ينتظر العالم اللقاء الأهم بكل موسم حين يحل ريال مدريد ضيفاً على برشلونة بمواجهة لا تخضع عادة لا للتوقعات ولا للأرقام فلطالما كانت هذه المواجهة فرصة لتصحيح المسار وتغيير شكل الموسم وهذا الأمر قد ينطبق على لقاء ذهاب هذا الموسم لكن لابد لنا من أن نحاول قراءة أرقام الفريقين هذا الموسم علّنا نرى الشكل المتوقع لقمة الموسم.

يتوقع الكثيرون أن يكون برشلونة هو الطرف البادئ بالتسجيل كونه يلعب بميدانه ويملك كتيبة هجومية قوية لكن الأرقام تقول بأن البلاوغرانا لم يكُن الفريق الذي افتتح التسجيل بأربع من مبارياته التسع الأولى بالدوري هذا الموسم وهو رقم أقل بلقاء واحد من عدد المباريات التي تلقت فيها شباك الريال الهدف الافتتاحي أما الفارق فيتمثل بتمكن برشلونة بكل المرات من العودة بالنتيجة رغم تلقيه الهدف الافتتاحي وهزيمته الوحيدة، التي كانت أمام ليغانيس، حصلت رغم تسجيله الهدف الأول باللقاء أما ريال مدريد فنجح مرة بقلب النتيجة لتعادل ومرتين لانتصار مقابل تلقيه هزيمتين علماً أن هاتين الهزيمتين كانتا بالجولتين الماضيتين.

الفارق الآخر يرتبط أيضاً بتوقيت الأهداف حيث اهتزت شباك برشلونة بالدقائق الثلاث الأولى من اللقاء مرتين وجميع مباريات برشلونة السبع الأخيرة شهدت على تسجيل هدف على الأقل بأول 23 دقيقة سواء للبارسا أو خصمه بالمقابل لم ينجح الريال بتسجيل أي هدف بالدقائق الـ16 الأولى بأي من مبارياته هذا الموسم ولم يسجل إلا هدف واحد بالشوط الأول بآخر 5 مباريات خاضها بالليغا مقابل تلقيه ستة أهداف بهذا الشوط بذات المباريات.


بالشوط الثاني تبدو أرقام الفريقين الدفاعية أفضل حيث لم يتلقَ الريال أكثر من هدف واحد بالشوط الثاني وكان ذلك بلقاء آلافيش بالجولة قبل الماضية ولو أن سيناريو بعض المباريات تحكم بهذا الرقم حيث أنهى إشبيلية الشوط الأول متقدماً بثلاثية وحسم ليفانتي الشوط الأول متقدماً بهدفين وهو ما دفع هذه الفرق للعب الشوط الثاني بنزعة دفاعية أكبر لكن بالمقابل يحسب للريال تحسن تحكمه باللقاء بالحصة الثانية خاصة مع امتلاكه دكة بدلاء قوية.

بالأسبوع الماضي اهتزت شباك برشلونة بالشوط الثاني للمرة الأولى هذا الموسم بلقاء إشبيلية علماً أن شباكه اهتزت 9 مرات بالشوط الأول خلال الجولات التسع الأولى هذا الموسم بالتالي يمكن القول أن كلا الفريقَين يتفقان على عدم الاستقرار الدفاعي بالشوط الأول مع تحسن بالشوط الثاني.

بضوء هذه الأرقام قد تكون معركة الكلاسيكو هي بالشوط الأول ومن ينجو من هذه المعركة بنتيجة إيجابية سيكون مرشحاً للحفاظ على تقدمه وقد يزداد الأمر تكافؤاً بغياب ميسي الذي قد يضعف قدرة برشلونة على التعويض بحال سارت المباراة بسيناريو لا يرغبه فالفيردي لذا ليس مستبعداً أن نشاهد حذراً من كلا الفريقين بالحصة الأولى لتفادي التأخر وانتظار الشوط الأفضل توازناً.

