كتبت "هآرتس" أن "التحالف" يدفع الأزمة السياسية إلى أقصى الحدود: وكما يبدو، في ضوء فشل نتنياهو في تشكيل حكومة جديدة، رغم حصوله على تمديد لاستكمال المهمة، ينوي الليكود تقديم مشروع قانون لحل الكنيست والتصويت عليه في القراءتين التمهيدية والأولى، اليوم الاثنين، على الرغم من أن بنيامين نتنياهو أمامه ثلاثة أيام لاستكمال مفاوضات الائتلاف. وفي حال فشل بذلك، يتوقع استكمال التصويت على مشروع القانون يوم الأربعاء. ومن المتوقع أن يصوت أعضاء حزب إسرائيل بيتنا إلى جانب القانون.

ويهدد الليكود بطرح مشروع القانون للتصويت إذا لم يتم إحراز أي تقدم في المحادثات بين حزب إسرائيل بيتنا والأحزاب الدينية (الحريديم). وحسب الصحيفة، يهدف طرح مشروع القانون لممارسة الضغط على الطرفين، وفي الوقت نفسه لمنع احتمال قيام رئيس الدولة بتكليف عضو كنيست آخر، غير نتنياهو، بتشكيل الحكومة، إذا فشلت المفاوضات التي يجريها الليكود. ويتيح القانون الأساسي للكنيست حل نفسها، وتوفير المشاورات التي يتوقع أن يجريها رئيس الدولة ثانية مع الأحزاب، إذا فشل نتنياهو في المهمة.
وقال عضو الكنيست ميكي زوهار (الليكود)، الذي صاغ مشروع قانون حل الكنيست، لصحيفة هآرتس: "سنمرر القانون في القراءتين التمهيدية والأولية ونعده للقراءتين الثانية والثالثة يوم الأربعاء، وهو آخر تاريخ مُنح لنا لتشكيل الحكومة، على أمل أن ينتعش ليبرمان. نحن لا ننوي السماح لعضو آخر في الكنيست بتشكيل الحكومة باستثناء بنيامين نتنياهو".
وأوضح حزب "إسرائيل بيتنا"، أمس الأول، أن ليبرمان لن يدعم أي حل وسط، بل يصر على الموافقة على مشروع قانون التجنيد في نسخته الحالية فقط. وحمل المقربون من ليبرمان المسؤولية عن الأزمة إلى الحاخام ماغور، وأعربوا عن أملهم في أن يقبل خطة ليبرمان ويحبط بذلك إجراء الانتخابات مجددًا.

وقاطع ليبرمان، مساء أمس، الاجتماع الذي عقده نتنياهو في محاولة لمنع إجراء انتخابات جديدة، وقال حزبه إن "الدعوات الليلة لعقد اجتماعات شخصية مع رئيس الوزراء، وكذلك بيان مجلس كبار حاخامات التوراة، قبل عشر دقائق من النشرات الإخبارية الرئيسية هذا المساء، هما وجهان لخطوة واحدة تهدف إلى الضغط على عضو الكنيست ليبرمان "الهدف من هذه الخطوة هو إلقاء اللوم على عضو الكنيست ليبرمان. الهدف من هذه الخطوة هو حياكة تهمة لليبرمان وإسرائيل بيتنا كمتهمين بإعادة إجراء الانتخابات. الحقيقة هي أن كل الذنب في تكرار الانتخابات يقع على الليكود وزعيمه. بعد محاولة فاشلة لتشكيل حكومة في ظل الظروف المثلى، كنا نتوقع من رئيس الوزراء ممارسة الضغط على الأحزاب الدينية والحاخامات الذين يقفون وراءها". ووفقًا لإعلان ليبرمان، "على أي حال، فإن اقتراحنا لا يزال مطروحًا على الطاولة، لقد نشرناه على الملأ وليس لدينا أي نية للتخلي عن موقفنا المبدئي".


