أفادت وكالة "أسوشيتد برس" بأن الأمم المتحدة تجري تحقيقا داخليا بعد الكشف عن تورط عدد من موظفيها في الاحتيال وسرقة المساعدات المخصصة للمحتاجين في اليمن.

وأكدت الوكالة في تقرير مفصل نشرته اليوم الاثنين أن أكثر من 12 موظفا أمميا نُشروا في اليمن للتعامل مع ما يعد أسوأ أزمة إنسانية في العالم، تآمروا مع الفصائل المسلحة من جميع أطراف النزاع من أجل إثراء أنفسهم على حساب المواد الغذائية والطبية والوقود والمال المخصص للشعب اليمني.

وذكرت الوكالة، استنادا إلى وثائق تحقيق داخلية للأمم المتحدة وشهادات ثمانية موظفي إغاثة ومسؤولين حكوميين سابقين، أن برنامج الغذاء العالمي يحقّق حاليا في تعيين أشخاص غير مؤهلين لمناصب ذات رواتب عالية وتحويل مئات آلاف الدولارات إلى حساباتهم المصرفية الشخصية والمصادقة على إبرام عشرات العقود المشبوهة دون وثائق مطلوبة، واختفاء أطنان من المواد الطبية والوقود.

في الوقت نفسه، تجري منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" تحقيقا موازيا مع موظفها المدعو خورام جاويد الذي سمح لقيادي حوثي باستخدام سيارات المنظمة لحمايته من غارات محتملة للتحالف العربي.

وذكر ثلاثة أشخاص مطلعين للوكالة أن تحقيق برنامج الغذاء الدولي يركز على الطبيب الإيطالي نيفيو زاغاريا الذي ترأس مكتب البرنامج في صنعاء منذ 2016 حتى سبتمبر 2018، وأكد المتحدث باسم البرنامج طارق جاسارفيتش أن التحقيق جار مع هذا المسؤول الذي سبق أن استقال.

وقال أربعة مسؤولين أمميين حاليين وسابقين إن مكتب البرنامج في صنعاء شهد في عهد زاغاريا ارتفاعا حادا في الفساد والمسحوبية، إذ عين الطبيب الإيطالي موظفين غير مؤهلين سبق أن عملوا معه في الفلبين في مناصب ذات رواتب عالية، واقتصر دور اثنين منهم على التجوال مع كلبه.

وصادق الطبيب الإيطالي خلال هذه الفترة على تحويل مبالغ تقدر قيمتها الإجمالية بمليون دولار إلى حسابات بعض الموظفين، وعلى الرغم من أن هذا الإجراء لا يخالف معايير البرنامج، إلا أنه من غير الواضح في كثير من الأحوال إلى أين ذهبت هذه الأموال لاحقا.

كما نقلت "أسوشيتد برس" عن ستة موظفي إغاثة حاليين وسابقين قولهم إن محققين أمميين سبق أن توصلوا في أكتوبر 2018 إلى أدلة دامغة تثبت إجراء مكتب برنامج الغذاء الدولي في اليمن عمليات غير قانونية، وكانوا بصدد مغادرة صنعاء بحواسيب وأقراص خارجية تضم هذه الأدلة، غير أن عناصر مسلحين لجماعة الحوثيين دخلوا صالة المغادرة في المطار وصادروا هذه الأجهزة الإلكترونية.

وأكد أربعة أشخاص مطلعين على أنشطة مكتب البرنامج في اليمن أن هذا الإجراء اتخذ بعد إبلاغ الحوثيين من قبل المسؤولة في المكتب تميمة الغولي التي تتحمل، حسب مصادر الوكالة، المسؤولية عن فبركة قوائم الرواتب واستئجار "موظفين أشباح" للاستيلاء على رواتبهم وتلقي رشاوى لتعيين أشخاص في مناصب في المكتب.

وأشارت الوكالة إلى أن الغولي وظفت زوجها في المكتب، وهو من عائلة بارزة في جماعة الحوثيين، وقد تم إعفاؤها عن العمل، لكنها لا تزال رسميا موظفة في برنامج الغذاء العالمي.

المصدر: أسوشيتد برس
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]