غدا عيد الميلاد المجيد وكنيسة القيامة تكتظ بالسواح والزائرين

تحتفل الكنائس المسيحية التي تسير حسب التقويم الغربي غدا الاحد بعيد الميلاد المجيد. وابتدات الاحتفالات الرسمية والتقليدية والشعبية ظهر اليوم السبت حيث انطلق موكب المدبر الرسولي المطران بيير باتيستا بيتسييالا لبطريركة القدس لللاتين من ديوان البطريركية الكائن في باب الخليل بالقدس الى بيت لحم رافقه كبار المطارنة وعلى راسهم المطران وليم الشوملي النائب البطريركي وكاهن رعية اللاتين الاب نيروان البنا ومختار اللاتين يعقوب عامر وممثلو ووجهاء المؤسسات والجمعيات اللاتينية في القدس وسط رتل من السيارات عبر طريق القدس.

وكان المطران بيتسابالا فؤاد طوال قد اعرب عن امله ان يعم السلام والامن هذه المنطقة المقدسة بعد ان تزول الحواجز والجدران والعنف والاستيطان حول القدس وكافة البلدات الفلسطينية وقال لا بد من ازالة الظلم وابعاد الخوف والانقسامات الداخلية لنصل الى عصر جديد يستسلم فيه الانتقام للغفران ويتغلب الحب على البغضاء وعصر تشرق فيه شمس السلام وتتلاشى فيه الاحقاد والاطماع وتنحسر فيه العداوات.

وقد اكتظت كنيسة القيامة في القدس بالسواح والزائرين عشية العيد واقيمت الصلوات فيها.

وقال جورج ابو عيطة رئيس جمعية الفنادق الفلسطينية ، ان مدينة بيت لحم تحتوي على 41 فندقا و 4 الاف غرفة فندقية اصبحت شبه محجوزة من السياح خلال فترة الاعياد المجيدة، مؤكدا على ان الفنادق يقيم فيها نزلاء من الداخل الفلسطيني اضافة الى سياح اجانب .

واوضح ان هذا العام شهد زيادة في عدد حجز الفنادق بنسبة 10% عن العام الماضي بسبب هدوء الاوضاع الامنية في فلسطين.

الازدياد الكبير في الوافدين

وبهذا الصدد ، قال سامي خوري رئيس جمعية الاراضي المقدسة للسياحة الوافدة ، ان الموسم السياحي في العام 2016 ، شهد ازديادا كبيرا في عدد السياح الوافدين الى الاراضي المقدسة ومن بينها مدينة بيت لحم مهد السيد المسيح عليه السلام . والاهم من ذلك هو ازدياد الاصوات التي تنادي بضرورة فتح السياحة الى بيت لحم في عديد من الدول التي كانت اصلا مغلقة ومن بينها اندونسيا وماليزيا وتركيا ، بل وهناك نمو واضح وكبير للسياحة الاسلامية ايضا الى جانب السياحة من الدول الاوربية والاجنبية، كما ان عددا كبيرا من المواطنين من الداخل الفلسطيني وصلوا الى بيت لحم هذا العام وبشكل كبير بمن فيها هذه الايام التي تسبق الاحتفال بعيد الميلاد المجيد.

تطور نزعي في المبيت

واكد خوري على انه طرأ ايضا تطور نوعي بهذا المجال وهو قيام السواح بالمبيت في فنادق بيت لحم وذلك بعكس السنوات الماضية ، حيث كان الحاج يصل بيت لحم ويتجول فيها نصف نهار ويعود للمبيت في فندقه بمدينة القدس، اما اليوم فإن الفنادق قد امتلأت رغم ان المدة التي لا زال يقضيها الحاج في بيت لحم نصف نهار من اجمل زيارته التي تستغرق اربعة الى خمسة ايام . ومن ثم يذهب ليكمل جولته السياحية في القدس ومنطقة اريحا والبحر الميت ، مشيرا الى ان نجاح ذلك هو الجهود التي تبذلها الجهات المختصة في المجال السياحي وهي : وزارة السياحة وجمعية الفنادق وجمعية الاراضي المقدسة للسياحة الوافدة ، هذا اضافة الى عوامل عديدة من بينها الاسعار المناسبة لاثمان المبيت في فنادق المحافظة ، حيث يبلغ سعر الغرفة الفندقية الواحدة المزدوجة ما بين 30 الى 50 دولارا وهي اسعار منخفضة اذا ما قورنت باسعار فنادق القدس العربية وذلك يعود لقلة الاستثمار في القدس ببناء فنادق جديدة وكذلك المصاريف التشغيلية والضرائب والتكلفة الغالية في المدينة المقدسة .

