افرزت نتائج الانتخابات التمهيدية احزب الليكود التي جرت اول امس الثلاثاء عن قائمة أعضاء جديون بإمكانهم المنافسة في الانتخابات العامة القادمة لكسب أصوات اليمين فضلا عن انها كشفت أمورا عديدة كانت مضللة بالنسبة للجماهير في البلاد لربما أهمها ان أعضاء الليكود لا زالوا يتحكمون في قيادة الحزب على الرغم من محاولات نتنياهو تجنيد الحزب لخدمته وليس العكس حيث اثبت أعضاء الليكود بان الكلمة الأخيرة ما زالت كلمتهم.

المحامي باسل دراوشة ناشط سياسي عقب قائلا: وفقًا للنتائج التي ظهرت حتى الآن فإن الفائز الأكبر من الانتخابات هو الوزير السابق جدعون ساعر والذي حظي بمكان متقدم بالرغم من محاولة نتنياهو وزمرته بتصفيته سياسيا إلا أنه أثبت أنه له رصيد وشعبية في أوساط منتسبي الليكود وحظي بدعم بارز أوصله الموقع الرابع. هذا مؤشر إلى أن منتسبي الليكود يعملوا للحاضر والمستقبل. حيث يريدون نتنياهو رئيسا للوزراء في الانتخابات المقبلة وفي نفس الوقت اختاروا ساعر خليفة لنتنياهو على رغم محاولات الإقصاء لساعر من قبل نتنياهو. وهذه تعد هزيمه لنتنياهو الذي خرج علنا بمحاولات إقصاء جدعون ساعر الذي أثبت جدارة وكفاءه ادارة حملة انتخابية في هذه الانتخابات التمهيدية لليكود.

توحيد الجهود المبذولة لتحقيق الوحدة والاستمرار بالقائمة المشتركة بالتعديلات

وتابع: منتسبي الليكود اختاروا أعضاء جديين يبحثوا عن العمل البرلماني والسياسي بعيدا عن الأساليب الهزلية التي تتبعها اوري حازان وأمثاله وبهذا ترى بقائمة الليكود قائمة جديه بإمكانها المنافسة لكسب أصوات اليمين والحصول على أكبر عدد من المقاعد في الانتخابات المقبلة.

ونوه: إلى جانب عضو الكنيست اوري حازن، فإن الوزير أيوب قرّا سيكون خارج أروقة الكنيست أيضًا، إلى جانب كل من نائب وزير حماية الطبيعة يرون مزوز، واعضاء الكنيست يهودا غليك، نوريت كورن، عنات بركو، نافا بوكير، اسنات مارك وابراهام نجوسا. وهذا يعتبر حجب ثقة عن حوالي 10 من بين أعضاء الكنيست الحاليين عن الليكود وهي إشارة إلى اعتبار أن هذه المجموعة من أعضاء الكنيست لم تعمل وفق تطلعات مصوتي الليكود.

وقال: الليكود واليمين يحاولون تجميع قوله من أجل الحصول على أكبر عدد من المقاعد في الانتخابات المقبلة للكنيست وبالتالي لإسناد مهمة تشكيل حكومة جديدة لبيبي نتنياهو. بالمقابل تشهد الساحة السياسية العربية انقسامات والحديث يدور عن خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة بقائمتين أو حتى ثلاث قوائم الأمر الذي يهدد التمثيل العربي والصوت العربي في الانتخابات. المطلوب في هذه المرحلة المفصلية توحيد الجهود المبذولة لتحقيق الوحدة والاستمرار بالقائمة المشتركة بالتعديلات المطلوبة للحفاظ عليه ومنع إهدار الاصوات العربية وسد الطريق أمام الأحزاب الصهيونية من الحصول على الاصوات الناخبين العرب.

على الأحزاب العربية التعالي عن المطامع الشخصية

ونوه قائلا: الأحزاب العربية مطالبة بالتخلي عن المطامع الشخصية والحزبية ومطالبة بالتضحية من أجل الحفاظ على القائمة المشتركة وحصولها على أكبر عدد من الأصوات من خلال رفع نسبة التصويت في الوسط العربي ورفع نسبة المصوتين للقائمة المشتركة وبالتالي زيادة عدد المقاعد للقائمة وزيادة التمثيل العربي في الكنيست ومحاولة التأثير على صنع القرار في الدولة.

