استضاف يوم أمس الاربعاء المركز البيئي اتحاد مدن حوض البطوف في سخنين، واستمراراً للفعاليات لإحياء يوم الأرض في الذكرى ال 41 يوما دراسيا في قاعة المؤتمرات بمشاركة العشرات من الجامعيين العرب واليهود للقب الثاني في تخصص الجغرافيا، الهندسة والمحاماة من الجامعة العبرية بالقدس، وعدد من محاضري الجامعة العبرية وبحضور رئيس بلدية سخنين مازن غنايم، د. حسين طربيه مدير عام اتحاد مدن جودة البيئة، ود. ياسر عمر رئيس المجلس الإقليمي البطوف، وحاتم ياسين مدير عام بلدية عرابة، ود. نادر زعبي مستشار التطوير الاقتصادي في بلدية عرابة واوري ايلان مسؤول التخطيط في وزارة الداخلية ود. رامز عيد الباحث في الإرث الثقافي والتراثي للمناطق الزراعية عمل سابقا باليونسكو، وجاد خلايلة مدير قسم الصحة في بلدية سخنين، فيما تولى إدارة اليوم الدراسي هنادي هجرس مديرة مشروع بطوفنا في المركز البيئي سخنين.

افتتحت هجرس اليوم الدراسي بالتعريف باتحاد مدن جودة البيئة لمنطقة حوض البطوف والذي يشمل سخنين، عرابة، دير حنا، عيلبون، البعينة النجيدات، وكوكب ابو الهيجاء، وماهية الأبحاث التي تجري بالمركز بكل ما يتعلق بالبيئة.

وطرحت أمام الحضور المعلومات التي تم استنتاجها خلال البحث والمسح الذي اجرته بالمشاركة مع طيب الذكر صالح واكد نصار حول البطوف والبالغ طوله 16 كم وبعرض 3 كم ومساحته 51 الف دونم والذي يمتلكه المواطنون العرب في بلدات سخنين، وعرابة، عيلبون، العزير، رمانة، صفورية، كفرمندا، والبعينة النجيدات، وجاء المسح للتعرف على ملكية الاراضي ونوعية الزراعة، ونوعية النباتات والمحاصيل والمشاكل التي تواجه المزارعين، ومن اهمها التخلي عن البذور والنباتات البلدية الاصلية التي تتميز بمناعة ومقاومة عالية للأمراض والآفات الزراعية فيما تقوم الشركات اليوم بتسويق البذور المهندسة وراثيا وهي نفسها الشركات المنتجة للمبيدات الكيميائية وذلك لحث المزارعين على استعمال البذور الجديدة التي تتطلب صرف اموال باهظة لاقتناء المبيدات الكيميائية، كما ويقوم المركز بمسح للنشاطات الزراعية، والسياحية، والتسويقية، للبطوف بالإضافة للمسح البيئي ودراسة حول كيفية تقديم عجلة تطوير الزراعة وبنفس الوقت الحفاظ على الارث الثقافي والاجتماعي الذي يميز الزراعة العربية الفلسطينية بالبطوف.

د. حسين طربيه مدير عام المركز البيئي بين للمشاركين باليوم الدراسي بأن المركز البيئي يتردد عليه آلاف الزائرين واعداد كبيرة من طلاب المدارس الثانوية ممن يدرسون موضوع البيئة، وجامعيون يدرسون الموضوع في معاهدهم وجامعاتهم وكلياتهم بحيث يوفر الاتحاد لمدن جودة البيئة الظروف والمناخ الخاص لإجراء الابحاث والتجارب العلمية كما ويحتضن خبراء ومرشدين في مجالات البيئة، كما وأن المبنى الخاص لاتحاد مدن جودة البيئة يعتبر المبنى الأمثل في البلاد بتوفير الطاقة واستخدام قوانين علمية في ذلك عدا عن اعتماد المبنى بشكل كبير على استخدام الطاقة الشمسية من خلال الواح خاصة مركبة على سطح المبنى ويتم استغلالها في تشغيل عدد من الاجهزة والاستخدامات الاخرى، وحصل على جوائز عالمية ودول حوض البحر الابيض المتوسط.

