يسرى حجوج، شقت طريقها إلى الأكاديميا بعد الزواج و- 6 أطفال

في الوقت الذي يعاني فيه المجتمع العربي في الداخل من أوضاع اقتصادية صعبة جدا، ظهرت هناك أصوات عدة تنادي بدمج المرأة العربية في سوق العمل واكمال تعليمها ضمن الأمور التي من شأنها ان ترفع وتحسن عجلة الاقتصاد مما سيؤثر ايجابيًا على المجتمع العربي.

حلم التعليم رافقني منذ نعومة اظافري وحتى بعد ان تزوجت..

يسرى حجوج ابنة بلدة كوكب امرأة متزوجة ولديها ستة أولاد لم تمنعها حياتها الشخصية والعائلية ولا العوائق والعقبات المادية من اكمال تعليمها الاكاديمي حيث رافقها هذا الحلم منذ نعومة اظافرها الى ان وصلت اليوم الى مدير للجامعة المفتوحة فرع الناصرة بعد مثابرة تصميم وإرادة وجهد، وبدورها اليوم تدعو النساء العربيات الى كسر حاجز الخوف وتخطي العقبات واكمال مسيرتهن التعليمية، حدثتنا حجوج عن حياتها قائلة: الظروف لم تسمح لي بان استمر بتعليمي الاكاديمي وكان الاهل يفضلون ان يعلموا الشاب قبل الفتاة خاصة وان ابي كان فلاحا وبالكاد استطاع ان يقوم بتعليم ولد واحد، وبهذه الحالة قام اهلي بتزويجي وانجبت ستة أولاد، وبقي الحلم بان اكمل تعليمي الاكايديمي يرافقني ويلازمني، خاصة انني انسانة مطالعة ويرافقني الكتاب طيلة الوقت.

وتضيف: بقيت مسألة التعليم تقلقني حتى ساعدتني زميلة يهودية بالتوجه الى فرع الجامعة المفتوحة في الجليل الغربي حتى انهيت اللقب الأول في الجامعة المفتوحة وانا غير مكتفية من التعليم، فقد كنت من الطالبات النبيهات والمجتهدات وكنت أوجه الطالبات للتعلم في الجامعة المفتوحة، بعدها تم قبولي للقب الثاني في جامعة تل ابيب في مجال الاستشارة التربوية.

وتابعت: انهيت اللقب الثاني في جامعة تل ابيب وبدأت بتقديم الاستشارة في الناصرة. كنت اقدم الاستشارة للنساء العربيات عن طريق طرح قصتي الشخصية امامهن، وكنت أؤكد لهن بانهن يستطعن ان التغلب على جميع الصعوبات والعقبات وان يكملن تعليمهن خاصة المتزوجات منهن عن طريق ترتيب الوقت، حيث ان الوقت ثمين جدا، علمتهن كيف ممكن ان يقسمن وقتهن بين الدراسة والاعتناء بالبيت والزوج، حتى انني كنت اساعدهن في مسألة الماديات وكنت ارسل برقيات لادارة الجامعة المفتوحة واطالبهم بمساعدة النساء اللواتي يعانين من أوضاع اقتصادية صعبة ويردن اكمال تعليمهن.

المرأة العربية مبدعة ويجب ان تتغلب على تخوفاتها حتى ننهض بمجتمع افضل

وأضافت: اليوم عندما أرى امرأة حصلت على اللقب ودعمتها في طريقها أقول لها اليوم "انني افتخر بها"، انا افتخر بهن حتى عندما يعاتبنني واتذكر عندما بدأوا تعليمهن كيف كن خائفات وساعدتهم بالتغلب على مخاوفهن، لان المراة العربية تضع امامها كثير حواجز خوف من الفشل والتعليم، علما ان المرأة العربية مبدعة ويجب ان تتغلب على تخوفاتها حتى ننهض بمجتمع افضل.

وعن طموحاتها المستقبلية قالت حجوج لـ"بكرا": اطمح ان أرى الجامعة المفتوحة فرع الناصرة صرح كبير يضم محاضرين كبار ومواضيع والقاب مختارة جدا، وأتمنى ان أرى نساءنا يتبوأن مناصب كبيرة ورفيعة لان المرأة هي أساس المجتمع، وانا أؤكد لهن ان التعليم لا يكون متأخرا ابدا حيث اننا لا نستطيع ان نعطي طالما نحن فارغي المضمون، وأن على النساء العربيات ان يتحررن من قيودهن وان يكملن مسيرتهن التعليمية لان التعليم يؤثر إيجابيا على مجتمعنا ويمنع العنف والجهل..