للتسوية ومن جهة أخرى تستغيب زوجتك ولا تسألها مشاركتها.

مصارحة زوجتك بنيتك الاستشارة بهدف التصحيح والتوفيق بعلاقتكما الزوجية لا يؤزم العلاقة. طلبك منها مشاركتك وفتح المجال لها بحرية الاختيار هو حق لها.

هل الاستشارة تحتاج موافقة الشريكين؟

في أحيان كثيرة كما حالتك يهتم أحد الشريكين بإيجاد حل للتسوية ولكن بعد أن يحاول مرارا وتكرارا إقانع الشريك بالمشاركة. هذا الذي من الطبيعي أن يحصل بين الشريكين قبل التوجه الفردي. حين يرفض الطرف الآخر المشاركة بعد استخدام جميع الطرق والسبل المستحبة يتوجه للاستشارة الفردية بعد أن يخبر الطرف الآخر بخطوته. من المهم وضوح نواياك وصدقها وليس العمل بالخفية والاستراق. هدف خطوتك اللجوء للاستشارة هو سلامة العلاقة وإيجاد سبل للتوفيق.

هل شكوى الزوج يساعد؟

بالطبع يساعد ولكن بعد أن يوضح الزوج لزوجته أسبابه وحجته حين ترفض هي مرافقته طبعا. المهم هو إعلام الزوجة المسبق بالخطوة الفردية. الإعلام هدفه الشفافية بالعلاقة الزوجية.

الشكوى تساعد الزوج وتعمل على تنفيسه من ضغوطه التي يعاني منها. كما يحصل هنا. بعد الشكوى والتنفيس يحتاج الزوج لتوسيع مجال رؤيته ليصبح بوقع مغاير وجديد.

كان يركز فقط على سلبيات صفات زوجته ولم ينتبه بأنه هو أيضا لديه الكثير من الصفات السلبية والمزعجة.

كان يصوّر نفسه الضحية ولكن بعد التفريغ سوف تتغير الصورة. الاستشارة تجعل رؤية الشريك أوسع وأوضح. حالة الوضوح تدعوه للعمل على إيجاد مخارج لإصلاح ذلك التشويش.

ربما أيضا وبعد التنفيس عن الضغوط تنكشف بعض خفايا إيجابية لم يلحظها الزوج من قبل ولها تأثير إيجابي على تقوية العلاقة الإيجابية أو على فسخها لأجل سلامة الجميع وخاصة الأطفال.

تطور شخصية الأطفال بظل بجو متفهم تكون أسلم لهم من معاناة متواصلة لا يسودها الاحترام والتقبل.

وأخيرا أتمنى لك النجاح بإقناع زوجتك للجوء إلى استشارة مشتركة مبنية على هدف التغيير الإيجابي.

---------------------------------------------------------

إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري"
عنوان موقعي الاكتروني: www.darelham.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]