بعد حالة الوفاة التي برزت مؤخرا في البلاد نتيجة ظاهرة البرق الجوية التي حدثت في الأسابيع الأخيرة توجه "بكرا" الى خبير الأرصاد الجوية امير عدوي الذي حدثنا عن البرق واضراره وفوائده وكيفية الوقاية منه في حال حدوثه وحماية انفسنا حيث بدأ حديثه بتعريف عملية البرق وانواعه قائلا: البرق عبارة عن ظاهرة ضوئية تظهر في السماء خلال الأيام التي تتلبد فيها الغيوم، اذ ينتج من اصطدام سحابتين احداهما تحمل الشحنة السالبة والأخرى موجبة نتيجة لذلك يحدث تفريغ كهربائي من السحابة الأولى للثانية او في غيمة واحدة أحيانا يكون هناك شحنتين سالبة وموجبة وذلك أيضا يسبب البرق حيث ان 85% من أنواع البرق تكون بين السحب، او من السحابة الى سطح البحر او سطح الأرض وذلك عندما تحوي السحابة شحنة سلبية فان هذه الشحنة فانها تصطدم بالأرض في المكان الموجود فيه شحنة كهربائية إيجابية ما يحدث تفريغ بين السلبي والايجابي واحيانا بالعكس يكون في الغيوم شحنة موجبة وتفرغ للشحنة السلبية الموجودة على سطح الأرض او البحر، وهناك نوع من البرق أيضا يكون بين السحابة والهواء المحيط بها وهناك برق يحدث داخل السحابة نفسها، تتراوح سرعة البرق مثل نصف سرعة الضوء حيث تصل الى 1600 كيلو متر في الثانية وبنفس الوقت الذي يحدث فيه البرق فان الرعد يتبعه بثواني وهو نتيجة الحرارة الشديدة التي تنتجها شحنة البرق والتي تؤدي الى انفجار في الغازات الموجودة وبالتالي يكون هو الصوت الذي نسمعه من الرعد. العملية تتم من خلال ان البرق يساهم برفع درجة حرارة الهواء حتى 20 الف درجة مئوية، ما يسبب صوت الرعد أيضا بسبب صدمة درجة الحرارة العالية من الغازات تنتج الرعد.

البرق عادة لا يشكل خطورة الا عندما ينتقل من السحابة الى الأرض

ونوه: البرق عادة لا يشكل خطورة الا عندما ينتقل من السحابة الى الأرض ممكن في هذه الحالات ان يصيب الأشخاص المنازل المزارع والسيارات والأشجار، وان يسبب اضرار كبيرة، لذلك في السنوات الأخيرة ظهرت مانعة الصواعق التي عبارة عن قطعة من نحاس ذات طرف سلك معدني تدفن تحت الأرض وتفرغ شحنة البرق عندما تحت الأرض.

وتابع: تاريخيا كان هناك اساطير كثيرة حول ظاهرة البرق حيث كانت الناس تخاف منه، فالإغريق مثلا كانوا ينسبون البرق الى الالهة زيوس حيث كانوا يعتقدون ان الالهة كانت تستخدمه لتخويف الأعداء والانتقام كما تنافست الحضارات القديمة على ربط البرق بالقصص الخيالية والاساطير والمعتقدات الدينية، وبقيت هذه الاساطير مسيطرة على عقول البشر قبل الديانات السماوية التي انزلت وذكر فيها العواصف والبرق والرعب خصوصا القران الكريم الذي تطرق الى هذه الظواهر الطبيعية في آيات كثيرة وقد بدأ الانسان بتغيير فكرته حول هذه الظواهر، كما ارتبط البرق بالخوف والطمع حيث أوضحت بعض الآيات القرآنية ان البرق ممكن ان يحمل خيرا كثيرا او ضررا كثيرا لذلك فانه على الانسان ان يحذر.

وأضاف قائلا: اما من الناحية العلمية فقد بدأوا يدرسون ظاهرة البرق في القرن الثامن عشر، عام 1752 العالم بنيامين فرانكلين أجرى تجربة عبارة عن طائرة ورقية حتى يظهر للناس ان البرق عبارة عن شحنتي كهرباء متعاكستان تنتجان من البرق، موجبة وسالبة او بالعكس، واجرى تجارب عديدة وابحاث خطيرة وبعض العلماء أصيبوا إصابات مباشرة من البرق مثل العالم جورج ريتشمان الذي قام بتجربة عن البرق وأصيب من شحنة البرق الكهربائية وتوفي على الفور، مع مرور الوقت تطورت الأدوات والوسائل حيث اصبح بمقدور العلماء ان يطوروا برق صناعي، فالعالم نيكولا تيسلا عام 1900 استطاع ان يصنع برق صناعي، وحتى اليوم لا زالت الأبحاث والتجارب مستمرة حول نشأة البرق واسبابه وانواعه.

