بالكاد يُمكن لعشاق البيتزا في قطاع غزة ملاحقة أصابع الشيف الإيطالي "باو ريستو" الذي تختلط بأقراص العجين تارةً، وبرش الجُبن الذائب والفلفل وأوراق الزعتر البري تمهيدًا لإدخالها إلى أفران معدنية قرب ميناء غزة.

فالشيف "ريستو" وبمعاونة اثنين من أصدقائه يعرفون جيدًا كيف يجذبون محبي البيتزا المخبوزة إلى منصتهم التي يعملون فيها لتحضير تلك الفطائر الساخنة؛ فتوزيع الجبن الكثيف وخلطه بشرائح الطماطم وحلقات الزيتون الأسود الصغيرة حتمًا ستُسيل لٌعاب من يتوقون لتذوقها.

وكان هذا الطاقم الإيطالي قد وصل إلى غزة أمس الثلاثاء عبر معبر بيت حانون /إيرز بدعوة أحد المطاعم المتخصصة في صنع البيتزا في غزة.

ويعمل ريتسو (45 عامًا) في مقاطعة كالياري غرب إيطاليا منذ 17 عامًا، بعد أن تعلم سر البيتزا من طاهين شهيرين في بلاده.

ويقول "ريستو" لمراسل "صفا" إن قدومه إلى غزة جاء إيمانًا منه بأن البيتزا تتمتع بشعبية عالمية يمكن من خلالها تبادل الثقافات بين الشعوب.

ويضيف: "نقدر الأوضاع التي يمر بها القطاع، إلا أننا رغم ذلك جئنا لنتبادل الخبرات بين الشعبين، وأتمنى أن تزول هذه الحواجز التي تعيق عملية التنمية والثقافة بين بلدان العالم".

وتقدم البيتزا بنكهات مختلفة في عشرات المطاعم المتخصصة أو ضمن الأطباق الجانبية في مطاعم عامة في القطاع.

ويرى الشيف طلال مطر أن الحصار الإسرائيلي منع تناقل مثل هذه الخبرات والثقافات من خلال إغلاق المعابر وفرض إجراءات أمنية للخروج من القطاع.

ويقوم الشيف مطر بتجهيز البيتزا وفقًا لتعليمات الشيف الإيطالي، إذ يعملون على صنع ست أنواع من البيتزا، وهي " بيتزا المرجريتا والخضار والبطاطس والزيتون وجبن الشيدر".

زيارة إنسانية

المتضامنة الإيطالية ماريا بيراستو لا تمل من تعليم فتيات حضرن إلى الفعالية والتحدث إليهن عن الخبرات التي اكتسبتها هي الأخرى.

وتقول بيراستو لمراسل "صفا" جئنا هنا باسم جمعية الطباخين الإيطاليين، كهدف أساسي للوصول لغزة، إلا أن مجيء هنا كان لنقل الصورة الحقيقية للقطاع.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]