واشار خوري الى ان الجمعية التي يرأسها تضم ما بين 45 الى 50 مكتبا من مكاتب السياحة تشكل بيت لحم منها 15% فقط والباقي في مدينة القدس.

احصائيات لوزارة السياحة

من جانبها اكدت وزارة السياحة الفلسطينية، ان اعداد السياح للعام الحالي بلغ 235747 سائحا ، الامر الذي شكل زيادة ملحوظة عن العام الماضي الذي شهد في اواخره ، الهبة الشعبية . وبلغ عدد السواح فيها 2229724 سائحا ، بينما بلغ عدد ليالي المبيت في العام الحالي 906373 ليلة وبلغ العام الماضي 866675، وتبلغ عدد الاسرة في محافظة بيت لحم 7634 سريرا .

وتوقعت الوزارة ان يصل عدد السياح في ليلة الميلاد لوحدها عشرة الاف سائح ، وقالت الوزيرة رولا معايعة ان اعداد السياح في العام 2016 تجاوز خط 2 مليون و350 الف سائح من جميع الجنسيات، وان الاكثرية كانت من روسيا، فيما كانت نسبة الاقامة في الفنادق للسياح الهنود لاول مرة، بالاضافة الى اعداد كبيرة اقامت لاكثر من 10 ايام من سياح مصر.

واشارت الى انه قبل سبع سنوات ، كان اغلب السياح يأتون فقط كزائرين وانه وخلال السنوات الاخيرة اصبح تركيز الوزارة على جعل السياح يقيمون لايام في الفنادق الفلسطينية ببيت لحم والقدس الشرقية وبقية المدن الفلسطينية، وذلك من خلال تشجيعهم بعدة طرق ونشاطات وتعريف القطاع السياحي الفلسطيني على القطاع العالمي وجلب السياح عن طريق مكاتب سياحية فلسطينية.

التحريض الاسرائيلي

وقالت ان اسرائيل كانت تعطي انطباعا سيئا للسائح القادم للاراضي الفلسطينية من خلال ترديد شائعات تتعلق بالظروف الامنية في فلسطين وان هناك امكانية لاستغلالهم من قبل الفلسطينيين، لكن هذه الصورة تغيرت بعد ان اصبح هناك مكاتب سياحة فلسطينية.

وشهد النشاط السياحي في فلسطين وخاصة مدينة بيت لحم، تزايدا كبيرا هذا العام وذلك بعد ازدياد اعداد السياح القادمين والمقيمين في الاراضي الفلسطينية عن الاعوام السابقة بسبب الهدوء الذي طرأ على الاوضاع الامنية.

زيادة في السياحة الوافدة

وقالت معايعة ان هذا العام شهد زيادة في السياحة الوافدة لفلسطين اكثر من العام 2013، الا انه وفي بدايته تأثر سلبا بسبب الاعتداءات الإسرائيلية، وان الشهور الثلاثة الاولى شهدت الغاء للحجوزات، ولكن بعد شهر اذار ، شهد القطاع السياحي تصاعدا مستمرا في اعداد السياح .

يذكر ان الحركة السياحية شهدت نشاطا ملحوظا في العديد من الجوانب ومن بينها ثورة اقامة الفنادق في بيت لحم ، اذ بنيت خلال السنتين الماضيتين عشرة فنادق جديدة ليصبح اجمالي العدد 41 فندقا . والحركة مستمرة في البناء رغم ان نتائج الربح لا تتحدد فورا بل يحتاج من اربع الى عشر سنوات لمعرفة نتائج هذا الاستثمار.