وأضاف قائلا: الخلاف الحاصل بين مركبات القائمة المشتركة بما يتعلق برئاسة القائمة وبتوزيع المقاعد على الأحزاب السياسية لا يخدم مصلحة الجماهير العربية وعلى الجميع التعاون من أجل الحفاظ على مصلحة الجماهير والتعالي عن المصالح الشخصية والحزبية فالتحديات القادمة كبيرة وتحتاج إلى تظافر الجهود من أجل حماية جماهيرنا العربية والمطالبة بحقوقهم المشروعة والعادلة والتصدي لسياسات الحكومة العنصرية.

هؤلاء هم غرماؤنا ويجب ان لا نستهين بهم

بدوره القيادي محمد دراوشة عقب قائلا: الانتخابات الداخلية في الليكود أفرزت قائمة مرشحين سيئة جداً من وجهة نظرنا كعرب. فنحن نرى تقدم شخصيات معروفة بمواقفها العنصرية والمعادية للسلام والعرب الى أماكن متقدمة، أمثال الوزراء يسرائيل كاتس، جلعاد أردان، ميري ريجف، ياريف لفين، تساحي هنجبي زئيف الكين,،وآخرين. لنا تجارب سيئة مع هؤلاء الذين بنوا مسيرتهم ومكانتهم السياسية على التحريض والتمييز ضدنا. ولكننا متعودون ونعرف هذه الجوقة جيداً، ونعرف انهم يمتازون بالجعجعة والعويل والصراخ، وسوف يستمرون بذلك إذا سنحت الفرصة لهم بالاستمرار بالحكم. استمرارهم سيترجم أيضاً بتعميق سن القوانين العنصرية ومأسسة قانون القومية الذي يجب أن نحاربه بكل قوتنا. هؤلاء هم غرماؤنا ويجب ان لا نستهين بهم.

وأضاف قائلا: مثل هذه الزمرة تستحق المواجهة وتفرض علينا تكثيف القدرات الذاتية كعرب من خلال رفع نصبة التصويت لتصل ذروتها الممكنة، ومحاولة منعهم من تشكيل ائتلاف يميني. لذلك، إضافةً لزيادة حجم تمثيلنا، علينا التوصل لإستراتيجية عمل مشترك مع حكومة بديلة ترتكز على أصواتنا، وتعمل ضد قانون القومية ومن أجل السلام مع شعبنا الفلسطيني. علينا أن نتصرف في هذه الانتخابات بحكمة لكيلا نضيع فرصة التأثير ولا نقع في خانة الهامشية السياسية كما حصل في السنوات الأربعة الأخيرة في ظل حكومة يمين.

ناخبوا الليكود أكدوا ان كلمة الفصل هي لهم!

الناشط السياسي ايهاب جبارين عقب قائلا: من نظرة موضوعية، اعضاء ومنتسبي الليكود اثبتوا هيمنتهم على الحزب، وقالوا كلمتهم صريحة واضحة لنتنياهو: الحزب تعود ملكيته لنا واروه حدوده بوضوح، أضف ان خليفة نتانياهو المرتقب بات واضحا.

ونوه: في العشرة الأوائل وبصورة موضوعية نرى نخبة ذات جودة بالغالب يرغب بها اي ناخب يميني في الشارع الإسرائيلي، وبالمقابل اغلب اعضاء الكنيست ممن اضافوا الضجة الخالية من اي مضمون للحزب سيرون الكنيست عبر قناتها ليس الا. كل هذا بالمجمل وبالصورة الكبرى سيعود بالفائدة على الحزب في ظل المنافسة الشاده التي سيشهدها مع حزب حصانة لإسرائيل والائتلافات التي تتبلور ضده.

وتابع قائلا: كذلك ناخبوا الليكود أكدوا ان كلمة الفصل هي لهم، ففي ظل كل الحرب والمعركة التي ادارها نتنياهو ضد ساعر، لم تجدي نفعا ابدا، بل مع هذا الواقع يجب ان يتواجه نتنياهو الآن الناخب اختار ساعر في موقع متقدم. بالمجمل الناخب الليكودي قالها انه يتجهز لليوم الذي ما بعد رئيسه الأسطوري، في ظل التحقيقات التي يخضع لها مؤخرا.