الأرقام الهجومية للفريقين تصبح أفضل أيضاً بالشوط الثاني حيث سجل ريال مدريد 6 أهداف، من أصل 13، خلال أول ربع ساعة من الشوط الثاني في حين وقع برشلونة على 6 أهداف من أصل 23 بآخر ربع ساعة من اللقاء وهو ما يجعلها الفترة المفضلة للفريق للتهديف.

إذاً أرقام الفريقين تقول أنهما يعانيان من اضطراب دفاعي بالشوط الأول وتحسن هجومي بالثاني وبحال انتهاء الحصة الأولى على التعادل قد يبحث برشلونة عن تفادي فترة الذروة التهديفية للريال بأول ربع ساعة من الشوط الثاني أما الريال فقد يضطر للتفكير بإغلاق مناطقه بعد الدقيقة 60 خوفاً من دقائق القوة الهجومية لبرشلونة.

هذه المعطيات قد تدفع المدربين لبعض القرارات فلن يكون مستبعداً أن يؤخر فالفيردي الزج بلاعب وسط ذو مزايا هجومية مثل آرتور والبدء بلاعب يساعده على ضبط الوسط ليعول بالتالي على رافينيا بجانب راكيتيتش وأمام بوسكيتس أو الزج باللاعب الذي لا يفضله المدرب حتى الآن آرتورو فيدال والذي يملك قدرة عالية على افتكاك الكرات ومساندة المهاجمين حين يتطلب الأمر.

بما أن الريال هو الطرف صاحب الترشيحات الأقل فقد لا يجد لوبيتيغي مانعاً بخلق مجازفة ويبحث عن البدء بطريقة 4-3-3 بحثاً عن إيجاد أطراف قوية تساعده على مجابهة الخط الأضعف لبرشلونة والذي هو الخط الخلفي فالتقدم الدائم للأظهرة وتذبذب مستوى قائد الخط الخلفي بيكيه قد يدفعه للتفكير بإيجاد طريقة يضرب بها خصمه بالشوط الأول ليعود للسيناريو الأساسي الذي تحدثنا عنه والمتمثل بدخول الشوط الثاني مع تقدم بالنتيجة ووضع برشلونة، الذي لا يملك ميسي، تحت الضغط.

أما بالنسبة لتشكيلة برشلونة فقد يبحث فالفيردي عن استثمار الفراغ الذي يتركه مارسيلو خلفه كونه يتقدم بشكل دائم للأمام لخلق الحلول الهجومية التي تغيب عن معظم زملائه فالأرقام تشير لتسجيل البرازيلي 2 من آخر 3 أهداف رسمية وقع عليها الريال مع التذكير أن هذه الأهداف جاءت بعد صيام 4 مباريات عن التسجيل وبتلاعب بسيط على الأرقام يمكننا القول أن مارسيلو سجل ثلثي أهداف الفريق بآخر 7 مباريات رسمية لذا سيكون من الصعب على لوبيتيغي أن يطلب منه البقاء بالخلف إلا بحال وضع جناح سريع أمامه يساعده أيضاً بالدفاع وهذا الخيار متوفر بشكل واضح بأسينسيو.

كل هذه الخيارات ترتبط بمدى اقتناع المدربين بتأثير أرقام المباريات السابقة فهل سنشهد كلاسيكو يسير وفق احتمالات المنطق وتسوده الأرقام؟ أم أن المدربان سيرفضان هذه الإحصائيات ويبحثان عن الفوز بطريقتهما؟ هي ساعات فقط وسنعرف من هو الفريق الذي سيخرج منتصراً من اللقاء الأهم فإما أن يثبت برشلونة أقدامه بالصدارة أكثر أو ينجح لوبيتيغي بالرد على المشككين والتأكيد أن الفترة السوداء لريال مدريد هي مجرد سحابة صيف عابرة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]