فوائد البرق

وقال عدوي ان وكالة ناسا اجرت دراسات عديدة اكتشفت على اثرها ان غالبية حالات البرد تحدث على اليابسة بالرغم من ان 70% من الكرة الأرضية عبارة عن ماء والسبب ان الصاعقة والبرق تبحث عن اقصر مسار واليابسة عادة هي اكثر ارتفاعا من سطح البحر لذلك اغلب البرق يحدث على اليابسة وقريب من خط الاستواء حيث تتواجد الامطار والسحب، ممكن ان يحدث البرق خلال جميع أيام العام شرطا ان يكون هناك سحب وشحنات كهربائية مختلفة وهو يضرب بالبحار ولكن اقل من اليابسة وله فوائد منها يساهم بتنقية الجو من الغبار وحبوب اللقاح والملوثات والجراثيم، لذلك فان الانسان يشم رائحة هواء نقي بعد الشتاء والبرق والرعد لان البرق ينظم الهواء، الحرارة والضغط الذين يتشكلون من البرق يساعدون على تحويل النيتروجين والغازات الاخرة الموجودة في مركبات الجو بعد ان تسقط مع المطر في التربة الى سماد طبيعي مفيد للنباتات، البرق يساعد على سقوط الامطار وري المزروعات وتكثيف ذرات الغبار ويولد حرارة عالية بوقت قصير تسخن الهواء المحيط ما يسبب بهبوط الضغط الجوي سريعا وبالتالي الامر يساعد بهبوط المطر بكميات اكبر لذلك فان قطرات المطر بعد البرق يكون حجمها كبيرا.

سنويا يموت بسبب ضربات البرق ما يراوح بين 6000 وحتى 20 ألف انسان


ونوه: البرق ممكن ان يصيب البشر او الحيوانات، وذلك يسمى بضربة البرق الذي عبارة عن تحويل شحنة كهربائية تحوي ضغط من الهواء الى الجسم المصاب ويكون عادة الشحنة عالية ممكن ان تؤدي أيضا الى انفجارات وموت وسنويا يموت بسبب ضربات البرق ما يراوح بين 6000 وحتى 20 ألف انسان وهناك الالاف يصابون بسبب البرق. وعندما يصيب البرق الأرض في نقطة معينة فانه لا يؤثر فقط عليها بل أيضا على البيئة المحيطة لهذه النقطة، أي ان كل شخص موجود في نطاق عشرات الامطار ممكن ان يتأثر من ضربة البرق، معظم من يصاب من البرق يكون بعيد عن ضربة البرق عشرات الأمتار.

كيف نتجنب البرق

وقدم عدوي نصائح لتجنب البرق حيث قال: حتى نتجنب ونتفاداه علينا متابعة الأحوال الجوية وفحص الأوقات التي ممكن ان يكون فيها برق وعواصف، وعندما الا نتواجد قريبا من المنطقة التي تحوي مواد تجذب البرق اليها مثل المعادن، ويجب على الانسان ان يغلق جميع نوافذ السيارة خلال القيادة وحدوث عاصفة برقية وان لا يلمس أي جزء معدني او زجاجي في السيارة، ومفضل ان نبتعد عن الشبابيك والأجهزة الكهربائية عدة امتار لأنه في حال ضرب البرق المنزل ممكن ان يصل الشخص من خلال الأجهزة الكهربائية، وخلال تواجدنا في مكان مفتوح مفضل ان نبتعد عن الشجر والاسوار المنزلية والانابيب المعدنية والاجسام الطويلة، ويفضل عدم الاستحمام في أوقات البرق والرعد وعدم استعمال الهواتف الخليوية او الأرضية الا في حالة الطوارئ، اغلاق النوافذ والبقاء في الغرف حتى ينتهي البرق، وعندما تتواجد في مساحة خالية من أي امر يجب ان تجلس القرفصاء وتبعد يديك عن الأرض وبهذه الحالة تحمي نفسك من البرق.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]