" يوجد في إسرائيل يمين، ويوجد يسار، وليس من الصعب التمييز بينهما، لكن مصطلحات اليمين واليسار تبدو الآن مشوّهة ومبهمة وغامضة".
هذا ما قالته رئيسة حزب " ميرتس"- النائبة تمار زندبرغ، في معرض حديثها عن الفوارق بين اليمين واليسار في إسرائيل، من مختلف الجوانب- الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والفكرية.

وأشارت في هذا السياق إلى أن اليسار يدعم الفصل بين الدين والدولة، ويدعم إخلاء المستوطنات وإنهاء الاحتلال، بينما يعارض اليمين هذه الأمور، حيث أنه يسعى إلى الترويج للتديّن وتعميم وترسيخ القيم الدينية وبناء المستوطنات- بعكس اليسار.

وفي معرض حديثها عن النهج الاقتصادي- قالت زندبرغ أنه يوجد نهج اقتصادي يميني، ونهج يساري، وأن النظرية الاقتصادية- الاجتماعية لليسار تبدأ من الزيادة العارمة المكثفة للخدمات المدنية والاجتماعية " فبدون ذلك، لا يمكننا ضمان مبادئنا الرامية إلى تحقيق العدالة والمساواة والديمقراطية"- على حدّ تعبريها.

" دول منظمة OECD لا تمتدح نهج الحكومة الإسرائيلية"!

وأضافت زندبرغ في هذا السياق، أن العميدة السابقة لبنك إسرائيل المركزي، كرنيت فلوغ، كانت تكرر القول أن هنالك حاجة ماسة إلى مبالغ إضافية لاستثمارها في دعم وتعزيز الخدمات المدنية، وتقدر هذه المبالغ بما يعادل (140) مليار شيكل سنويًا (40 مليار دولار) " ولو توفرت هذه الاستثمارات من قبل الحكومة لكانت أوضاع المستشفيات والشوارع والمباني السكنية في أحسن حال"- على حد تقديرها.

وتطرقت النائبة زندبرغ إلى مكانة إسرائيل في إطار دول منظمة التعاون والتطوير الاقتصادي ( OECD ) فقالت أن كثيرين من المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية نادمون على عضوية الدولة في هذه المنظمة، لأن لهجة الحديث والتقييم فيها ( في المنظمة) لا تثني على ما يجري في إسرائيل من ناحية مستوى المعيشة والمساواة الأداء الاقتصادي عمومًا.

وخلُصت زندبرغ إلى القول أن المواطنين يتطلعون إلى منظومة خدمات اجتماعية متينة وشاملة، من خلال التزام الدولة تجاههم " لكن نِسَب ومعدلات العاملين الفقراء يزداد باستمرار، حسبما تظهر التقارير، بل أن هؤلاء العاملين يكدون ويكدحون ويجتهدون، لكنهم يبقون فقراء، وفي السنوات الأربع الأخيرة لمسنا نتائج سياسات ونهج اليمين"- على حد تعبيرها، مشدّدة على أنه لن يتحقق أي بديل للسلطة والحكومة، ما لم يتوفر البديل القيمي الجوهري.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]