"المشتركة" بدأت معركتها الحقيقية بين المبدئي والبراغماتي، والانجاز للجماهير العربية، محللون وناشطون يتحدثون

تنتظر مركبات القائمة المشتركة طريق وعربة معبدة بالأشواك والعقبات المتمثلة بالتباين بين المبادئ والبراغماتية للوصول الى أفضل الممكن للمجتمع الفلسطيني في إسرائيل، حيث لم تنتهي المعركة عند انتهاء الانتخابات بل بدأت وبشراسة.

القائمة المشتركة بين المبدئي والبراغماتي

في هذا السياق رأى المحلل السياسي اليف صباغ ان هناك نسبة 20% زيادة في نسبة التصويت هذه الانتخابات وتساءل بانه هل ممكن اعتبار ذلك انجاز اذا اخذنا بعين الاعتبار ان القائمة المشتركة ما تزال في المعارضة وتابع: بينما في الكنيست العشرين كانت 13 عضو يضاف لهم أربعة أعضاء في الأحزاب الصهيونية ولكن كانوا في توافق تام مع المشتركة أي 17 عضو، بالرغم من انه في قانون كامينتس والقومية صوت ضد هذه القوانين 18 عضو عربي ومع ذلك سنت أسوأ القوانين ولم ينجحوا في منع قانون كامينتس او القومية وبالتالي لا اجد ال 15 عضو انه إنجازا كبيرا ولكنه انجاز على المستوى الحزبي بمعنى ان الأحزاب التي لها 15 عضو ممكن ان تكسب ميزانيات تمول احزابها ونشاطها اكثر من السابق وهذا أساسي بالنسبة للأحزاب وهناك قيادات أحزاب قالت انها لا تستطيع ان تقيم مؤسسات الحزب، وعلى الصعيد الجماهيري هناك مكسب للجماهير انه رأت نفسها موحدة تحت قائمة واحدة بدون صراعات عائلية او طائفية.
وتابع: على المستوى الوطني تغييب لجنة المتابعة العليا ومنع انتخابها من جديد حيث تشكل القاعدة التي تحمل مشروع وطني لكل شعبنا هو خسارة وطنية من الدرجة الأولى لصالح الموقع المدني الصهيوني في الكنيست ولا يعطي لنا حتى الحقوق المدنية، خصوصا ان غانتس لا يريد ان يكون العرب ضمن معسكره، كما انه لا يوجد وجود للعرب في لجان الكنيست التي يشكلها الحكومة والائتلاف وبالتالي لأسباب عديدة لا تحصل المشتركة على تمثيل في اللجنة برلمانية خصوصا انهم من المعارضة والتجربة على مدى سنوات طويلة تؤكد ان العمل في اللجان البرلمانية مهني ولكن القرار سياسي، وللأسف حتى يتم تمرير قرارات بدون ازعاج يقدمون الفتات للنواب العرب، يتحدثون عن اللجان وكأنها قناع الحصين لأعضاء الكنيست وذلك غير صحيح.
كما توقع صباغ ان لا تكون هناك انتخابات رابعة وقال: رفع نسبة التصويت عند العرب كان بسبب عدم وجود الإطار الوطني البديل وللأسف الشديد لا يوجد هذا الإطار وبالتالي الناس تصوت لأنها لا تريد ان تعيش في الفراغ. حاليا كل شيء متوقع انا استبعد انتخابات رابعة لان السلطات المحلية تعيش وضع سيء والبنوك تخاف من الحالة السياسية غير المستقرة وأيضا رجال الاعمال وانا أتوقع مفاجآت ولا استبعد ان تكون مفاجآت أيضا في القائمة المشتركة مثلا ان يعرض نتنياهو على تيار في المشتركة ان يمتنع عن التصويت ضد الحكومة مقابل الغاء كامينتس فهل سيقول هذا المركب لا لنتنياهو، القائمة المشتركة تقف امام خيارات صعبة بين المبدئي والبراغماتي.

الناس صوتت للوحدة

النائب السابقة نيفين أبو رحمون قالت بدورها ل "بكرا": 15 مقعد إنجاز، الالتفاف الشعبي له معنى سياسي، الناس صوتت للوحدة، صوتت للإجماع، صوتت للتمثيل السياسي العربي الوطني مقابل الصهيوني اليميني. لذلك المشتركة الان تقف أمام تحديات مضاعفة، مشروع سياسي الذي تحمله على الساحة السياسية الان. في ظل التطورات. وبالتالي هنالك مسؤولية كيف يكون شكل هذا التمثيل الان وبالذات في مرحلة سياسية ليست سهلة.
وأضافت: حول تشكيل حكومة برأيي الصورة مركبة من جهة هنالك محاولة الاطاحة بنتنياهو من قبل كاحول لافان والمشتركة وليبرمان ومن جهة أخرى امكانية انشقاقات في كحول لفان. ولكن يحاول الليكود ونتانياهو تثبيت هذا الانتصار قبل بدء مرحلة المشاورات لتشكيل حكومته. أمام المشتركة تحديات كبيرة في هذه المرحلة السياسية الصعبة في سياق عام صعب، صفقة القرن، سياسة الهدم ومخطط الضم والتبادل السكاني وقضايا العنف والجريمة وفقط من خلال هذه القضايا يمكن اللعب سياسا مع ثبات الموقف الوطني في تمثيل سياسي قوي الذي عبّر عنه الشعبي بالتفافه حول المشتركة.

