أُقيمت أمس فريضة شعائر خطبة وصلاة الجمعة المباركة في جامع عمر المختار يافة الناصرة بحضور حشد من أهالي البلدة والمنطقة، حيث قام بداية القارئ الشيخ سليم خلايلة بتلاوة آيات عطرة ما تيسر من الذكر الحكيم على مسامع المصلين مع الصلاة على النبي بصوته الشجي مما زاد أجواء إيمانية روحانية.

وبعد رفع الآذان الثاني، إفتتح الخطبة الشيخ موفق شاهين إمام وخطيب الجامع بحمد الله سبحانه وتعالى الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم والشهادة به العالم العليم الذي فرض على عباده العلم ورفع أهل العلم درجات ((قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب)) مؤكدًا أنه لا عقل بلا علم ولا علم بلا عقل، مثنيًا الصلاة على الرسول الكريم النبي محمد صلى الله عليه وسلم خير من تعلم وخير من علم النبي المعلم الأول الذي عليه في الدنيا والاخرة المعول الذي علمه شديد القوى جبريل عليه السلام ذو مرة فاستوى وكان بالأُفق الأعلى.
ثم تناول فضيلته التحدث عن إستقبال العام الدراسي الجديد، وقال في الخطبة التي ألقاها: "آثرت أن أوجز في تلك التوطئة للكلام الذي يليها، غدًا كما يعلم الجميع هو أول أيام السنة الدراسية الجديدة ما هو دور الأب ما دور الوالدين ما دور الأبناء ما دور المدارس والتعليم والمدراء والمعلمين ما دور السلطات المحلية ما دور الفرد المسؤول بغض النظر عن منصبه رتبته وظيفته، غدًا هو صفحة جديدة في حياة كل طالب في حياة أبنائنا الذين نسعى من أجلهم، الأب والأُم بمجرد أن يصبح الأب أبًا والأُم أُمًا ينسون أنفسهم نصبح مع الأبناء عندما يكبرون ويتزوجون هذه الحالة تنتقل من الآباء إلى الأبناء تمامًا عندما تسأل أي أب أو أي أُم ما هي أعظم أُمنية عندك أن أرى الأبناء سعداء".
وأضاف: "كيف نعد طالبًا بارًا بمدرسته بارًا بالمعلمين بارًا بالمربين، هذا الطالب إذا لم يعد مسبقًا في البيت ليكون بارًا بوالديه إبتداءًا مستحيل أن يكون بارًا بالمعلمين كما قال الشاعر أحمد شوقي (الأُم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق)، الأُم ليست هنا كناية عن الأُم فقط بل عن الأُم والأب والأُخت والأخ والبيئة الحاضنة الذي نشأ فيها هذا الطالب، الأب أو الأُم الذين يعتقدون أن المدارس تقوم على تربية الأبناء هذا خطًا، المدارس تزيد المعلومات تنمي المعلومات، إذا لا يوجد في البيت تربية لن تكون في المدرسة ولا في الجامعة، لا يعني ذلك كل المسؤولية من ألفها إلى يائها على البيت كلا يوجد مسؤوليات أُخرى، أصعب شيء في العالم تنقل جبل من مكان إلى مكان على كتفك صخرة صخرة يوجد شيء أصعب تربية إنسان تنشئ إنسان على قيم على أخلاق على مذاهب على توقير على إحترام مهمة شاقة خصوصًا في ظل مجتمع لا يؤمن بهذه القيم العنف المستشري".
وأشار عندما نقوم بتربية طالب ونخرجه إلى البيئة وإذا كانت البيئة عنيفة هذا الطالب له حلان لا ثالث لهما الإبتعاد عن هذه المجتمعات، وبين التنشئة الإجتماعية ضغط المجموعة على الفرد وتأثر الفرد بالمجموعة وضع أي إنسان صادق في بيئة فاسدة يفسد والعكس تمامًا لافتًا إلى البيئة الحاضنة البيئة إما أم تفسد وإما أن تصلح، وذكر أنه يوجد كلاليب كثيرة الشهوات المغريات والمعاصي وسائل الإعلام الفاسدة العنف كلاليب كثيرة فساد خلقي فساد أخلاقي فساد فكري ثقافة الأنا أفضل من غيري الأنانية.
وإستعرض فضيلته وصايا لقمان لإبنه وهو يعظه والحوار بين إبراهيم عليه السلام وإبنه منوهًا أن تكون للأب وللأُم سلطة الخط الأحمر دور توجيهي وليس إرغام وإجبار وعدم رفع العصا وإستخدامها.
وتطرق من خلال دوره في سلك التربية والتعليم منذ 33 سنة.
وتابع: "دورنا كبير مسؤولية عظمى تبدأ من اللحظة الأولى التي يولد بها الطفل إلى أن يكبر دور المدرسة المعلمين الهيئة التدريسية السلطة المحلية بعظمتها وجلالها يجب أن توفر مرافق صحية مرافق تربوية تضع الرجل المناسب في المكان المناسب ليس محسوبيات مدراء بطرق يوجد صفقة سياسية أو معلمين أو موظفين لا نعمم يوجد مخلصين يوجد أكفاء وترفع لهم القبعة تحية وإجلالًا وإكبارًا متفانون في العمل".
وأردف: "في مجتمعنا يوجد من جميع أطياف الألوان نريد أن يكون لطيفًا جميلًا مؤدبًا مرتبًا نكون مع أبنائنا ننصحهم الصدر الدافئ والصبر حتى نوجد جيلًا جديدًا لا يؤمن بالعنف لا بالقتل لا بالطائفية لا بالعائلية يؤمن بالإنسان كإنسان هو صورة الرحمن، الله خلق آدم على صورته لا يحق للإنسان أن يهدم تلك الصورة هو أروع وأبدع وأنجع وأروع ما خلق الله هو الإنسان، لا بد أن نحافظ على الإنسان هو هدية الله للكون وخليقة الله في الكون سجدت له الملائكة سجود تكريم وتحية ورفعة ومنة وعطاء ومنحة هذا ما نحتاجه، أبنائنا طلابنا يجب أن نراعي موارد خُلقية وخَلقية بالإستيعاب بنسبة الذكاء بالفهم بالكلام لا إجبار على ما يحب الأب الله خلق الناس متفاوتين بطرقات الله شائها الله جعل هذا التنوع بالتفكير والإستيعاب ليكتامل بعضه بعضًا سخرية، الطبيب يحتاج إلى دهان أي مهنة أن يكون مربى أمين نحتاج إلى الأمين والنبي عليه الصلاة والسلام ليس صدفة عرف الصادق الأمين هذا ما نحتاجه لعل الله يبعث جيلًا جديدًا يغير إلى أحسن".
ودعا الله سبحانه وتعالى أن تكون السنة الدراسية بردًا وسلامًا على قلوب الأبناء والطلاب وأن يوفقهم ويعزهم وسندًا ويرفعوا هذه الأُمة ويخلصوا المجتمع من نكباته ووصمات عاره وأن يوفق الطلاب.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]