وأشار جبارين ل "بكرا" قائلا: الحزب تصرف ككتلة وواجه متاعبه المستقبلية قبل حدوثها اصلا، بل مع هذه التركيبة هو سيقوى في الاستطلاعات المقبلة غالبا، اغلب الوجوه الجديدة ستجلب معها اصوات جديدة في طبيعة الحال. الأمر الذي من شأنه ابقاء القوة في يد اليمين مرة اخرى لسنوات مقبلة، هذا يتبلور في ظل ضعف احزاب اليسار عامة والأحزاب العربية وفك شراكتها.

واختتم قائلا: لكن لا داعي للدراما، لا ارى انه سيكون هنالك اي اختلاف او تصعيد على الأقل في الأمد القصير بكل ما يتعلق بسياسات اليمين عامة والليكود خاصة بشؤون مجتمعنا العربي بل سيستمر في سياسة العصا والجزرة.

الرد الحقيقي على الليكود هو إعادة بناء المشتركة على أسس سليمة

د. منصور عباس المرشح الاول للحركة الإسلامية الشق الجنوبي بدوره عقب قائلا: لا جديد في قائمة الليكود الا انه يؤكد استمرار الليكود في نهجه الذي راكمه خلال العقد الاخير والذي تجسد بسن وتعديل عشرات القوانين العنصرية والتمييزي تجاه المجتمع العربي خصوصا قانون القومية وقانون كامنيتس والذي يترجم هذه الأيام بعمليات هدم واسعة في النقب وفي مدينة قلنسوة.

وتابع: ومن جهة اخرى ما زال هذا الحزب بقياداته يبني شرعيته وتأييده في الشارع اليميني على حساب نزع شرعية المواطنين العرب والتحريض عليهم. الرد الحقيقي على هذه القائمة هو اعادة بناء القائمة المشتركة على أسس سليمة ومتينة تساهم في إنهاء حكم نتنياهو وحكومته

أعضاء الليكود ربما بدأوا بالتخلي عن زعيمهم الذي يواجه خطر تقديم لائحة اتهام ضده بتهم الفساد

الكاتب والمحلل السياسي عودة بشارات قال ل "بكرا": ما يتضح الان، أنه من الناحية السياسية العامة، لا يوجد أي تغيير في قائمة الليكود المنتخبة، ففي الأماكن العشرة الأولى تم انتخاب شخصيات ذات مواقف يمينة متطرفة وخاصة في مجال القضية الفلسطينية والاستيطان والهجوم على الديمقراطية.

وتابع: من الناحية الحزبية الداخلية هذه النتائج يجب أن تقلق رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الذي ظهر قبل الانتخابات التمهيدية بصفته الآمر الناهي حين سارع المرشحون ليحظوا ببركته، فقد تبين أن نداءه بالامتناع عن التصويت لغدعون ساعر، غريمه الأقوى في الحزب، لم يجد الصدى المطلوب بين أعضاء الليكود، حيث تم انتخاب ساعر في المكان الثالث. صحيح أنه انتخب في المرة السابقة في المكان الأول في القائمة، ولكن وصوله إلى هذه المرتبة بالرغم من تجميد عمله الحزبي لعدة سنوات وبالرغم من الحرب المكشوفة التي خاضها نتنياهو ضده هو انجاز كبير له.

وأضاف: وفي هذا الإطار، ومن خلال تحليل النتائج يتبين أن أعضاء الليكود ربما بدأوا بالتخلي عن زعيمهم الذي يواجه خطر تقديم لائحة اتهام ضده بتهم الفساد وخيانة الثقة، حيث يتبين من النتائج أن مؤيديه المقربين قد فازوا في أماكن متأخرة، مثل دافيد بيتان ودافيد أمسالم وميكي زوهر، عكس ما كان متوقعًا، وفي الوقت الذي لم يُنتخب أيوب قرا في مكان مضمون. وبالتالي فهذه النتائج هي إشارة أخرى لنتنياهو على تقليص نفوذه في الحزب.وفي المقابل يجب التسجيل أن أورن حزان الذي كان نجمًا في استفزاز النواب العرب وجد نفسه خارج الأماكن المضمونة، وكذلك الأمر عنات بركو ويارون مزوز اللذين لوثا الأجواء بالعبارات العنصرية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]