ينظر المحلّلون السياسيّون في فلسطين، الى الانتخابات الاسرائيليّة ونتيجتها بقلق بالغ بسبب الصفعة التي تلقّتها الأحزاب العربيّة.

ويؤكد المحلّلون على انّ الأحزاب العربيّة بحاجة الى تقييم ذاتها ومراجعة حساباتها.

وقال الباحث في مؤسسة يبوس للدراسات الاستراتيجية - د. اياد ابو زنيط لـبكرا:" يعتبر فشل للقوائم العربية، وهذا يعتمد على ما كانت ترغب القوائم العربية في الوصول إليه من نسب في الانتخابات، فشل لأن وضع العرب في الداخل كان يتطلب إذا ما تم الإجماع على المشاركة في الانتخابات، أن تكون هناك قائمة موحدة، نظراً لطبيعة المتغيرات التي تُحيط بالمجتمع العربي، ومعرفة القوائم العربية أن تناثرها لن يأتي بأي فائدة، وسيسلب منها أي قدرة على التأثير داخل الكنيست، أو حشد الأصوات لها، وسيضعف الموقف العربي، ويزيد من نسب المقاطعة".


تطرّق الى حملة المقاطعة قائلا:" من الصعوبة بمكان الحديث عن حملات المقاطعة من باب النجاح أو الفشل، دون معرفة الأسباب التي أدت لانتشار حملات المقاطعة، والتي كان أهمها، الشرخ الذي أصاب القوائم العربية، وطغيان المصالح الشخصية للقوائم على المصلحة العامة للمجتمع العربي، مما أفقده الثقة بمثليه، وأدخلهم في حالة من اليأس والإحباط.غالباً، زادت نسبة المقاطعة بسبب فقدان الثقة، وموجات الإحباط واليأس، وليس بسبب الموقف الأيدلوجي، لأنَّ المقاطعين بسبب الأيدلوجيا، واضحين منذ زمن ويتبنون موقفاً صريحاً من الانتخابات الإسرائيلية، وهو المقاطعة، وهنا لو كانت القوائم العربية موحدة، لتم تجاوز حالة اليأس والإحباط التي أصابت المجتمع العربي، هذا كله بالإضافة إلى أنَّ مشاركة القوائم العربية في الانتخابات ودخولها الكنيست، لم يمنع الحكومات الإسرائيلية من استهداف العرب إذا ما تم استعراض ما جرى في الدورات الانتخابية السابقة، وهو أمر ضاعف من اليأس".

المستفيد 

وحول المستفيد الأكبر من النتائج، قال:"المستفيد الأكبر بلا شك الحكومات الإسرائيلية المتطرفة التي غدت حالة شبه متفق عليها في دورات الكنيست الأخيرة، ويزيد تطرفها مع الوقت، وأعتقد أنَّ الليكود هو الأكثر استفادة، مع العلم هنا أن لا فرق في السؤال عن أي مركب استفاد أكثر، فحتى لو لم ينجح الليكود، لكان هناك تحالفات مع أحزابٍ صغيرة، تفرض شروطها لتكوين إئتلاف حكومي، تُمرر من خلالها سياسيتها، ويبدو أنَّ هناك اتفاق على إظهار العداء للمجتمع العربي مستقبلا".

واختتم حديثه:" من المستبعد أن تكون هناك انتخابات إسرائيلية قريبة فإذا ما نجح نتنياهو في تشكيل حكومته الحالية، سيتمكن من تجاوز الصعوبات المحيطة به، فتهم الفساد الموجه له ممكن القفز عنها من خلال تقديم تنازلات كثيرة لصالح أحزاب صغيرة ستنجح في تمرير قرارات لصالح عدم محاسبته، وهذه القرارات ستتراوح بين العداء للفلسطينيين، ودعم التطرف اليميني ومحاولة إضعاف التيار العلماني داخل الدولة، فالأمر يخضع للابتزاز والمقايضة، وهذا ما يُجيده نتنياهو وأمّا ما على الأحزاب العربية أن تفعله، فهو إما الاتفاق على برنامج موحد يتعالى على المصلحة الشخصية وينظر لمصلحة المجتمع العربي التي أصبحت محل تهديدٍ حقيقي، الأمر الذي من شأنه أن يعزز الثقة بتلك الأحزاب، وإذا ما تم عكس ذلك فينبغي النظر إلى حملات المقاطعة بجدية والاتفاق على برنامج مقاطعة حقيقي يكون بديلاً عن المشاركة، وأن يقوم المجتمع العربي من خلال مؤسساته المدنية باستحداث برامج للضغط على الحكومات الإسرائيلية بعيداً عن الكنيست".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]