صرّح المرشح لرئاسة الحكومة الإسرائيلي، رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، وزعيم حزب "كحول لفان" (أزرق أبيض)، بيني غانتس، بأن بنيامين نتنياهو، يغرق سياسيًا في هذه المرحلة، وكل ما قام به بالأيام الأخيرة كان عبارة عن محاولات الغريق لإنقاذ نفسه، عبر التشبث بأي شيء، والتي لا تساعده.

وقال غانتس في مقابلة خاصة لموقع "بـُكرا"، أجراها معه الزميل غسّان بصول في مكاتبنا بمدينة الناصرة اليوم، أن كل ما فعله نتنياهو في الأيام الأخيرة انتهى بالفشل، فقانون الكاميرات الذي حاول من خلاله منع مجتمع كامل من أن يصوّت، وأن يجهّز أرضية للادعاء بأن الانتخابات شهدت عمليات غش، لم يمر، رغم كل المحاولات.

وتابع غانتس: نحن نؤمن بأن الدولة يجب أن تحافظ على نزاهة الانتخابات، وأن يذهب كل مواطن للتصويت بشكل قانوني، ولكن هذا عمل لجنة الانتخابات، وهي تعرف عملها جيدًا، وليس عمل الأحزاب التي حتمًا ستبحث عن مصالحها.

وتحدث عن محاولات نتنياهو الأخرى في الأيام الأخيرة: بالأمس خرج نتنياهو تحدث عن معلومات حول المشروع النووي الإيرانية، وكلها معلومات استخباراتية قديمة، أعاد طرحها كأنها جديدة، وهي "لا جديدة ولا بطيخ"، وهذا أصلًا عمل غير مسؤول، فالمعلومات الاستخباراتية لا تنشر للجمهور، فهذا قد يشكل خطرًا على مصادرها وعلى أمور عديدة، ورغم كل هذا، لم ينجح نتنياهو بإقناع أحد، وها هي الولايات المتحدة تقترب من إعادة المحادثات مع ايران وقد تم إقالة جون بولتون لمعارضته لهذا الأمر. نتنياهو يحاول جر علاقة إسرائيل بالولايات المتحدة لمصالحه الحزبية، إسرائيل والولايات المتحدة بشراكة استراتيجية هامة منذ سنوات، ومصلحة مشتركة، ويجب أن تستمر هذه العلاقة كما هي، لا يمكن تحويلها لعلاقة سياسية مع اليمين أو مع اليسار، أو مع الديمقراطيين أو الجمهوريين.

وتابع: بعد ذلك تحدث نتنياهو عن موضوع غور الأردن، ولم يأت بجديد، ثم أبلغته أمريكا أنها لم تغيّر سياستها حول الموضوع، ثم ذهب لأشدود، وهناك أجبر للدخول إلى الملجأ بسبب صافرات الإنذار وإطلاق صاروخ من غزة، فيما بقي المواطنين بالخارج معرضين للخطر.
وأنهى حديثه عن نتنياهو: ما نراه في الشارع اليوم، من خلال مقابلتنا للناس في كل المناطق، ونتأكد منه أكثر وأكثر، أننا في الطريق لتغيير نتنياهو.

العودة لمحادثات السلام؟

وحول موضوع السلام مع الفلسطينيين، أجاب غانتس على سؤالنا: نحن نسعى للتوصل إلى حل سلام، لا نريد السيطرة على شعب آخر، ونحن مع الوصول إلى خط سلام، وخطوطنا واضحة، غور الأردن يبقى تحت سيطرتنا، التجمعات الاستيطانية تبقى في مكانها والقدس "موحدة" لنا، ولا يمكن العودة إلى حدود الـ67.

وعلى سؤال بأن هذه الأمور لن يوافق عليها الفلسطينيون أجاء: ما نريده الآن أن بدأ بالحديث والحوار، منذ سنوات نحن لا نتحدث، وهذا الموضوع لا تحله لنا أمريكا، بل نحن والفلسطينيين، نحن باقون هنا وهم أيضا باقون هنا، نريد الأمان والحقوق وهم كذلك، ويجب التوصل للحل المشترك ، لكل طرف يوجد توجه وموقف، ويجب أن نبدأ بالحوار حتى التوصل إلى الحل.

تصريحات أيمن عودة؟

وحول موقفه من تصريحات رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة باستعداده للدخول لائتلاف يقوده غانتس لكن بشروط تتعلق بمحاربة العنف وحل مشكلة الإسكان ومشاكل اجتماعية أخرى ووقف الاحتلال والتوصل لحل سياسي مع القيادة الفلسطينية في رام الله، أجاب غانتس: نختلف على الموقف السياسي فالشرط حول الموقف السياسي الذي طرحه أيمن عودة لا نتفق معه عليها، لكننا لا نختلف على ضرورة الوصول إلى حل سياسي ولسلام، أما باقي الشروط فأنا وقعت على مبادرة ضد العنف مع أعضاء الكنيست العرب، وأنا أوافقه بأهمية مكافحة العنف بالمجتمع العربي، وأهمية التوصل لحلول حول موضوع البناء والإسكان وحل كافة المشاكل الأخرى كقضايا التعليم والأمور الاجتماعية وغيرها، المجتمع العربي جزء من إسرائيل ويجب أن يحظى بكامل الحقوق.

العنف في المجتمع العربي

وأضاف: باستثناء الموضوع السياسي، باقي المواضيع نتفق عليها، وفي إسرائيل مكان لكل شخص بغض النظر عن دينه ولونه واصوله، فلا يعقل أن اكثر من 60% من حالات القتل في إسرائيل تقع في المجتمع العربي، وأن عشرات النساء قُتلن في السنوات الأخيرة، ليس هنالك سلطة قانون كافية في المجتمع العربي بالنسبة لمحاربة العنف.

وأضاف: يجب توسيع مسطحات البلدات العربية، وحل مشكلة الإسكان، يجب رفع مستوى التعليم، يجب أن يكبر الطفل العربي والطفل اليهودي بنفس الظروف، وأن لا يخف أحدهم من الآخر، نريد أن ننمو معًا .

وحول قانون القومية، قال: سنغيّر في هذا القانون وفي قوانين أخرى، لتكون مساواة كاملة لكل المواطنين في الدولة على الإطلاق، يجب أن يحصل المجتمع العربي على كامل الحقوق.

ليبرمان ..

وحول إذا ما كان سيتأثر من أفكار وتوجهات ليبرمان تجاه العرب في حال انضم لحكومته، قال: أنا سأترأس الحكومة، وبالتالي أنا من سيحدد الخطوط العريضة لهذه الحكومة، وعلى رأسها المساواة التامة.

وأنهى حديثه أن هنالك فرصة للتغيير ويجب على كل مواطن استغلالها ووعد بواقع آخر في المجتمع العربي بعد 4 سنوات، واقع أفضل، في حال اصبح رئيسًا للحكومة، ودعا للمشاركة في الانتخابات والتصويت لحزبه.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]