انجاز للمجتمع العربي وليس للمشتركة

المحلل السياسي إيهاب جبارين قال: بدون شك ان 15 مقعدا هو انجاز بحد ذاته للجماهير وليس للقائمة المشتركة ووجب التشديد على ان المشتركة فازت بسبب خسارة الغير من جهة والتحريض من جهة أخرى والعامل الأخير هو ان الناس ارادت رؤية الوحدة والانجاز، ولكن الان امام المشتركة تحدي جدي وذكي ان تصعد هذا الإنجاز لنصر، وممكن ان نرى تجربة اليهود المتدينين حيث انه حتى سنوات الثمانين لم يملكون أي قيمة في التأثير على تشكيل الحكومات الإسرائيلية وبطريقة او بأخرى القائمة المشتركة موجودة في هذا النفق على دورتين انتخابيتين ومن واجب القائمة المشتركة وبشكل جدي دراسة كيفية تحويل هذا الإنجاز الى نصر ورفعه الى القيمة المضافة التي يملكها.
ونوه: من المبكر الحديث عن الانتخابات الرابعة بنظري، ممكن القانون الذي سيتم سنه من قبل كحول لافان ان يكون سدا في وجه نتنياهو وحل هذه الإشكالية وعلينا ان لا ننسى انه ممكن ان يكون هناك عدة منافذ لنتنياهو لتشكيل الحكومة لا يتوقعها أي أحد وأحزاب صغيرة ممكن ان تضعف امام اغراءات نتنياهو ولكن من غير المستبعد الحديث عن انتخابات رابعة حيث لم نتوقع انتخابات ثانية وثالثة ولكنهم حصلوا امامنا على الأقل شهر ونصف قبل ان يبدأ الحديث بشكل جدي عن انتخابات رابعة.

انتخابات رابعة 17 مقعدا

المحلل السياسي والقيادي محمد دراوشة رأى ان إمكانية إقامة انتخابات رابعة هي السيناريو الأقوى في ظل عدم الحسم في نتيجة الانتخابات هذا الأسبوع وتابع: لذلك من المتوقع ان تجري جولة انتخابات رابعة وعلى ما يبدو انها ستكون في الثامن من أيلول وتقديراتي ان القائمة المشتركة ستكون في اوج زخمها وقد تحصل ليس فقط على 15 عضو كنيست وانما 17 عضو كنيست.
ونوه: حصول المشتركة على 15 مقعد بدون أدنى شك هو انجاز كبير جدا ووسام شرف للمجتمع العربي الذي خرج عن بكرة ابيه ليرفض سياسة نتنياهو التحريضية التي تحاول ان تهمش المواطن العربي ولكن اعتقد انه يجب كسر هذا السقف وان نتخطى ال17 عضو كنيست في الانتخابات المستقبلية.

الإنجاز الحقيقي ان المقعدين هما لنساء من حزبين مختلفين

الناشطة النسوية والسياسية سماح سلايمة قالت بدورها: اولا كل مقعد جديد هو إنجاز، والإنجاز الحقيقي ان المقعدين هما لنساء من حزبين مختلفين، فهذا يثلج الصدر. اعتقد ان الإنجاز الأكبر كان اجتياز معركة انتخابية شرسة بين العرب واليهود بشكل عام، لا منافسه ابدا في الشارع العربي والمقاطعة صوتها خفت واختفى تقريباً، فكانت الهجمة على الصوت العربي من الاحزاب الصهيونية كلها وهذا وحد الشارع العربي حول المشتركة. السؤال اليوم ماذا بعد؟ ماذا سيفعل الساسة العرب في هذه الشرعية الكبيرة والدعم منقطع النظير الذي حضوا به، وهل يذوت الاحزاب الاربعة ان ليس لهم دور خاص بعيدا عن المشروع المشترك وهو المشتركة نفسها، وعليهم الاعتراف ان معظم الأصوات التي فازوا بها كانت من المركب الخامس للمشتركة ،وهو معظم الناخبين غير المتحزبين، ادراك هذه الحقيقة سيوفر علينا خلافات وجدالات وانشقاقات بالمشتركة ، فنحن لسنا مع اي حزب من الاربعة بل مع القائمة الواحدة الموحدة، ورحم الله سياسياً عرف قدر نفسه، واذا رحمه الله فلن يرحم الجمهور اي قيادي غير مسؤول وعجول او مخالف للعمل الجماعي. لا اعتقد اننا سنذهب لانتخابات رابعه، وسيجد نتنياهو بعض المنشقين ويشكل حكومة، مشلولة وضعيفة تدوم سنه او ما شابه. الانتخابات قريبه ولكنها ليست حتميه ابدا.