بقلم:د. محمد بدارنة - اخصائي الطب النفسي

يذكرني وباء الكورونا برواية" العمى" للكاتب البرتغالي جوزيه ساراماجو التي تتحدث عن الوباء الغامض الذي يصيب إحدى المدن، حيث يصاب أهل هده المدينة بوباء/مرض العمى فجأة، مما يخلق موجة من الذعر والخوف والفوضى العارمة في المجتمع حيث يتم حجز الناس المرضى في الحجر الصحي ، وهذه الفوضى تؤدي إلى تدخل الجيش والشرطه من أجل السيطرة على الأوضاع، ولكن الوضع يزداد مأساوية حين يتخلى الجيش على الحشود العاجزة والواهنة، ما يؤدي ذلك إلى سيطرة العصابات على ما تبقى من طعام ودواء. ..يبدأ الناس في الاقتتال فيما بينهم حيث تختفي القيم والأخلاق و المبادئ والنظريات والدين والايديولوجيات وتصبح الانا هي المركز مع انها تداس في الفكر الرجعي المتخلف ولا يبقى لها اي قيمه وحتى الانتحار الفكري والجسدي.
روايه فلسفية تحكي واقع البشر الحقيقي..اذ تتحدث الرواية عن العمى الفكري، بشر عميان يستطيعون أن يروا لكنهم لا يرون" في إشارة الى الأخلاق البشرية و المبادىء الانسانية التي هي هشة أمام العوز البشري .

هذا ما يحدث بالزبط بالنسبة لمرض الكورونا والهستيريا والفوضى والخوف لدى المؤسسات والحكومات والشعوب في الوقت التي تقوم هذه المؤسسات والحكومات نفسها باستغلال شعوبها وافقارها واحتلال دول الجوار واستعمار وحروب ودمار وقتل الأبرياء اكثر بالاف المرات مما يسببه فيروس الكورونا!
دمتم بصحه جيده وفكر نير !

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]