تبين المعطيات الرسمية التي تلخص العام المنصرم عام 2013 في المركز الوطني لزراعة الأعضاء البشرية التابع لوزارة الصحة، تبين ان هناك ارتفاع ايجابي ملحوظ في عدد الموقعين على بطاقة التبرع بالأعضاء وعدد المرضى الحاصلين على أعضاء بشرية من أشخاص متوفين أو من أشخاص أحياء، كمان تبين المعطيات أيضا أن هناك ارتفاع في عدد الأشخاص الأحياء الذين قاموا بالتبرع بأعضاء بشرية لأشخاص آخرين (غالبا ما يكونوا أقربائهم) إضافة إلى أن هناك ارتفاع كبير في نسبة الأشخاص الذين وقعوا على بطاقة أدي- للتبرع بالأعضاء البشرية، أي أن هناك ارتفاع ملحوظ في الوعي لموضوع التبرع بالأعضاء البشرية لدى الجمهور في البلاد.

ومن أصل 143 حالة وفاة دماغي (أي غيبوبة كاملة) وافقت 80 عائلة بالتبرع بأعضاء أبنائها المتوفين سريريا، وكانت موافقة الأهل في كافة الحالات بهدف إنقاذ حياة مرضى آخرين ينتظرون زرع عضو بشري لإنقاذ حياتهم وتمكينهم من العيش بعد عملية الزرع، أما العائلات التي امتنعت عن المصادقة بالتبرع بأعضاء أبنائها المتوفين فقد عللت ذلك بدوافع دينية ورفضها المس بجثة المتوفي.

رقم قياسي في التبرع

في العام 2013 وصلت نسبة الحاصلين على تبرع عضو بشري إلى رقم قياسي جديد حيث حصل 392 مريض على تبرع بعضو بشري أي بنسبة تزيد عن تبرع بعضو بشري كل يوم، وتعود هذه النسبة بسبب الارتفاع ف الوعي ورغبة الجمهور بالتبرع لإنقاذ حياة مرضى آخرين، وأيضا إلى ارتفاع في عدد الأحياء المتبرعين بكلية وهم ما زالوا على قيد الحياة، ومن أصل 134 عملية زراعة كِلية في المستشفيات المختلفة في البلاد كانت 104 عمليات تبرع بكِلية من أشخاص أحياء تبرعوا لأقربائهم المحتاجين لزراعية كِلية بسبب مرض وفشل كلوي. أما 30 عملية زراعة كِلية فقد تمت بسبب تبرع أهالي أشخاص توفوا وعائلاتهم قررت التبرع بأعضائهم رغم أن ليس لهم أي علاقة أو صلة مسبقة مع عائلة المرضى الذين حصلوا على التبرع . وقد تم إجراء 637 عملية زراعة قرنيات في العيون، أما عدد المنتظرين اليوم فهو 769 شخص.

وقد تم تقديم 109 مرضى محتاجين لعملية زراعة عضو بشري في دور الانتظار من أصل 248 مريض وذلك بسبب توقيعهم المسبق وقبل أن يصابوا بالمرض، على بطاقة التبرع بالأعضاء البشرية "بطاقة أدي" الأمر الذي لا شك فيه ساعدهم في التقدم في دور الانتظار الطويل للحصول على تبرع.

أما عدد المنتظرين لزراعة أعضاء بشرية فهناك انخفاض في عدد المنتظرين من 1114 في العام 2012 إلى 1075 في العام 2013 الذي اختتم برقم قياسي في نسبة الموقعين على بطاقة التبرع بالأعضاء - أدي حيث وصل عدد الموقعين إلى 90.224 شخص، أما العدد الكلي المسجل للموقعين في البلاد فهو 787.087 شخصا.

الأطباء يؤكدون: ارتفاع وتجاوب 

وفي هذا السياق قالت الدكتورة تمار اشكنازي، المديرة العامة للمركز الوطني لزراعة الأعضاء البشرية "بطاقة أدي" الارتفاع الملحوظ في عدد الموافقين على التبرع بالأعضاء البشرية هو ارتفاع ايجابي بالرغم من أن الموضوع ليس سهلا على العائلات التي تقرر التبرع بأعضاء أبنائها المتوفين. إلا أن القرار هو قرار شجاع ونابع من نظرة إنسانية حقيقية، وهذا الارتفاع هو نتيجة لاستثمار كبير من قبل المركز الوطني لزراعة الأعضاء البشرية وطاقم الموظفين العاملين في المركز وخاصة منسقين زراعة الأعضاء في المستشفيات المختلفة" وأضافت الدكتورة اشكنازي :"الجمهور اليوم على وعي ودراية أكثر من سنوات سابقة أن الشخص المصاب في موت دماغي لا يمكنه أن يعيش وإقرار الموت الدماغي يتخذ من قبل طاقم أطباء ومهنيين تم تعيينهم وفق القانون وحتى بعد اتخاذهم مثل هذا القرار يتم فحصه من قبل مهنيين إضافيين ليتم التأكد أن القرار ليس به أي خطأ أبدا، واتخذ وفق المعايير الشديدة والصارمة".

أما رئيس المركز البروفيسور رافي بيئار، الذي يشغل أيضا منصب مدير عام المركز الطبي رمبام في حيفا فقال "اشكر بداية العاملين في المركز الوطني لزراعة الأعضاء البشرية وخاصة منسقات زراعة الأعضاء والطواقم الطبية لزراعة الأعضاء، وبلا شك فان زيادة نسبة المتبرعين ونسبة الموقعين على بطاقة التبرع بالأعضاء البشرية هي نتيجة لجهد كبير يبذله المركز الوطني لزراعة الأعضاء البشرية ليلا ونهارا على مدار العام. وقبل كل هذا علينا أن نوجه الشكر الخاص جدا للعائلات التي فقدت أبنائها وقررت التبرع بأعضائهم لإنقاذ حياة أشخاص آخرين ينتظرون أشهر وربما سنوات لمن ينقذ حياتهم".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]