نتنياهو: طرحت اقتراحًا للحل في محاولة أخيرة لمنع إجراء انتخابات غير ضرورية

وفي تقرير آخر حول الموضوع، تكتب "هآرتس" أن نتنياهو أعلن، أمس الحد، أنه اقترح حلاً للخلاف حول مشروع قانون التجنيد، "في محاولة أخيرة لتشكيل حكومة يمينية ومنع إجراء انتخابات غير ضرورية". ومع ذلك، لم يكشف نتنياهو الحل المقترح.
وقال نتنياهو: "لقد قدمت إلى الشركاء اقتراحًا لحل. إنه مبني على المبادئ التي وضعها الجيش وعلى البيانات التي حددها الجيش - لا يوجد سبب لرفض ذلك. سأدعو جميع قادة الأحزاب الليلة (ليلة أمس)، وأريد أن أتحدث معهم وأن نحاول معًا منع إجراء انتخابات غير ضرورية".
وفى وقت سابق من يوم أمس الأحد، قال نتنياهو في اجتماع لوزراء الليكود، إن الأحزاب الدينية تقدمت بنسبة 90 في المائة نحو موقف رئيس حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان حول مشروع قانون التجنيد. ووفقًا له، إن الخلاف الوحيد المتبقي هو ما إذا كانت الحكومة هي التي ستحدد حصص التجنيد أم الكنيست. وقال: "إذا لم يكن هناك حل، فسنقدم يوم الأربعاء قانونًا بحل الكنيست بثلاث قراءات". وأضاف نتنياهو أنه سيتم دمج كتلة "كلنا" في قائمة الليكود في الانتخابات المقبلة، إذا تم تبكير موعدها.
وأضاف نتنياهو في الاجتماع أن "الأزمة يمكن حلها إذا أردنا ذلك، لكن على ما يبدو لا يريدون ذلك". وقال "من الوهم جر البلاد إلى الانتخابات بعد ثلاثة أشهر من وجود حكومة انتقالية، لكن إذا لم يكن هناك خيار، فسنحاول يوم الأربعاء حل الكنيست".
وقال وزير السياحة ياريف ليفين خلال الاجتماع إنه تم الاتفاق مع رؤساء الكتل على الوضع الراهن، باستثناء مسألة التجنيد. وأضاف انهم يعملون بجد لإيجاد حلول. وطرح الوزراء مقترحات لحل الأزمة، وقال نتنياهو إنه سيفحصها.


معظم المعارضة تعارض حل الكنيست، وتعتقد أنه لن تجري انتخابات

في تقرير آخر حول الأزمة، تكتب "هآرتس" أن المعارضة تعتقد أن تصريحات رئيس الوزراء بأنه يعتزم حل الكنيست إذا لم يتمكن من تشكيل حكومة، تهدف إلى الضغط على أفيغدور ليبرمان والأحزاب الدينية لكي يظهروا مرونة ويوقعوا اتفاقات الائتلاف. ومع ذلك، قالت مصادر في حزب "أزرق – أبيض"، وحزب "العمل" وحزب "ميرتس"، أمس الأحد، إنه إذا تم طرح مثل هذا الاقتراح، فإنهم يفضلون إعطاء فرصة لتشكيل حكومة بديلة على حل الكنيست.
ورغم أن الكتل المرشحة لدخول الائتلاف أعلنت تعاونها من أجل حل الكنيست، إلا أن مصادر في المعارضة قدرت أن أعضاء كنيست في هذه الكتل لن يسارعوا لدعم مثل هذا القانون في لحظة الحقيقة. وقال مصدر في حزب "أزرق – أبيض": "هناك عدد كاف من أعضاء الكنيست في الائتلاف الذين يمكن أن يتعرضوا للأذى إذا جرت الانتخابات، وفي لحظة الحقيقة سيفعلون كل ما في وسعهم لإحباط مثل هذه الخطوة، حتى لو لم أننا لا نسمعهم في الوقت الراهن. نحن لن ندعم قانون حل الكنيست في هذه المرحلة. هناك بعض الخطوات الأخرى التي يمكن اتخاذها لإنشاء حكومة بديلة قبل الذهاب إلى الانتخابات."
مع ذلك، نشر عضو الكنيست أحمد الطيبي (الجبهة – العربية للتغيير) تغريدة على تويتر، أمس الأحد، أوضح فيها أن حزبه سيدعم حل الكنيست. وكتب يقول: "حتى لو كان المقصود اسفين، فقد سببتم منذ انتخابات الكنيست الحادية والعشرين وستسببون الكثير من الأضرار، ولذلك يجب حل الكنيست اليوم قبل غد. نحن سنؤيد حل الكنيست". وبعد بضع ساعات، أوضح الطيبي أنه سيجتمع اليوم الاثنين مع ممثلي كتل المعارضة من أجل صياغة موقف مشترك.

ويعتقدون في حزب "أزرق – ابيض"، أن غانتس سيجد صعوبة في تشكيل الحكومة إذا كلفه الرئيس بالمهمة، لكنهم لا يستبعدون سيناريو يدعو فيه إلى تشكيل حكومة وحدة مع الليكود وبدون نتنياهو. وفقًا للمصدر، "هناك أيضًا احتمال أن يكلف الرئيس مرشحًا آخر في الليكود لتشكيل الحكومة، ومن ثم سيكون بإمكان "أزرق – أبيض" الانضمام إلى الائتلاف وحكومة وحدة".
وقدر حزب العمل أمس، أنه لن يسارع لدعم حل الكنيست. وقال مسؤول كبير في حزب العمل "نحن نميل إلى معارضة حل الكنيست في المرحلة الأولى لمنح مرشح آخر فرصة لتشكيل الحكومة قبل الذهاب إلى الانتخابات. وإذا تم طرح القانون، رغم معارضتنا، من المحتمل أن ندعمه في القراءتين الثانية والثالثة."
كما يفضل حزب ميرتس دعم تشكيل حكومة مختلفة على أساس الكنيست الحالي بدلاً من التصويت لإجراء الانتخابات. ومع ذلك، وفقًا لمسؤول كبير في الحزب، "إذا كان الخيار هو حكومة وحدة أو حكومة يمينية أخرى، فسوف نفضل الانتخابات". ويعتقد ميرتس أنه يمكن تشكيل حكومة على أساس أحزاب يسار الوسط والقوائم العربية، إلى جانب حزب واحد على الأقل من المتدينين.


