جان بول فارس شاب لبناني ينشط في مجال الحفاظ على البيئة، من خلال إعادة تدوير البلاستيك بأشكاله وأحجامه وألوانه، فتحويله إلى قطع ديكور جذَّابة. وهو يقضي نحو خمس ساعات يوميًّا في مشغله، حتَّى يصنع مجموعات من قطع الديكور الفنيَّة، التي تتفق والأذواق كافة، كما لا ينفك يقوم بالتجارب، في هذا الإطار.

جان بول فارس صاحب علامة JP RecycleDesign يعمل موظَّفًا في أحد المصارف اللبنانيَّة، ويهتمُّ منذ حوالى خمس سنوات بالبيئة على طريقته، فهو يجمع البلاستيك من الجمعيَّات التي تُعنى بالحفاظ على البيئة، ويُعيد تدويره، فدمجه مع الباطون، وصبّ الخليط في قوالب مختلفة. النتيجة: قطع ديكور فنيَّة لتزيين المنزل.

يقول فارس لـ"سيدتي. نت" أنه أثناء السباحة في البحر، وقع على عدد كبير من البقايا الضارَّة بالبيئة، من عبوات البلاستيك وأكياس النايلون و... فرغب في أن يوظِّفها في أعمال فنيَّة. إلَّا أنَّ مشروعه لم يبصر النور فعليًّا، سوى بعد القيام بتجارب عدَّة استخدم خلالها الخشب والنايلون، وصولًا إلى البلاستيك الذي فضَّل العمل به في مشغله. وبعد أن كان يذوِّب البلاستيك ويصبُّه في قوالب خاصَّة للحصول على أسطح للطاولات وغيرها من قطع الديكور، وجد أنَّ هذا الأمر ضارّ بالصحَّة والبيئة بدوره، لأنَّ الحرارة الناتجة من جرَّاء عمليَّة التذويب مؤذية، فأصبح عمل فارس منذ سنتين يقفز عن مرحلة التذويب باستخدام النار، لأنَّه بات يتمُّ على البارد.

يشرح فارس مراحل عمله، قائلًا إنَّ "صنع قطعة فنيَّة يبدأ بجمع البلاستيك، ففرزه حسب الألوان، وفرمه إلى مكعبات صغيرة للغاية بوساطة آلة خاصَّة"، مضيفًا أنَّه يخلط البلاستيك مع مواد مختلفة، ولا سيَّما الباطون بعد ذلك، بغية الحصول على عجينة متماسكة يضعها في قالب خاص، ثمَّ يرفعها لتبدأ مرحلة التنعيم. وهو يُلوَّن القطعة أخيرًا، ويرشُّ مادة حافظة عليها، بغية الإبقاء على اللون نضرًا. وقد نفَّذ فارس عددًا كبيرًا من قطع الديكور، كأسطح الطاولات وصحون الأكواب (كوستر) لحماية المائدة والمنافض وأصص الزرع.

هذه القطع الفنيَّة معروضة في أماكن عدة في لبنان والسعودية وقطر ولندن. علمًا أنَّ فارس يطمح إلى استكمال الدراسات التي يجريها في إحدى الجامعات الدوليَّة بلبنان، من أجل استخدام خليط البلاستيك والباطون في مجال البناء، نظرًا إلى أنَّه بذا يتمُّ مهمته الرامية إلى الحفاظ على البيئة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]