وتحدث د. حسين طربيه عن تاريخ البطوف وقيمته الاجتماعية والثقافية والمعيشية لسكان منطقة البطوف، والخسارة الكبيرة من تلك الاراضي لمشروع المياه القطري واقتطاع أراض زراعية بملكية خاصة من المواطنين لصالح هذا المشروع الذي لم يستفد منه أي مزارع عربي في البطوف، واليوم اصبح مشروع المياه القطري بدون فائدة وليس له أي حاجة، والمركز البيئي لمنطقة حوض البطوف ساهم وما يزال بمعالجة العديد من القضايا الحارقة التي يعاني منها كل من يقوم بفلاحة وزراعة أراضي البطوف، وأول تلك القضايا المتعلقة بري الأراضي الزراعية، وتجفيف اراضي الغرق، وتقديم الخدمات التثقيفية والدعم في الخبرات والأدوية وأنواع الأسمدة، والامراض التي تضرب المحاصيل وتتسبب بخسائر فادحة للمزارعين، وعقد جلسات عمل عديدة مع الفلاحين ممن يفلحون الاراضي على مدار أيام السنة، والتواصل مع الوزارات المختصة والمؤسسات ذات العلاقة، واقامة عدد من المشاريع التسويقية في سبيل بيع المحاصيل الزراعية على طرقات سهل البطوف بدلا من نقلها الى الأسواق.

أما مازن غنايم رئيس بلدية سخنين ورئيس الإتحاد فتحدث عن البطوف باعتباره مصدر رزق اغلبية اهالي سخنين وعرابة وبلدات حوض البطوف منذ عشرات السنوات، وكانت الآمال عريضة بأن تقوم الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة بتصليح الغبن والظلم الذي لحق بأصحاب اراضي البطوف وخاصة بعد مصادرة قسرية للأراضي لشق وسط البطوف من اجل تمرير القناة والمعروفة بمشروع المياه القطري، وكل الآمال ذهبت ادراج الرياح بسبب التنصل وعدم تجفيف اراضي الغرق وعدم ري المزروعات والتخلي عن المزارعين.

وأكد مازن غنايم: "سهل البطوف بملكية المواطنين العرب في البلدات المحاذية للسهل يتعرض لإهمال حكومي صارخ وبأنه ما لم يتقدم موضوع ري البطوف فإنه ستبقى الأراضي مهددة بالخطر، والزراعة اليوم أصبحت مكلفة والمزارعين لم يعد بإمكانهم الصمود امام الضربات الاقتصادية، وأن كل الوعود التي نسمع بها منذ عشرات السنوات انما هي وعود لم ولن تأتي بأي ثمار لمصلحة المزارعين واصحاب الاراضي واصبحنا لا نصدق أي كلمة او اي تصريح للوزراء سوى للاستهلاك الاعلامي لا غير".

أما اوري ايلان مسؤول التخطيط في وزارة الداخلية، فتحدث عن أهمية مخاطبة المواطن العربي بشكل غير تهكمي، ووضع الحقائق على الطاولة، والاعتراف بضرورة التعاون مع السلطات المحلية العربية، ومساعدة وتطوير المجتمع العربي ووقف مسلسل رفض الطلبات المقدمة من طرفهم وعلينا عدم النظر للمجتمع العربي على انه مقصر بل واجب على المؤسسات والوزارات التعاون، لأن أي مردود سلبي على المجتمع العربي سيكون مردوده ايضا سلبي على سكان الدولة عربا ويهودا، ومن الأهمية استثمار القدرات والموارد الاقتصادية وتطوير المبادرات في المجتمع العربي، وإن من شأن تدمير الاقتصاد لديهم هو تدمير لاقتصاد الدولة.

هذا وشارك عدد من الحضور بمداخلات حول قضية البطوف ومعاناة المزارعين والسبل الكفيلة بالحفاظ على هذا المرج المتميز في البلاد ودعم الزراعة فيه.

كما وانتقل المشاركون باليوم الدراسي الى سهل البطوف واقيمت هناك ورشات حوارية والتعرف عن كثب من المزارعين عن وضع الزراعة والحاجات الملحة التي يعانون منها، بمشاركة احمد جروني رئيس مجلس عرابة سابقا وممثل لجنة المزارعين والمزارع علي واكد نصار، والمزارع قاسم جربوني.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]