"يسرائيل هيوم" تصف ليبرمان بابن آوى الذي يبحث عن فريسة وبالانتقام من نتنياهو

في تقريرها حول الأزمة، تتهم صحيفة "يسرائيل هيوم"، رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان بابن آوى الذي يبحث عن فريسة، وتكتب أنه قرر إسقاط حكومة اليمين في سبيل الانتقام من نتنياهو، الذي يكن له كراهية عمياء. ووفقا لتقرير الصحيفة، منذ اليوم الأول لمفاوضات الائتلاف، طرح فريق التفاوض في حزب إسرائيل بيتنا سلسلة من المطالب غير المنطقية والمبالغ فيها. وعلى الجانب الآخر، في الليكود، سمعوا المطالب - لكنهم اعتقدوا أنه مع تقدم المحادثات، سيتم التوصل إلى اتفاق.
ويكتب محرر الصحيفة للشؤون الحزبية، أن هذا هو ما يحدث في المفاوضات السياسية – يراكمون المصاعب وفي النهاية يتم التوصل إلى حل وسط، لكن هذا ليس لدى ليبرمان. فقد تحولت مطالبه إلى وثيقة استسلام لدى فريق التفاوض في الليكود: تم التعهد بالمليارات للمعاشات التقاعدية للمهاجرين، وتم الاتفاق حتى على إنشاء 200 نزل، وغيرها من الطلبات التي كانت تهدف حقا لخدمة الجمهور الذي أرسل ليبرمان إلى الكنيست. أما بالنسبة للمطالب الأخرى، المبالغ فيها، فقد رفضها الليكود، ومنها مطلب ليبرمان بتعيينه قائما بأعمال رئيس الحكومة، وغير ذلك.
وحسب الصحيفة فإن الشكوك بأن ليبرمان يخدعهم ببساطة، وفي الحقيقة لا ينوي حتى الدخول في الحكومة، بدأ يتغلغل في الليكود منذ ذلك الوقت، منذ أكثر من شهر. وفي نهاية الأسبوع الماضي، في اجتماع عقده نتنياهو مع ليبرمان، أصبح الأمر حقيقة. فالطلب الغريب بشأن مشروع قانون التجنيد، الذي يبدو أنه لا يوجد أحد في النظام السياسي اشتراه كمسألة حقيقية وموضوعية، أوضح لليكود ماهي خطة ليبرمان الحقيقية: إسقاط نتنياهو. فجأة، تم ربط عدد من الخيوط التي كان يصعب إعادتها إلى مكانها الحقيقي في الوقت الحقيقي، مثل مسألة الاجتماع الغريب الذي عقد بين ليبرمان ويئير لبيد، والذي حاولوا إخفاءه وتمويه مضمونه.
وحسب الكاتب، في الأيام المقبلة، إذا تم تبكير موعد الانتخابات بالفعل، سوف يتعرف الجمهور على الخداع السياسي لأفيغدور ليبرمان وحقيقة أن إسرائيل بيتنا هي أكبر عملية احتيال في السياسة الإسرائيلية بعد الخديعة النتنة. فمنذ تأسيس حزبه، حرص ليبرمان على تقديمه كحزب يميني من جميع النواحي. يهاجم اليسار والعرب في الوقت الذي يتمسك فيه بخطة سياسية يسارية متطرفة تتضمن إجلاء جماعي لليهود من منازلهم في يهودا والسامرة؛ ويعد بقتل إسماعيل هنية "خلال 48 ساعة"، ويصمت صمت أهل القبور في حين يواصل زعيم حماس الابتسام عبر الحدود.
في الوزارات الحكومية التي خدم فيها، ليس فقط انه لم يترك أي بصمة، بل فعل العكس تمامًا مما وعد به. لم ينجح مسؤولو وزارة الخارجية وكبار المسؤولين في مؤسسة الأمن أبدا في حني الوزير المسؤول وهندسته وتحويله إلى منفذ لأوامرهم، كما فعلوا مع ليبرمان. ومع ذلك، نجح رئيس حزب إسرائيل بيتنا في تنمية صورته المتشددة وخداع ناخبيه مرارًا وتكرارًا.
ويخلص الكاتب إلى أنه إذا لم يكن هناك تحول في اللحظة الأخيرة، فسيضطر 49 عضوًا منتخبًا حديثًا للكنيست إلى رفع أيديهم في تصويت على حل الكنيست، وستدخل البلاد بأكملها مرة أخرى حلقة من الشهور في وضع وهمي وغير مسبوق، والمهم أن يتم إشباع شهوة الانتقام لدى ليبرمان.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]